الرباط:م.س

بينما أثارت قبل تأسيسها جدلا علانيا كشف حجم خلافات أكثر من طرف معني بقيامها وبتراث حاملة إسمه، خاصة حول ماهيتها و من الجهة التي تقف ورائها، كشف سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن تأسيس مؤسسة الدكتور الخطيب فكرة حزبية محضة، جاءت نتيجة قرار إرادي مستقل للحزب، ولم تطلبه أي جهة مطلقا.

وذكر مصدر جيد الإطلاع لصحفية le12.ma، أن إنتقادات وجهتها أكثر من جهة غير حزبية، ذات الصِّلة بتراث عراب الإسلامين سابقا عند القصر الراحل الدكتور الخطيب، إلى سعد الدين العثماني، الأمين العام رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بشأن تركيبة اللجنة التأسيسية للمؤسسة، محذرة من مغبة هيمنة التيار الراديكالي داخل حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب “لامبة” على مفاصيلها قبل التأسيس وبعده.

وأوضح مصدرنا، أن محاولة إخفاء تلك الخلافات، من قبل إخوان العثماني، فضحته الخرجة الإعلامية لسليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي صرح مساء اليوم لموقع حزبه قائلا:”الآن واصلنا الترتيبات بتنسيق تام وناجح مع عائلة الدكتور واعددنا التصور الشامل للتأسيس وهناك لجنة تحضيرية تشتغل وسوف تصدر بلاغا للرأي العام”.

الراحل الدكتور الخطيب ومحمد خليدي قبل خروح حزب الفضيلة من رحم البيجيدي
الراحل الدكتور الخطيب ومحمد خليدي قبل خروح حزب الفضيلة من رحم البيجيدي

وكان العمراني قد قال  في تصريح لـ pjd.ma، إن “تأسيس مؤسسة الدكتور الخطيب فكرة راودتنا منذ وفاته رحمة الله عليه سنة  2008 أي قبل 11 سنة بالضبط”.

واسترسل المتحدث نفسه، “انطلقنا فعليا في الأشغال التأسيسية سنة 2013 وانتهينا من إعداد التصور الأولي بخصوص الإطار المؤسساتي والقانوني والتنظيمي للمؤسسة بالتشاور مع عائلة المرحوم”، لكن، يستدرك العمراني “توقفت الترتيبات بعد ذلك لانشغلات عديدة وضاغطة”.

وخلص نائب الأمين العام لحزب “المصباح”، قائلا “الآن واصلنا الترتيبات بتنسيق تام وناجح مع عائلة الدكتور واعددنا التصور الشامل للتأسيس وهناك لجنة تحضيرية تشتغل وسوف تصدر بلاغا للرأي العام”.

وأكد مصدر صحفية le12.ma، أن عائلة الخطيب التي لا ينتمي أفرادها لأي تنظيم حزبي بما في ذلك العدالة والتنمية الحزب الذي أسسه والدهم، لم يشارك أي منها اجتماعات “إعداد التصور الشامل لتأسيس مؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب”، كما صرح بذلك سليمان العمراني، بيد أنه أقر بإتصال سعد الدين العثماني، شخصيا بنجل الراحل المعروف بولعه بتربية الخيول، لإحاطته علما بالموضوع.

البيجيدي وأمريكا..الحلقة (1). هل كان الدكتور الخطيب إخوانيا ينعم برضا الـ CiA؟

وذكر مصدرنا، أن العثماني، أخبر نجل الدكتور الخطيب، بضرورة مواكبة العائلة لميلاد هذه المؤسسة البحثية، وتسليم تراث الراحل الذي بحوزة العائلة من كتب ومستندات ورسائل وغيرها، لأمانتها العامة بعد الإنطلاقة الرسمية لعملها، فكان الجواب ربما تحمله رسالة، “أن لا حد من أسرة الخطيب شارك لحد الآن في اجتماعات إخوان العثماني حول مؤسسة الخطيب”يقول مصدرنا.

أرملة الخطيب ونجلها رفقة إبن كيران
أرملة الخطيب ونجلها رفقة إبن كيران

وكان العثماني، قد زار مُرفقا بزوجته، في أبريل من عام 2017، منزل الراحل الخطيب، وذلك إثر تعيينه من طرف الملك محمد السادس، رئيسا للحكومة، حيث إجتمع بأرملة الدكتور الخطيب الراحلة مفتاحة بوجيبار، وإبنه وبناته دون أن يتحدث إليهم وقتها بشأن مشروع مؤسسة الدكتور الخطيب.

العثماني وزجته عند زيارته لارملة الخطيب
العثماني وزجته عند زيارته لارملة الخطيب

يذكر أن عائلة الراحل الدكتور الخطيب، ظلت رغم وفاته ووفاة زوجته، تحظى بتقدير من القصر الملكي، إذ بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة الى أفراد أسرة مفتاحة بوجيبار، أرملة الفقيد الدكتور عبد الكريم الخطيب.

وقال الملك في تلك البرقية بتاريخ 5 شتنبر 2018 إن الراحلة بوجيبار قدمت تضحيات في سبيل الوطن، إلى جانب رفيق دربها، الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي وصفته البرقية الملكية بالوطني الكبير، و”أحد أبرز قادة المقاومة وجيش التحرير، المشهود لهم بالتفاني والإخلاص في خدمة الوطن والذود عن استقلاله ووحدته وسيادته، والغيرة على ثوابت الأمة ومقدساتها، والوفاء المكين للعرش العلوي المجيد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *