هناك فيلق من المجندين الممنطقين بخناجرالحقد، يتمادى في نسج المؤامرات، والسعي بكل الوسائل، للنيل من تجربتي المهنية ،ومصداقيتي وتاريخي وموقعي الرمزي في الحقل الإعلامي والثقافي بشكل خاص . واستعمل ويستعمل هذا الفيلق، كل الأسلحة لشل دماغي وإعطاب مخيلتي وإرباك لغتي وإخراس لساني  ،وأيضا لقطع الطريق على أي مبادرة أو مشروع أو فكرة مجددة ومبدعة ،تستند إلى رؤية إصلاحية وتأهيلية في مختلف المجالات والقضايا  التي أكتب عنها، سواء كانت وطنية أوإقليمية أودولية .ولا يفرق أفراده هذا الفيلق  بين ما  يوجد في الواقع والذي نتعرض له بالنقد البناء والهادف ،وبين ما ينبغي أن يكون عليه هذا الواقع.   

إن رؤس هذا الفيلق يمارسون حقدهم في سرية مطلقة وبطرق منحطة وسخيفة ، ويحرصون على عدم إظهار نواياهم المترعة بالجبن والشماتة والنذالة،وبالرغبة الجامحة في التسفيه والتشويه والتشهير والافتراء واقتراف المنكرات دون سبب يذكر . 

ولا يخفي الذين ينطوون على مثل هذه الجرعة العالية من الحقد والحسد المجانيين ،جشعهم في الانقضاض على كل شيء، والتأكيد بل والتسليم  بأنهم هم من يجب أن يكونوا في مكان الآخرين ، واضعين نصب أعينهم ما يعتبرونه امتيازات ومصالح يسيل لها لعابهم، وتسري نشوتها المخدرة في عروقهم،ولذلك فهم يحرصون على رصد وتتبع حياتك الخاصة، ونشر معلومات زائفة عن التزاماتك المهنية والمؤسساتية ، وعن الأجرالذي تتقاضاه ويختلقون امتيازات لا توجد إلا في قرارة أنفسهم الأمارة بالسوء والضغينة السوداء.  

المحزن في المسألة، هو أن يخلط هؤلاء الأوراق ، ظنا منهم أن فضيلة الصمت وغض الطرف والترفع عن الدنايا  رديف للخوف والجبن واهتزاز القناعات. أو ربما يعتقدون  أن تنظيم حملات تشويهية عبر تسريبات  كاذبة وتافهة ، ستهتز لها الفرائص وسترتعد لها الأبدان وستقشعر لها العقول. .

كان بالإمكان تحمل مختلف الدسائس والمؤامرات والحروب الفاشلة التي خيضت على مدى سنوات بأسلحة فاسدة في مواقع وساحات متعددة، وشارك فيها جنود من مختلف الوحدات والدرجات “طبعا لابد للحرب من قياديين وعقول مدبرة “. لكن  سلوكا ساقطا من هذا القبيل، لا يمكن السكوت عليه لآن الأمر يتعلق أولا وقبل كل شيء بصون الكرامة الشخصية .

والمثير للإنتباه هوأن جنود  الحقد  يسعون جاهدين لتأليب الرأي العام ضدي ،واعتبار ما أكتبه وما أطرحه للنقاش مجرد ترف فكري وضحك على الذقون ونفاق وانفصام في الشخصية .ولذلك لا يترددون في التنكيل بالمصداقية والمهنية ،وتوجيه رسائل معينة إلى بعض المسؤولين قصد زعزعتهم، علما أنهم  أشد الناس كفرا بالمهنية والاستقامة والانظباط المؤسساتي والحكامة والجودة والشفافية، و يشكلون كوكبة متطورة ومتدربة على انتهاز الفرص والامتيازات والتورط في ممارسات يندى لها الجبين.

إن فيالق الحقد والكراهية ، والأشرار الذين  يعانون من مجاعة أخلاقية وإنسانية ، ومن خصاص فكري وضحالة مهنية، يصعب عليهم التقدم خطوة إلى الأمام ،من أجل تخليص أنفسهم من الجرائم التي يقترفونها ليلا ونهارا. ويخافون القيام بهذا التمرين السليم والأساسي لأي تطور أو بناء متين. كما أن الحسابات والحروب الصغيرة، هي جزء من سلوك وتفكير خفافيش الليل الذين لايستطيعون رؤية الشمس ،لأنها ستعميهم بأشعتها المتوهجة . 

وإذا كان من الضروري أن يتحول البعض إلى قناصة،ومنتجي وشايات وافتراءات . فليحاولوا قنص حقدهم وكنس كراهيتهم وتنظيف قلوبهم من الخبث ، حتى لايصيبوا قوما بأذى. وليعلم هؤلاء الجبناء ،وهم  في مواقع مختلفة ،أنني لست  من محترفي تغيير القناعات كما تغير الثياب الداخلية، وأنني إيجابيي إلى أبعد مدى ،ووطني منذ الأزل. وعندما تشن علي الحروب، ويعتدى علي ،وتمس كرامتي ، وتمرغ سمعتي ويتم التطاول على شخصي المتواضع .  يفرض علي الرد، فأرد بقوة وأجهل فوق جهل الجاهلين، بما يحول  مواجهة جهلهم إلى طاقة ايجابية ومنتجة . لأنني لم أستسلم ولم أساوم ،على طول هذه الأعوام، التي دافعت فيها عن قيم ومبادىء ومواقف وأخلاقيات كلفتي الشيء الكثير. ويعرف جزء كبيرمن المغاربة بمن فيهم بعض المسؤولين  من مختلف المستويات حقيقة هذه الأمور،كما يدركون شراسة المعارك التي خضتها خدمة لهذا البلد دون تملق أو تزلف أو ارتزاق.

#عبد الصمد_بنشريف صحفي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *