لا بد أن نتذكر أن ثورة الإطاحة بحكم بوتفليقة في الجزائر، خرجت من الملاعب، وردد خلالها الثوار شعارات مزلزلة لعل من بينها «المروك خاوة ، خاوة، والبوليساريو يطلع برا». و «المروك بلا بترول يترقى، والعصابة سرقت الثروة».

*محمد سليكي 

الظاهر أنه لن يكون الأمر السياسي/ العسكري الجزائري، الذي قضى اليوم الاحد من جديد، بإنسحاب إتحاد العاصمة من مواجهة نهضة بركان المغربي، الأخير.

بل ستعقبه قرارات إنسحاب العديد من الاندية والفرق والمنتخبات من كل التظاهرات التي تلعب في المغرب أو يكون فيها الخصم مغربي.

هي سياسة ممنهجة من طرف عصابة الكابرانات التي تحكم الشعب الجزائري الشقيق بالنار والحديد، من أجل تحقيق العديد من الاهداف البئيسة.

لذلك لا يهم صناع هذه القرارات الغبية ولا دمى التنفيد، سواء في حكومة تبون المغبون، أو في إتحادية صادي، أو غيرها، ما سيلحق بالكرة الجزائرية خاصة والرياضة الجزائرية عامة، من عقوبات الاتحادات الأفريقية مثل إتحاد ( الكاف)،أو الدولية مثل ( الفيفا).

بل بالعكس، يظهر أن تلقي أقسى العقوبات والتي قد تصل الحرمان من المشاركات القارية والدولية، سيكون مرحبا بها، لا لشيء سوى لأنها هي غاية الغايات ومبلغ الرغبات من هذه الانسحابات التبونية.

أما الطعون والاستئنافات، في هكذا عقوبات، فهي فصل فقط من فصول مسرحية الضحك على ذقون الشعب الجزائري.

إن العقل السياسي / العسكري الكرغولي المتخلف، الذي كان وراء صناعة وتنفيذ مثل هكذا قرارات غبية، يعتبر أن الانسحابات ما هي إلا مقدمات لتطويع الرأي العام الرياضي الجزائري، وجعله يقبل بقرار الانسحاب التبوني الأكبر.

والقصد هنا، انسحاب المنتخب الجزائري لكرة القدم من نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام في المغرب العام القادم، وفي الأمد البعيد عدم المشاركة في نهائيات كأس العالم 2030، الذي سيقام في المغرب وإسبانيا والبرتغال.

لذلك سنكون في القادم من الشهور والأعوام إن بقى لهذا النظام العسكر بقاء، مع مسلسل طويل من الانسحابات، لمراكمة العديد من العقوبات.

عقوبات يطمح العقل السياسي / العسكري الكرغولي المتخلف، أن تكون قاسية،  وتكون سببا في حرمان المنتخب الجزائري تحديدا من المشاركة في مونديال (المغرب / إسبانيا / البرتغال).

هنا، سيمارس النظام الكرغولي، أكبر عملية تدليس في التاريخ على الشعب الجزائري، عندما سيبرر عدم مشاركته في التظاهرات الرياضية الكبرى التي ستقام في المغرب، بذريعة العقوبات التي تحرمه من تلك المشاركات.

هو إذن توظيف بشع لنبل المنافسات الرياضية، بغرض خدمة أجندة ساسية / عسكرية  يقودها بكل حقد نظام الكابرانات ضد كل نجاح في المغرب.

إن حكام قصر المرادية في الجزائر، يخشون المشاركة في التظاهرات الكروية الكبرى التي ستقام في المغرب لعدة أسباب لعل من أبرزها:

*إدامة الصراع مع خصم وهمي وهو المغرب لمواصلة الإطباق على الشعب الجزائري والإجهاز على حقوقه وإطالة عمر حكم العسكر الهرم، الفاقد للوضوء.

*تفادي حصد الهزائم الرياضية، في ظل عصر الانحطاط التي تمر به دولة الجزائر، والرياضة الجزائرية في عهد تبون وشنكريحة.

*تجنب سيناريو  إنبهار جماهير منتخب الخضر من تطور ونجاح المملكة الشريفة، وعودتهم إلى بلاد الغاز والبترول والعجاج، بمقارنات بين إزدهار دولة حكم الملوك، و فساد بلاد حكم العصابات.

وهنا، لا بد أن نتذكر أن ثورة الإطاحة بحكم بوتفليقة خرجت من الملاعب، وردد خلالها الثوار شعارات مزلزلة لعل من بينها «المروك خاوة ، خاوة، والبوليساريو يطلع برا». و «المروك بلا بترول يترقى، والعصابة سرقت الثروة».

والظاهر، أن العقل الكرغولي، خطط لهذه الانسحابات التبونية لتحقيق تلك الغايات البئيسة بممارسات ترقى إلى مصاف جريمة الغدر.

غدر بحق شعب المليون شهيد في حقه في تمثيل نوادي ومنتخبات الجزائر في كل المحافل، سواء كان الخصم الرياضي هو المغرب أو كان تنظيمها على أرض المغرب.

لكن السيناريو الذي أغفله العقل السياسي / العسكري الكرغولي الغبي،  في هكذا طبخة، هو الجواب على سؤال: هل سيبقى مستقبلاً نظام عسكري قائما في الجزائر المنهوبة يحكم أحرار الجزائر، والثورة  التي سبق أن خرجت قبل سنوات من ملاعب الكرة، لاتزال لم تخمد نيرانها بعد داخل أحزمة بؤس في مدن وقرى و ولايات بلد الغاز و البترول ؟.

هذا سؤال. لا شك أنه يقلق نظام عسكر شنكربحة وخادمه تبون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *