تزامنا مع احتفاء منظمة الأمم المتحدة بمقرها بجنيف تم الاحتفاء مؤخرا باليوم العالمي للضمير الإنساني. وقد تم خلال هذه المناسبة التي شارك فيها جمع كبير من رجال الدين والفكر والسياسة ومختلف الهيئات والمنظمات الإنسانية تدارس أهم القضايا الكبرى التي يعيشها العالم المعاصر.

وفي هذا الاطار تم توجيه دعوة إلى الأستاذ نبيل بركة للمشاركة لتمثيل المدرسة المشيشية الشاذلية في هذا المحفل الدولي. وذلك نظرا لإسهاماته المتعددة في نشر قيم الوسطية والاعتدال التي يتمسك بها المغرب تحت التوجيهات السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله والتي أضحت اليوم منارة للفكر السليم المبني على دعائم المشترك والموحد الإنساني في عالم يعرف تصاعدا خطيرا لخطاب التعصب والعنف المفضي إلى الحروب والنزاعات في مناطق مختلفة من العالم.

مشاركة الأستاذ نبيل بركة ارتكزت على إظهار معالم الفكر الصوفي المشيشي الشاذلي ذو الأصل الممتد من القطب مولاي عبد السلام ابن مشيش إلى تلميذه أبي الحسن الشاذلي الذي أصبحت طريقته اليوم، طريقة صوفية كونية تعمل على تهذيب النفس البشرية والركون إلى فضائل وأخلاق، جوهرها المحبة والسلم والتآخي بين الإنسان ونبذ كل أشكال التطرف دون إفراط أو تفريط. وقد اشار الأستاذ المحاضر الى أن مقام القطب العارف الشيخ مولاي عبد السلام ابن مشيش لا يفتر فيه ذكر الله ورفع أكف الدعاء مع البشرية جمعاء بالخير والسلم والتراحم.

وبما ان المناسبة تزامنت مع إحياء ليلة القدر المباركة التي يجتمع فيها الزوار والمريدين من مختلف المناطق فقد أوصى المحاضر أن تكثف فيها الأذكار والأدعية مع كافة الخلائق.

وهو عنوان المداخلة التي شارك بها ممثل المشيشية الشاذلية، مظهرا ملامح النموذج المغربي في تأطير الخطاب والفكر الديني بنسق يدعو إلى الانفتاح واحترام الآخر. وقد أكد في هذا الصدد على أن الفطرة السليمة للروح البشرية جبلت على الخير والمحبة قبل أن تتعلق بها ظواهر أفسدت لب وجوهر الإنسان وأبعدته عن تحمله لمسؤولية الإعمار في الأرض مبينا على أن مفهوم الإعمار لا يقتصر على البنيان والتشييد بل يدعو إلى إعمار وبناء وتشييد الروح الإنسانية بمبادئ وقيم أساسها “يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”.

كما أشار المحاضر، خلال مداخلته على أن الضمير الإنساني اليوم في حاجة ماسة إلى وقفة إنسانية مشتركة بعيدا عن المؤثرات التاريخية التي طبعت بطابع نزاعي، وأن العالم اليوم محتاج إلى نبذ كل مظاهر العنف والتطرف والعصبية الدينية والمطامح السياسية، والتوجه بقلب سليم إلى بناء فضاءات جديدة مبنية على السلم والتعايش صونا للنفس البشرية جمعاء، قائلا ” وهو ذات المنهج الحكيم الذي تبنته المملكة المغربية الشريفة في العهد الزاهر لمولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين.”

واختتمت المداخلة التي حضرها المئات من العلماء والأكاديميين والهيئات وأصحاب المعتقدات المختلفة برفع الدعوات إلى العلي القدير أن يخفف عن البشرية جمعاء آفة الحروب والنزاعات بمختلف المناطق، كما تم إقامة دقيقة الصمت والدعاء بأن يعم السلم والأمان في مناطق النزاع خاصة بين فلسطين وإسرائيل وبين روسيا وأوكرانيا وباقي مناطق النزاع.

ومن بين الأسماء الوازنة التي حضرت الاحتفاء السيد Moshe Garellick Rabin représentant la kabal و Sofia trivil représentant le bouddhisme و السيدة Guila kessous ambassadeur Unesco و عمدة جنيف السيد Alfonso Gomez وعدة شخصيات أخرى سبق لها وأن قامت بزيارة روحية لمقام القطب مولاي عبد السلام ابن مشيش وأشادت خلال هذه المناسبة بالفكر المشيشي الشاذلي الصوفي ذو المشرب الروحي.

تجدر الإشارة في ذات السياق أن الأستاذ نبيل بركة قد حاضر في مناسبات مختلفة داخل أرض المغرب وخارجه ممثلا للنموذج المغربي ولفكر المشيشية الشاذلية، ومن بين هذه المشاركات الوازنة، ترأسه للمنتدى المشيشي الشاذلي سنة 2008 تحت عنوان “من جبل العلم إلى العالم” الذي أقيم تحت رعاية مولوية سامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *