le12.ma -ومع

قال السينمائي نور الدين الصايل إن إسهام المغرب ودعمه للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو قيّم للغاية، مذكرا، في هذا الصدد، بمختلف المبادرات التي اتخذتها المملكة للمساعدة في إعطاء إشعاع أكبر لهذا الموعد السينمائي، الأكثر شهرة إفريقيا.

ويشارك في المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو، الذي بدأت فعاليات دورته الحالية في 23 فبراير المنصرم وتختتم غدا السبت، ما يقرب من 4 آلاف و500 مشارك، وتحضر ضمنه رواندا كضيف شرف.

وبصوص إسهام المغرب في هذا الحدث السينمائي الإفريقي، تطرّق الصايل، في تصريح لوكالة المغرب العربي، على هامش مشاركته في هذا المهرجان، لمساهمة مجموعة “أونا”، التي تمكنت، من خلال مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، من ربط الاتصال بالسينمائيين البوركينابيين ومنح الدعم الضروري لـ”فيسباكو” ومده بقوة دفع جديدة. كما أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تحضر بقوة أيضا في هذا الموعد منذ أربع سنوات.

وقال الصايل، في هذا السياق، إن الذكرى السنوية الخمسين للمهرجان تندرج في إطار حدث رئيسي يستقطب جميع عشاق السينما في القارة وتشكل “فرصة استثنائية وإضافة غنية الدلالة بالنسبة إلى المغاربة”، مسجلا أن “هذا الموعد، المهمّ جدا في أجندة الفن السابع الإفريقي، والذي يحتفل هذه السنة بخمسين عاما من الحضور، كشف إصرارا وصمودا مميزين، رغم من الأوضاع الصعبة والظروف غير المشجعة التي تواجهها القارة من وقت إلى آخر”.

وذكر الصايل أن “1983 كانت بالنسبة إلى المغاربة سنة الانتقال من هواة وعشاق للسينما إلى منتجين، مع فيلم “ابن السبيل”، الذي عُرض في واغادوغو آنذاك للمرة الأولى، قبل أن يتحول حضور المغرب في هذا الحدث السينمائي بمرور الوقت الى حالة ثابتة، ومنذ الثمانينيات، يضيف، “لم أفوّت أي دورة”. وتابع إن الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو يتضمن دلالة خاصة بالنسبة إليله؛ “فهو يمثل، في واقع الأمر، تجمعا تتخلله، من بين أمور أخرى، نقاشات مثمرة ولقاءات مثيرة للاهتمام”.

وأضاف الصايل إن الفترة ما قبل الرئيس البوركينابي الأسبق توماس سانكارا، وأثناء فترته وما بعدها، ورغم بعض الانتقادات التي ركزت على بعض أوجه قصور واختلالات تم رصدها على مستوى التنظيم، فإن قدرة واغادوغو على استقطاب ما بين 300 و500 من صناع الأفلام ورواد السينما من مختلف أنحاء إفريقيا ومن بوركينا فاسو نفسها يمثل “انجازا جبارا”. وواصل أن عرض الأفلام، بهذه المناسبة، يخلق افتتانا لدى السكان الذين يشكل إقبالهم الكبير على قاعات العروض السينمائية مشهدا مذهلا على أكثر من صعيد.

وبخصوص حضور المملكة في هذا المهرجان، الذي تنامت شهرته وبات أكثر نضجا على مر السنين، قال الصايل “أظن أن هناك ثلاثة أو أربعة مغاربة تُوجوا بجائزة “ينينغا “، كان آخرهم المخرج هشام عيوش”. وأشار إلى أن المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون لواغادوغو أصبح منصة مهمة بالنسبة إلى المنتجين والسينمائيين الأفارقة، وأنه “استرعى اهتمام المغرب بالنظر إلى ما يعطيه من معنى حقيقي لمفهوم التنمية السوسيو -اقتصادية للقارة”، مضيفا أن “المغاربة اكتشفوا هذا التراث الثقافي الإفريقي الذي بات يشكل جزءا من كينونتهم الثقافية، فضلا عن أن المهرجان أضحى حدثا سينمائيا قاريا لا غنى عنه”.

وأضاف أنه إذا استطاع المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون لوغادوغو ضمان استمراريته والحفاظ عليها على المدى البعيد، رغم الظروف والوضع السائد في إفريقيا، فإن ذلك يشكل ترسيخا لإرادة لاتقهر من أجل التقدم إلى الأمام.

يشار إلى أنه تَقرَّر أن يقوم رئيس بوركينا فاسو، روش مارك كريستيان كابوري، ونظيره الرواندي بول كاغامي، غدا السبت، خلال الحفل الختامي للدورة، بتسليم جائزة “ينينغا” للمخرج المتوج في الدورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *