الرباط-le12.ma

 

في محطة القطار أكدال بالرباط، بينما كنت منهمكا في إحكام كمامتي فوق فمي وأنفي وأنا متوجه نحو الباب الذي يتم عبره النزول إلى حيث توجد السكة التي سيأتي منها القطار الذي سأركبه، اعترض طريقي شاب طويل القامة من القوات المساعدة، كان يقف بجوار الشخص الذي يفحص التذاكر.

وقال لي: “فين غادي أسيدي؟”. قلت له: “مسافر”.. سألني: “عندك رخصة؟”.. قلت له: “عندي رخصة إدارية كتسمح لي نسافر باش نقضي أمور ديال الخدمة”.. قال لي: “آرا نشوف”.. قلت له :”طبت آ الشاف. دخلت للمحطة جبدتها ووريتها.. بغيت ندخل نقطع التذكرة جبدتها ووريتها.. ودابا باغي ننزل للسكة خصني نجبدها ونوريها.. واقيلا بزاف”.. قال لي : “كنطبق القانون”.. فأخرجت الرخصة من جيبي وهي تكاد أن تتمزق إلى أربعة أجزاء، و قلت له ؛”ها هي..”.. نظر إليها وقال لي وهو يشير في اتجاه السكة: “تفضل آسيدي”.

قلت له:” يعني صافي؟ أنا فوضعية قانونية؟”. قال لي وهو يبتسم: “إيه. عندك الرخصة”.. فقلت له بنبرة محاولا من خلالها أن أبدو في منتهى اللطف والإحترام: “ولكن أنت راك داير الكمامة فعنقك. يعني راك دابا ماشي فوضعية قانونية”. فرفع الكمامة من عنقه نحو فمه وأنفه بسرعة وقال لي: “إيوا راه حتى حنا طبنا. وما كرهناش هاذ الشي يتسالى”.. 

فرمقته بنظرة مشفقة.. ومشيت كنجري باش نركب فالقطار.. وهذا ما كان.

* أحمد الدافري /كاتب وناقد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *