رئاسة التحرير

 

في خطوة تنمّ عن التخبط الذي يعيشه جناج “بوجلابة”، المنتظم في ما سمي بتيار “المستغفل” عفوا “المستقبل”، المتمرد على الشرعية وعلى المؤسسة الحزبية، وفي سياق سياسة الهروب إلى الأمام التي ينهجها “الجلابيون” بعدما انكشفت خلفيات الدسائس والمؤامرات التي يحبكون خيوطها ضد القيادة الشرعية لحزب الأصالة والمعاصرة، وفي سياق اللعب بآخر أوراقهم المحروقة ضد الشرعية، قرر هؤلاء عقد ندوة صحافية مساء اليوم الأحد بالرباط، في محاولة لجس نبض الرأي العام الوطني والتثبت من أنهم لا يحرثون في الماء، بعدما انفضحت أحابيلهم وخططهم البئيسة للانقلاب على الشرعية.

جدول أعمال الندوة يتضمن نقطة فريدة “الخوض في مستجدات الحزب”. وسيكون التركيز، من دون شك، على القرارات السليمة التي أصدرها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بن شماش، في حق عدد من المنسقين الجهويين للحزب وتجميد عضوية قياديين أخلوا بالتزاماتهم وقادوا مؤامرة 18 ماي للإطاحة بالشرعية.

وإذا كان من حقهم للجوء إلى الصحافة، فما ليس من حقهم هو استغلال المناسبة للترويج لكثير من الافتراءات على طريقة “حديدان”، من قبيل “غياب السند القانوني لقرارات الإعفاء” التي طالت مجموعة من المنسقين الجهويين و”القرارات الأحادية للزعيم”، وهلم بهتانا وثرثرة..

على هؤلاء أن يعلموا أن الواقع لا يرتفع، وأنهم  يعيشون عزلة قاسية، ليس بسب قرارات إعفاء المنسقين السليمة قانونيا، ولا بسبب ما قُرر بشأن بـ”بوجلابة”، ولا ما قُرر بشأن الحموتي” والبقية تأتي، ولكنْ بسب إفلاس”مشروعهم” في جذب مناضلات ومناضلي “البام”، لأنه مع كل أسف غير مؤسس على أساس، غير تصفية الحسابات والتهافت على الامتيازات.. والبحث عن الوجهات.. وإلا فأين هي أوراق “جناح بوجلابة”؟ ما عدا منشور وهنا ومنشور هناك، لا يرقى إلى التعبير عن حركة تصحيحية ناضجة ومسؤولة.. لا بل أين هي أولا حججهم للنيل من بنشماش؟..

انظرو إلى وجوه بعضكم البعض، لا بل دقيقو النظر جيدا، فلا خيط ناظم بين نظراتكم ولا تصوراتكم، حتى الوحي انقطع عن كهنتكم من زمان، لذلك فإنكم تحرثون في الماء، ولا مستقبل للحزب إن سقط فوق أياد ترتعش.. من أي شيء.. كل شيء.. وقصدي الايادي .. التي صفعت “إلياس العماري”، رغم وصوله بالحزب إلى احتلال الصف الثاني بين أحزاب المغرب، ولم يسلم من” تنعوير”، البعض منكم، حتى ترك الجمل بما حمل، في منتصف الطريق، وها أنتم تسعون إلى دفع بن شماش ليشرب من الكأس ذاته…

صحيح، شيء ما ليس على ما يرام لدى هؤلاء الانقلابيين، ففي الوقت الذي تشتغل القيادة من داخل الأجهزة الحزبية وتقوم بمبادرات وإجراءات في الإطار الداخلي للحزب وتطرح المشاكل والقضايا على المناضلين داخل هياكل الحزب، وتناقش الأمور داخل التنظيم.. يفضّل هؤلاء، بعدما تأكد لهم عدم نزول الوحي على كهنتهم حتى في ليلة القدر، إن لم يكن غاضبا منهم، الاستغاثة بالصحافة لترويج.. مغالطات..”حديدان”.. بينما الحقيقة، هناك حيث الشرعية، لا حيث “يُقبَر البام”..

ملحوظة ..اليكم بيان حكماء الفكرة والمشروع ان كنتم تعقلون

                          بيان

ما فتىء الأمناء العامون السابقون لحزب الأصالة و المعاصرة، منذ أن أطلقوا نداء المسؤولية، يتابعون التطورات و الدينامية والحيوية (التي لا تخلو أحيانا من تجاوزات) و التي اضحى الحزب يعيش على وقعهاً،

و بعد تحليلهم الدقيق لتلك التطورات، يرون أن الواجب يقتضي التدخل العلني مجددا للتوجه إلى مسؤولي الحزب و أعضائه و منتخبيه و أنصاره بنداء جديد يدعو هذه المرة إلى اليقظة و الانضباط الواعي والمسؤول ، أكثر من أي وقت مضى، و ذلك للأسباب التالية:

إذا حق لحزب الأصالة و المعاصرة أن يسجل بفخر و اعتزاز أنه يدشن مرحلة جديدة لا مفر منها بالنسبة لكل أدوات الوساطة السياسية و الاجتماعية و الثقافية في بلادنا، و هي مرحلة المأسسة الحقيقية و التخليق و الشفافية، فعليه ، كفاعل سياسي وازن ومسؤول أن يتمسك بما هو ضروري من الحذر و الحرص على و حدته و تماسك صفوفه و التصدي بحزم لكل محاولات السطو و الاختراق التي بدأت ارهاصات بعضها تتضح.

إن حزب الأصالة و المعاصرة كان و لا يزال مستهدفا ، لا لما هو عليه الآن ولكن لما يستطيع أن يكون، و سيستهدف بشراسة أقوى لأنه بما يعيشه اليوم من تدافع، يعطي الدليل بأنه قادر على أن يضطلع بدوره في معركة تجديد الحياة الحزبية على الأسس التي بدونها لا يصح بناء؛ و هي ربط المسؤولية بالمحاسبة و التقيد المطلق بالأخلاق و التزام خطاب الحقيقة و الشفافية في التدبير.

إن الذهاب إلى المؤتمر الوطني المقبل لن تكون من ورائه طائلة إن لم يشكل فرصة تاريخية لتقوية العزم على رفع التحديات الحقيقية التي استحضرها الحزب إبان التأسيس و التي يختزلها شعارنا المعروف: السياسة بشكل مغاير!

ممارسة السياسة بشكل مغاير تعني القطع مع النفاق و الكذب الممنهج في التواصل الداخلي و التواصل مع المواطنين،

ممارسة السياسة بشكل مغاير تعني خدمة الصالح العام بنزاهة و تجرد،لا استخدام المواقع لتحقيق أو حماية المنافع والمصالح الشخصية،

ممارسة السياسة بشكل مغايرتعني بناء مِسسات حزبية حقيقية،على كل الأصعدة و الحرص الدائم ألا تسند المسؤوليات لغير أهلها ، بعيدا عن المحابات و الزبونية و العناية بالكفاءات الحقيقية و الطاقات الأصيلة ،

ممارسة السياسة بشكل مغاير تعني نبذ كل السلوكات المبنية على التناور الرخيص والقفز على الضوابط القانونية و التزوير و التفصيل على المقاس و غير ذلك من الأساليب المتخلفة التي لم تعد عيوبها تخفى على أحد في زمن توفر وسائل التواصل و سيولة المعلومات و يسر تقاسمها بين المواطنين العاديين.

بعد التذكير بهذه المبادئ التي ندعو الجميع لالتزام بها قولا و فعلا، نجدد  الدعوة إلى اليقظة والالتزام، مهما كانت مؤاخذاتنا أو تحفظاتنا- بشرعية المؤسسات و بالضوابط القانونية- و نبذ كل أشكال الشخصنة والكف عن كلام الحق الذي يراد به الباطل، كما ندعو الجميع إلى جعل المحطات القادمة، على درب الاستعداد للمؤتمر فرصة لفسح مجالات التعبير عن كل الطموحات المشروعة و احترام قواعد التنافس النزيه أمام الجميع و خاصة طاقات الشباب المغمورة و الموؤودة أحيانا بعيدا عن المركز و عن الولاءات المحظوظة. كما نهيب بالجميع للتسلح بما يمكن للطاقات العلمية و الفكرية و المهنية التي يزخر بها الحزب أن تضخه في شرايين الجسم الحزبي و ما يمكن أن نساهم بضخه مجتمعين في شرايين الحقل الحزبي الوطني، الذي تحول أو يكاد إلى بيداء قاحلة لا تهب فيها إلا رياح الشعبوية الرخيصة أو العدمية القاتلة.

يهيب الموقعون على هذا البيان بكل مناضلي الحزب الصادقين، بدون تمييز أو إقصاء، إلى السمو إلى مستوى هذه التحديات، حتى يتمكن حزبنا من كسب معركة التخليق و التطهير، التي بدونها لا يمكن استرجاع ثقة المواطنين في الأحزاب و في العمل السياسي مما يشكل أكبر خطر يهدد تجربتنا الوطنية المتفردة في التماس مسالك الرقي على درب الديمقراطية و الحداثة، بقيادة جلالة الملك حفظه الله

الدار البيضاء في 31 ماي 2019

الموقعون:

حسن بنعدي، محمد الشيخ بيدالله، مصطفى باكوري، علي بلحاج، محمد بنحمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *