عبد الدين حمروش

تلقيت، باستغراب شديد، بلاغ الأخ إدريس الملياني، النائب السابق لرئيس اتحاد كُتّاب المغرب. البلاغ يدعو إلى عقد اجتماع للمكتب التنفيذي السابق، من أجل إخراج المنظمة من وضع الجمود الذي تعيشه منذ إجراء مؤتمر طنجة الفاشل. والبلاغ يلقي باللائمة على الكُتاب -أعضاء التحضيرية، الذين كانوا يشتغلون بنكران ذات، في التأخر الحاصل لأشغال التحضير للمؤتمر الاستثنائي. 

والغريب أن بلاغ الأخ إدريس، الذي يعيد الحياة للمكتب التنفيذي السابق بجرة قلم، جاء بعد آخر اجتماع للجنة التحضيرية، في شأن “طلب” الدعم من وزير الثقافة. والأغرب أن الأخ الملياني كان حاضرا في آخر اجتماع وزكّى الخطوة الأخيرة

وفي انتظار اللقاء بالوزير، بخصوص الدعم المطلوب، يخرج الملياني ببلاغه، الذي يعرف -قبل غيره- أن لا قانونية له على الإطلاق. أي نائب للرئيس هذا الذي يصدر البلاغ؟ أي مكتب تنفيذي؟ ومن يكون الملياني حتى يصدر البلاغ ذاته في تجاهل تام لنائب آخر للرئيس (على افتراض أن هناك أجهزة ما زالت سارية المفعول).

لو كانت هناك أجهزة قائمة، إلى حد الساعة، ما كنا لنعيش هذا الفراغ التنظيمي، الذي نحاول إيجاد تسويغ له، حتى يستمر الاتحاد إلى حين. لو كان الأخ الملياني غيورا على “الاتحاد”، بالفعل، ما كان وافق على جرجرته، خارج ولايته المقررة بأكثر من أربع سنوات (على الأقل حتى مؤتمر طنجة).

إن الذي أجهز على المنظمة، في حقيقة الأمر، هو المكتب التنفيذي السابق. المسؤولية لا يتحملها أعضاء اللجنة التحضيرية الأفاضل، الذين أضافوا جرعة معنوية إلى شرايين المنظمة المنسدة (وفيهم كتاب بعيدون عن صراعات المنظمة، من قبيل محمد مفتاح، محمد المصباحي، عبد الغني أبو العزم، مبارك ربيع، الأستاذ القباج، محمد بنسعيد العلوي… وغيرهم).

لقد حضر عدد لا بأس به من الكُتّاب أشغال اللجنة التحضيرية، بصورة متفاوتة بين الأعضاء المشاركين. وتوقعا لاستقبال الوزير لجنة الدعم المادي، في أية لحظة، يخرج بلاغ الملياني في التوقيت الخطأ.

لنفترض، سيادة نائب الرئيس، أنك عقدت الاجتماع ونجحت في تكريس سلطة المكتب التنفيذي.. ما الخطوة المقبلة؟بالتأكيد، ستخط رسالة “طلب” الدعم، مثلما باشر العمل بها الأستاذ القباج. هل لديك مصدر مالي موثوق به، خارج الداعم الرسمي، ممثلا في وزارة الثقافة، يتكفل بالنفقة على المؤتمر الاستثنائي، حتى تصرف اللجنة التحضيرية النظر عن رسالتها الأخيرة إلى الوزير؟ 

ليكن في علمك، السي الملياني، أن من أجهز على الاتحاد هو سكوتك، وسكوت باقي الأعضاء معك، على مختلف التجاوزات الإدارية والقانونية. فلو كان “الاتحاد” قد اشتغل، في احترام لمقتضياته التنظيمية، ما كنا لنصل إلى هذا الفراغ القانوني (واش عمّركم شفتو شي مكتب تنفيذي كيبقى أربع سنوات من مورا ولايته القانونية؟!)..

“تقتلو الميت وتمشيو فجنازته”.. لا تظنّ أننا بلهاء بلداء، حتى تنطوي علينا هذه المسرحية الرديئة، ومن يديرها من وراء الستار.

لقد حضرت جميع اجتماعات اللجنة التحضيرية بتفان وإخلاص. لم يسبق أن اقترحت اسمي في أية لجنة خاصة (لا لجنة دعم ولا غيرها) حتى لا تُقرأ مشاركتي بكيفية سيئة. 

بخلاف ذلك، كان لدي الوقت الكافي لألاحظ أشياء غريبة، بقدر ما تثير الدهشة، تثير الامتعاض: الحربيائية والانتهازية والنفاق والكلام المعسول… بعض أنصاف الكُتاب يريدون الانتحار من أجل بلوغ الرئاسة، لعل وعسى يوصلو لشي حاجة من موراها… وبعضهم الآخر صار مريضا بما يسمى “الاتحاد”.. الله يشوف من حالهم.. أما بعض الحمقى الموتورين الممسوسين، فلن أوسّخ بهم كلمتي هذه…

لدي أمور كثيرة تعففت عن الخوض فيها. ولمن أراد التفاصيل، أنا مستعد لتقديمها… باش يجي واحد فالأخير ويلعب فيها بطولة وغيرة.. .ومن وراء الستار تحاك المؤامرات والتسويات… أنا ما لاعبش… الله يعاون…

انتهى الكلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *