هيئة التحرير

في ظل سخط شعبي على ما آلت إليه الأمور في عهد حَكومة “إخوان” العثماني، ووسط نفور متواصل لفئات عريضة من المغاربة من سياسييهم وسياستهم، أبى رئيس حكومة وأمين عامّ حزب سياسي سابق (بنكيران) إلا أن يصدمنا، مجددا، بسلوك يزكّي موقفَ الغالبية ممّا يجري ويدور. وهكذا، ببساطة أو “قلّة تْرابي” أو سمّوها ما شئتم، وصف بنكيران وزيرا في الحكومة التي يقودها حزبه حاليا بـ”الوضيع”، إيّـهْ نعاماسّ، “الوضيعْ” نيشانْ.

والحقيقة أنه لم يسبق للمغاربة أن سمعوا، منذ عهد حكومة البكاي بوزير أول سابق وصف حليفا سياسيا بمثل هذه الأوصاف، التي تنمّ عن… قلّة ترابي أو… سمّوها ما شئتم.

كيف نخلّق المشهد أسّي بنكيران (وأنت الذي لم تتوقفْ عن تشنيف المسامع بالفتاوى حول هذا التخليق و… التّرابي)

هل تتوقع أن ترفع النقاش السياسي حول ما يهمّ المغاربة في معيشهم اليومي بمثل هذا “المعيور” وهذا الكلام الخاوي يمكن مصالحة أبناء الشعب مع السياسة والساسة؟

عندما ينزل “رجل دولة” إلى هذا الـ(…) ويتلفّظ بمثل ما قال بنكيران في “لايْف” في حق قيادي في حزب حليف ويجتمع كل خميس مع رئيس الحكومة، التي ربّما نسي بنكيران أنها تنتمي إلى قبيلة الحزبية وتربطه علاقة صداقة مع وزراء لامبة أو البيجيدي؟

“إن لم تستحيِ فاصنع ما شئت”.. وإن لم تستحيِ فقلْ ما شئت. ليس هذا ما يتطلع إليه المغاربة في ظل أزمة تمثّل “الأخلاق” السياسية أحدَ وجوهها المركَّبة. ليس بـ”المعيور”، تُبنى أحزاب قوية تقود الأصلاحات والتغيير المنشود.. وطبعا، ليس بأمثال بنكيران، الذي فقدَ احترام الكثيرين، يمكن أن يستعيد السياسيون احترام المغاربة.

ربّما كان من حق بنكيران، وهو يحاول الخروج من عنق الزجاجة والعزلة السياسية، في أفق العودة إلى قيادة الحزب قبل استحقاقات 2021، أن ينتقد الطالبي العلمي، الرجل الثاني في حزب “الأحرار”، لكنْ ليس من حقه، من باب “الأخلاق” والتخليق وْداكشّي، ناهيك عن “الطعامْ” والعشرة الحزبية والتحالف في إطار الحكومة، أن يسُب الرجل، ويصفه بالوضيع!

لا، هادي سمحْ لينا، ما دْرتِي فيها، عاودْ ما يتّعاود.
واسمح لنا أن نقول لك، كما قال كثيرون “أخطأت في ردك عندما وظفت مصطلحا لا يليق برجل كان يصنف نفسه في خانة رجال الدولة “الكبار”!

ولله في خلقه شؤون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *