عبد الرزاق بوتمزار- le12.ma

الرسالة (الحلقة) الأولى*

إلى السّيد وزير الثقافة،

قلتم، السيد محمد الأعرج، وزير الثقافة، المحترَم، في افتتاح الدورة الـ25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، إن “المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء يشكّل حدثا ثقافيا كبيرا للمغرب، نظرا إلى الرصيد الوثائقي للكتب المعروضة خلال دورة هذه السنة”.

واسمحوا لي، السّيد الوزير المحترم، أن أقول لكم إن معرضكم صار بالنسبة إلى البعض/ الكثير، وأنا واحد منهم، “باردا” بالنظر إلى تكرار “المشهد”، في تعاقب لم يعد يُغري بالمتابعة. سمعتُ بعضهم يتساءلون عن مصير العديد من الأسماء التي أغنت الخزانة الوطنية بإبداعاتهم، ثم اختفتْ، فمنهم مَن ماتَ ومنهم مَن يُحتضر أو صار “حالة” يُتسوَّل بها..

شهدت الساحة الثقافية، في الفترة الأخيرة، السّيد الوزير المحترم، أمثلة للعديد من “حالات” كتّاب مغاربة يعانون الأمرّين في صمت أو يتجرّعون مرارة الإقصاء والتهميش، “المتعمَّدَين”، وفق ما قال مهتمّون، حتى يبقى المشهد على ما هو عليه من جمود ونمطية وتكرار.

رغم ذلك، السّيد وزير الثقافة، وفي ظلّ الوضع الذي تشهده المقروئية في بلدان منها المغرب، يبقى المعرض فرصة لالتقاء الكتّاب وتبادُل الأخبار وبعض الكتب وبعض النميمة، ولو في حدودها الثقافية.

أنـ@ـَا، مثلا، السّيد الوزير المحترَم، أعلن، وأنا في كامل قواي العقلية (أمّا الجسدية ولا النفسية ولا ليجتماعية وَلا داكشّي، ماشي شغلكومْ، السّيد الوزير).. قلتُ، أعلن أنني إنْ أنا ركبتُ القطار إلى المعرض و”جلستُ” في الدارْ بيدا أسبوعاً لن يجد أولادي ما يأكلون طيلةَ ما بعد سبعيّام ديال المْشماشَ، ديال الماعريضْ، زعماكين..

قلتم، السيد محمد الأعرج، وزير الثقافة، المحترَم، إن “المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء يشكّل حدثا ثقافيا كبيرا للمغرب، نظرا إلى الرصيد الوثائقي للكتب المعروضة خلال دورة هذه السنة”.

نسيتُ، سيدي الوزير المحترم، أن أخبركم أنّي، قبل دورتين فقط أو ثلاث، كنتُ أوقّع “ريوايةً” في المعرض (واسمحوا لي بأن أفتح قوسا لأقول لكم إنني ما زلتُ آمل أن أدفع ثمنَ طبعها). وَالآنْ.. ما نقدرشّ نْغامْر ونْمشي للمْعريض (واخّا توحّشت “صْحابي” تْمّ) الآن، هنا، السّيد الوزير المحترم.. لله إلى ما خْلّيني ساكتْ، راهْ… راه.. ما عْنديشّ باش نغامرْ ونطلع لكازا سبعيّامْ!

*
في انتظار أفق أفضلَ للكِتاب والكُتّاب نتساءل، كما بعض/ كثيرين: بأيّ حال عُدتَ يا معرضَ كازا للكتاب؟!

***

*يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *