فقدت الدراما العربية اليوم الجمعة عمدتها الفنان الكبير صلاح السعداني، عن عمر يناهز 81 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض أبعده لسنوات عن جمهور العريض في العالم العربي.

ونعى أشرف زكي نقيب نقابة الفنانين في مصر، رحيل الفنان المثقف، الذي يوصف بعمدة الدراما العربية.

وسيوارى جثمان الفقيد في مقبرة العائلة في القاهرة، بعد الصلاة عليه صلاة الجنازة في مسجد زايد.

وفي البروفايل التالي تأخذنا الزميلة صفوت الدسوقي عبر بوابة العين الإخبارية إلى اكتشاف مسيرة العمدة من البداية حتى النهاية.

لم يكن طريق صلاح السعدني مفروشا بالورود، إذ شارك في عدد كبير من العروض المسرحية بالجامعة.

وعقب التخرج طرق أبواب “الاستديوهات” بحثا عن فرصة يعبر من خلالها للجمهور.

وابتسم له الحظ عندما التقى المخرج الكبير محمد فاضل، الذي رشحه للعمل في مسلسل “الضياع” إنتاج 1960، ولأن العمل لم يحقق النجاح الذي تمناه، شعر الفنان الصاعد بالإحباط وابتعد عن الساحة 3 سنوات.

لم يخرجه من عزلته إلا المخرج الكبير نور الدمرداش الذي اختاره للمشاركة في مسلسل “الضحية” 1964، وبالفعل حقق العمل نجاحا كبيرا آنذاك؛ ليكون بداية الانطلاقة الحقيقية للشاب الطموح.

“العمدة”

توالت بعد ذلك أعمال السعدني الناجحة، لكن يظل مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرا” 1979 للمخرج محمد فاضل، نقطة التحول الحقيقية في حياته، إذ حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه، ليصنع نجومية “العمدة”.

تعلق صلاح السعدني بالتمثيل منذ الطفولة، وعندما التحق بكلية الزراعة كان يؤمن أنه لن يعمل إلا في مجال التمثيل، وقادته الأقدار خلال المرحلة الجامعية للتعرف على صديق عمره ورفيق دربه الزعيم عادل أمام، الذي شجعه كثيرا على الوقوف على خشبة المسرح، ودفعه للاستمرار.

وفي مقابلة تلفزيونية تحدث صلاح السعدني عن هذه المرحلة من حياته، قائلا: “كانت مرحلة جميلة فيها تشكلت أحلامي، وأدركت أن الفن يحتاج مجهودا، ومن حسن حظي أني التقيت عادل إمام الفنان الذي يجمع بين الموهبة والإرادة”.

توهج “عمدة الدراما المصرية” في فترة الثمانينيات، خاصة بعدما رشحه المخرج إسماعيل عبدالحافظ للمشاركة في بطولة مسلسل “ليالي الحلمية”، حيث جسد في أجزائه الـ5 شخصية “سليمان غانم”، العمدة المحب لوطنه والساخر من كل شيء حوله.
كما تألق السعدني على شاشة السينما، وشارك في بطولة مجموعة من الأفلام المهمة منها: “العملاق”، “لعدم كفاية الأدلة”، “طالع النخل”، و”زمن حاتم زهران”.

نجح السعدني في رسم بصمة مختلفة في وجدان المشاهد العربي بانتقاء الأعمال التي يقدمها لتكون ذات المحتوى الهادف، وبالفعل قدم خلال فترة التسعينيات مسلسلات لن تسقط من ذاكرة الدراما العربية، منها: “أرابيسك”، “قهوة المواردي”، “الحساب”، “درب ابن برقوق” و”الحلم الجنوبي”، فضلا عن “ليل وخونة”، “درب الرهبة” و”تحت الصفر” على شاشة السينما.
بعد 4 عقود من التألق، غافل المرض جسد “العمدة” أثناء تصويره مسلسل “القاصرات” 2013 وأجبره على ملازمة الفراش والابتعاد عن الأضواء حتى توفي اليوم الجمعة 19 أبريل عن عمر ناهز 81 عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *