لقد تعرضت جميع محاولات، إنهاء «فرنسة» مهرجان مراكش للإجهاض، كما حصل مع الراحل  الصايل طوال نصف سنوات عمر المهرجان، ومع عدد من الغيورين مثله.

سليكي محمد
*محمد سليكي 

عشرون عاماً مرت على إنطلاق أول دورة  للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، جرت خلالها الكثير من المياه تحت الجسر، دون أن يكون الماء مغربيا والجسر فرنسياً وليس العكس.

يتذكر السينمائيون المغاربة ممثلون ومخرجون ونقاد وصحفيون فنيون، عام 2001، حين جرى تنظيم الدورة الأولى، كيف كانت المفاجأة كبيرة ، وإدارة تنظيم المهرجان تسند إلى فرنسيين في بلاد كفاءات سينمائية من قامة الراحل نور الدين الصايل وغيره الكثير .

صحيح، لقد تولى الراحل نور الدين الصايل، على إمتداد عشر سنوات (2004-2014)، منصب نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة، لكن دون أن يتحقق حلمه وحلم المغاربة في مغربة المهرجان.

لقد تعرضت جميع محاولات، إنهاء «فرنسة» المهرجان للإجهاض، كما حصل مع نور الدين الصايل طوال نصف سنوات عمر المهرجان، ومع عدد من الغيورين مثله.

ولعل من أسباب فشل مغربة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فضلا عن صراع المواقع والمصالح و الأجندات،  هناك «عقدة الفرنساوي»، عند بعض المسؤولين عن هذا المهرجان من عشاق «ماما فرنسا».

قبل مواصلة تحرير هذا المقال، نلفت الإنتباه إلى أننا حاولنا داخل جريدة le12.ma ، الحديث إلى عدد من السينمائيين المغاربة حول موضوع «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ..20 عامأ من «الفرنسة».. كيف؟ ولماذا؟ فشلت «المغربة».

لكن الكثير منهم إعتذر و الباقي، تحدث في ال ( off )، دون أن يقول للجريدة «جملة مفيدة». على حد تعبير النجم الكوميدي العربي المصري الراحل سعيد صالح في مسرحية كل الأزمنة «مدرسة المشاغبين».

وإذا ظهر السبب، بطل العجب،… ربما إنه وهم الخوف من سحب البساط الأحمر من تحت أقدام كل من تحدث عن الموضوع.!!!.

لذلك نوضح لهؤلاء وغيرهم، أن الفن السابع خلق للتعبير، ورصد الاختلاف ونقد تناقضات السلط والمجتمع…وفي ذلك تجل من تجليات حرية الرأي.

وعليه فإن معالجتنا لمطلب وضع حد لهيمنة الفرنسيين على مهرجان المغرب والمغاربة، لا يعني رفض منا للآخر.

لا. ليس ذلك إطلاقا.

بل، إنه تعبير علني فقط منا على رغبة «مقموعة» في نفوس العديد من ضيوف مهرجان المغرب من المغاربة، خاصة أولئك الذين ضاقوا ذرعاً من تصرفات «مفرنسة»، موغلة  أحيانا في الإهانة والتعامل التمييزي بين الأشقر والأسمر.

لعل نقد ذلك، وإثارة هكذا موضوع للنقاش العمومي، جزء من عملنا الصحفي، لا بل إنه مهمة من مهام الصحافة.

نقف في باب التوضيح عند هذا الحد،  ونعود إلى صلب الموضوع، لنقول، إن المغرب لا تعوزه الكفاءات الوطنية من أجل تولي التنظيم الشامل لمهرجان يكون فيه الفرنسيون كغيرهم من « الناس»، ضيوفا ومرشحين.

لذلك، فأملي وطلبي هو أن تكون الدورة العشرون للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الجارية، نقطة نهاية «الفرنسة»..وبداية «المغربة»..

وفي الحقيقة، لو تحقق ذلك، سيكون، تكريما كبيراً لروح صاحب شرف محاولة « مغربة » المهرجان، الرجل الوطني الراحل نور الدين الصايل، وإحتراما لكفاءات هذا الوطن العظيم.

لذلك فإن «مغربة» المهرجان، وإن كان الكثيرون يرونه على عهد «السبع بولبطاين»، فيصل العرايشي نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعيدًا، فإنني بصدق أراه قريباً..!!؟.

إيوا  «ديرو النية» وخليو لعرايشي يبين لينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *