عبد الرزاق بوتمزار -le12.ma

صدرَ للشاعرة والكاتبة التونسية فاطمة بن محمود، عن “دار الوطن” الرباط، مؤلف “في حدائق القص المغربي”، الذي تناولت فيه، بالقراءة والنقد والتحليل، وحتى الانطباعات الشّخصية، نماذج من السرد القصصي المغربي المعاصر.

وحصرت بن محمود قراءتها هذه في خمسة عشر (15) تجربة سردية لقاصّين مغاربة، روادا وشبابا، استعرضت نماذج من أعمالهم، ما بين القصّة القصيرة والقصة القصيرة جدا، وتناولت واحدة من مجاميعهم بقراءة قالت عنها “صديقة الأدباء المغاربة”، فاطمة بن محمود، في تقديم مؤلفها إنها قراءة “عالمة وعاشقة”..

وتوقّفت بن محمود عند مجموعة من التجارب القصصية المغربية، منها على الخصوص تجارب كل من أحمد بوزفور (ققنس) وفؤاد زويريق (طيور عابسة) وعبد الحميد الغرباوي (زعيف الرمل) وزوليخة موساوي (نشاز آخر للبياض) ونفيس مسناوي (فتنة الشمس) وعبد الواحد كفيح (أنفاس مستقطعة) وحسن البقالي (الإقامة في العلبة). كما توقّفت بن محمود، في قراءتها العالمة والعاشقة أيضا، عند تجارب كل من صخر المُهيف (ذكريات من منفى سحيق) وأنيس الرافعي (اعتقال غابة في زجاجة) وأحمد شكر (العناصر) وعز الدين الماعزي (قبلات في يد الهواء) وحميد ركاطة (دموع فراشة) وإسماعيل البويحياوي (قطف الأحلام) والطاهر لكنيزي (أمواه أخرى.. قالت الضفدعة) وأخيرا، جمال الدين الخضيري (حدّثني الأخرس بن صمام).

وكتبت بن محمود في تقديمها لإصدارها الجديد: “أقدم في هذا الكتاب خمسة عشر مقالة نقدية أدبية هي محاولة لقراءة ما توفر لدي من كتب في القصة والقصة القصيرة جدا، لم تشمل أهم الكُتّاب في المغرب وإنما نماذج لِما توفر لي من كتب كان يصلني منها الكثير عبر البريد أو تُهدى إلي في الملتقيات الأدبية وانتقيتُ منها ما استطاع أن يثيرني بجماليته وطرافته وعمقه، فكان تفاعلي معه بالنبش فيه ومحاولة تفكيكه وفق ذائقة أدبية ذاتية لا تلزم غيري؛ وإن كنت رغبتُ في تدعيم الحضور النسائي أكثر، فراسلت بعض الأسماء الأدبية، مثل زهرة رمّيج ولطيفة لبصير ولطيفة باقا، ووعدنني بإرسال ما تيسّر من إصداراتهن، لكنْ يبدو أنهن سهون عن ذلك في غمرة الانشغال بالحياة”.

ونقرأ للكاتبة في تقديمها أيضا “قسمت هذه المقالات إلى قراءات عالمة وأخرى عاشقة؛ وأقصد بالكتابة العالمة التي كنتُ فيها محايدة عن النص، أقرأه بمسافة فاصلة تجعلني أشرحه دون أن أتماهي معه. في حين أن الكتابة العاشقة هي التي فيها أدخل النص بكل انفعالاتي وأقرأه كأنه جزء مني؛ فأضيف إلى تفكيكه توهج اللحظة التي أكتب فيها، فأنقل رؤاي ومشاعري للقارئ.. ورغم أن في هذه القراءة محبة خالصة للنص، فإنه يبتعد بي عن الموضوعية التي يستلزمها التشريح النقدي، وقد ارتأيت في ما بعد أن أتخلى عنها في قراءاتي اللاحقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *