رئاسة التحرير 

كشف حدثان وقعا مؤخرا ازدواجية قياديي حزب البيجيدي في التعاطي التميزي لهذا التنظيم اتجاه مصالح مجرد حزب ومصالح وطن. 

فبخلاف السرعة “القياسية” التي تم بها عقد اجتماع للنظر في قضية أخيهم الذي لن يسلّموه، بعدما استدعته المحكمة للمثول أمامها في إطار قضية مقتل المناضل اليساري بنعيسى أيت الجيد، ظل الإخوان في حزب اللامبة، بقيادة العثماني، رئيس الحكومة، نائمين في العسل إلى أن قضى الله أمرا كان مفعولا.

ففي الوقت الذي اهتزّت فيه البلاد، طولا وعرضا، بفعل وقع الجريمة الداعشية المرعبة في حق السائحتين الأجنبيتين، لم يحرّك سعد الدين العثماني ساكناً، بقدر ما “انتظر” ربما حتى ندّدت أصغر جمعية في البلاد بالجريمة الشنيعة، ليصدر، في الأخير، بلاغا في الموضوع. 

وحتى عندما تكلّم هذا الحزب فهو لم يفي اللحظة حق قدرها، لينطبق عليه المثل القائل سكت دهرا ونطق مكرا.. 

والعلة في ذَلِك ان بلاغ  اخوان ومريدي الريسوني احد قادة التنظيم العالمي الاخواني صحيح “استنكر الحادث”، لكنه لم يُعطه وصفه الحقيقي، رغم أنه تأكد رسمياً خبرُ مبايعة القتلة لتنظيم داعش…

يا للغرابة، كل هذا الوقت استغرقه حزب البيجيدي الحاكم من أجل إصدار بلاغ لا يقدّم ولا يؤخر، بعد أزيد من ثلاثة أيام من التنديد والإدانة، في المغرب كما في البلدين الأوربيين المعنيّين بهذه الجريمة الوحشية التي ارتُكبت في حقّ السائحتين الشابتين..

على خلاف ذلك، فقد تابع الجميع ، كيف انه بمجرّد ما ذُكر حامي الدين في قضية مقتل أيت الجيد بعد قرار القاضي استدعاءه مجددا على خلفية ظهور مستجدّات في الملف، حتى “انتفض” الإخوان وتواصلوا ونسّقوا من أجل اجتماع عاجل و”استثنائي” عُقد في اليوم نفسه..

واو! اجتماع “عاجل واستثنائي” وْما نعرف أشنـُو فقط لأن أخاهم (الذي لن يسلّموه) قد توصّل باستدعاء للمثول أمام محكمة.. بينما تُقترَف جريمة وحشية في حق سائحتين ولا يتحرّك “القادة” ولو لإصدار بلاغ إلا بعد أزيد من ثلاثة أيام! ..

غريب فعلا.. أن تُمسّ مصالح المغرب كله بعد أن ضرب فيه الإرهاب في مقتل، ونحن نعرف الأهمية المحورية للسياحة في الاقتصاد الوطني ولا يتحرّك قادة البيجيدي المبجّلون إلا بعد أن “كانْ اللي كان”، كما يقول المثل المغربي، يبيّن أن مصالح الوطن هي آخر ما يهمّ هؤلاء الناس.

كم كان لافتا انه بمُجرّد إلقاء نظرة خاطفة  على بلاغ اخوان العثماني،  سيتبيّن أنه صيغ بـ”برودة” غريبة.. لابل لم يمتلكوا حتى بعض الشجاعة لتصنيفه في خانة العمل الإرهابي أو الداعشي..

يوما عن يوم، تعطينا  خرجات هذا التنظيم الإسلاموي. دليلا إضافيا على أنه خارج المشروع الحداثي الذي اختاره المغاربة، عقيدة وسلوكا.. او ان شئت قل معاد له ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *