هيئة التحرير

يبدو أنّ كل شيء قابل لمبدأ “البيعْ والشرا” في هذا البلد السعيد، بما في ذلك مآسي المغاربة.. فبعد أن استبشر المغاربة خيرا بخبر وصول دواء تاميفلو، المضاد لإنفلونزا “H1N1” إلى صيدليات المملكة، سرعان ما صُدِموا بعد معرفتهم بالسعر الذي حددته له الوزارة.

وحدّدت وزارة الدكالي سعر بيع مصل “تميفلو” في الصيدليات في 322 درهما، علما بأن سعر بيعه في صيدليات أوربا لا يتجاوز 11 أورو، أي 122 درهما، ما يعني، بحسب مهتمّين، أن حكومة العثماني سمحت بالمتاجرة في هذا المصل لتحقّق أرباحا مضاعفة على حساب صحة المواطنين. ويكفي أن نستحضر هنا أن “السّميگ” في المغرب لا يتجاوز 2500 درهم، مقابل 1700 أورو في أوربا، لندرك هول الفاجعة التي حلّت بنا بعد أن ابتلانا الله بحكومة أقلّ ما يمكن أن يوصف بها أعضاؤها أنهم “جيلْ قِمّشْ ما يحشمْ ما يرِمّش”، كما يقول المثل المغربي.

والحقيقة أن المرء يصاب بالصّدمة إزاء هذه “السريالية” التي يسيّر بها إخوان العثماني شؤون البلاد. فكيف يُعقَل أن يباع هذا المضاد بضِعف سعره ثلاث مرّات تقريبا لسعر بيعه في أوربا، أخذا بعين الاعتبار الفوارق الصارخة في مستوى المعيشة بين بلدان أوربا وهذا البلد، السعيد لولا “لهطة” البعض على الربح وسعيهم المرَضي إلى “التحالف” مع المحتكرين والمتلاعبين حتى حين يتعلق الأمر بمضادّ لوباء أفزع البلاد والعباد وأفجع المغاربة، حتى الآن، في 11 ضحية؟!

أليست قمّة العبث واللامعنى أن تتاجر حكومة تدّعي المرجعية الإسلامية في مآسي الناس بهذه الطريقة الفجّة والمستفزّة والمحتقرة للمغاربة والمسترخصة لأرواحهم؟ هل نحن أغنى من أوربا يا حمّادي حتى تحدّد سعرا لمضادّ من وباء ما فتئ يفتك بضحاياه، واحدة تلو أخرى وواحدا تلو آخر؟ ألا تريدون أن تخجلوا من أنفسكم، ولو قليلا، يا مَن تدّعون أن الوضع “عادي” في الوقت الذي يحصد فيه الوباء أرواح المغاربة تباعا؟!

هناك حديث شريف جاء فيه “إذا لم تستحيِ فاصنع ما شئت”، والمغاربة يعرفون أنكم لا تستحيُون، وقد أثبتّم لهم ذلك بأفعالكم/ فضائحكم التي تناقض كلّ ما كنتم تتشدّقون به في حملاتكم الانتخابية؛ لكنْ أن تصل بكم الوضاعة والخسة و”قلّة التّرابي” إلى درجة استغلال مآسي الناس بهذه الكيفية الوضيعة والحقيرة واللاإنسانية، فالأحرى بكم أن “تْحطّو السّوارْت” و”تورّيوْنا عرضْ كْتافكم”، التي “سمّنتموها” بما يكفي طيلة كل هذه السنوات العجاف.

إيوا عْ الله تحشمو عْلى عرَضكم، إذا افترضنا أنّ عندكم شي عرض أصلا!…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *