يبدو أن العلاقة التي تجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحزب العدالة والتنمية، والتي عادة ما تعود إلى واجهة الأحداث مع كل استحقاق انتخابي، لم تعد تقتصر ربما، على تبادل رسائل البرغماتية السياسية بينهما، بقدر ما انتقل الأمر إلى تكريس هذه العلاقة، على مستوى عدة مستويات.. على نحو بات تثير ريبة وغضب أكثر من جهة،  تجاه هذه العلاقة المثيرة للجدل..

في هذا التحقيق السياسي، تضع صحيفة “le12.ma”، العلاقة الأمريكية- البيجيدية، تحت المجهر،  من النشأة إلى التطور، وتكشف في شهادات وأسرار عن حقائق روابط إخوان ابن كيران بالأمريكان.. والبداية مع الحلقة الأولى.

محمد سليكي

عبد الكريم الخطيب، مؤسس حزب العدالة والتنمية وعراب الإسلاميين لدى القصر، الذي قال بحقه الياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إنه كان:”أكثر من مستشار للملك الراحل الحسن الثاني رغم ما تحوم حوله من شبهات”، يرى المقاوم عبد الجليل البوصيري، الحاصل على وسام من درجة قائد بمناسبة الذكر الخمسينية الفضية للاستقلال، أن الرجل، كانت له علاقة صداقة وصفها بـ”المتينة”، ستينيات القرن الماضي، مع عميل المخابرات الأمريكية، المقيم وقتها بالقاعدة الجوية الأمريكية بالقنيطرة، الكولونيل بلير، بمعية الضابط “بينيت”.

عميل-المخابرات-الامريكية-المتقاعد-بلير.
عميل-المخابرات-الامريكية-المتقاعد-بلير.

عميل الـ”CiA”، الكولونيل المتقاعد بلير، الذي يعرفه جيدا المحجوبي احرضان، والخطيب، مؤسسا حزب الحركة الشعبية عام 1959، يقول البوصيري، يشتبه في لعبه دورا كبيرا، في تشجيع هذا الأخير،على الانشقاق، عن حزب الضابط السابق في الجيش الفرنسي، وتأسيس حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية عام 1967، التي ستصبح لاحقا حزب” العدالة والتنيمة”.

لقد كانت المخابرات الأمريكية، منذ الإنزال الأمريكي بمنطقة المهدية ضواحي القنيطرة، ونزولها بالقاعدة الجوية الثالثة بهذه المدينة، يوضح البوصيري، تنافس المخابرات الفرنسية، في اختراق الحياة السياسية والنقابية المغربية، حيث كانت جل الأحزاب وقتها وفي مقدمتها حزب الاستقلال والاتحاد الوطني والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب الشيوعي المغربي.. ضد الهيمنة الأمريكية وتطالب بالجلاء الأمريكي من المغرب، على عكس حزب الخطيب الذي أسس حزبه، على أساس أنه حزب بمرجعية إسلامية لضرب حزب الاستقلال نكاية في طرده منه، وهو الحزب الجديد الذي سيحتضن عبره لاحقا نشطاء حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي، بقيادة عبد الإله ابن كيران.

وإذا كانت تقارير مختلفة، تشير إلى الرعاية الأمريكية القديمة لتنظيم الإخوان المسلمين، الذي دعا من جهته إلى الحرب بافغستان ضد الاتحاد السوفياتي تحت راية أمريكا، وهي الحرب التي عبئ لها الخطيب العديد من”المجاهدين” من المغرب، فإن علاقة هذا الأخير بأتباع حسن البنا، مؤسس الجماعة المصرية، يؤكد البوصيري، ستتقوى بعدما كان قد تعرف على بعض أقطابه زمن نفي علال الفاسي، وعبد الكريم الريفي الخطابي بمصر.

لقد احتضن المغرب، بتوصية من الخطيب، إثر اغتيال أنور السادات، عدد من قادة هذا التنظيم، الفارين من القاهرة، بدليل رسالة النعي الطويلة التي نعى من خلالها المهدي عارف، المرشد العام للإخوان المسلمين، رحيل الخطيب، عام 2008، معددا الخدمات الجليلة التي قدمها الرجل، للتنظيم.

على الرغم من الجلاء الأمريكي من المغرب، وإحالة عميل المخابرات الأمريكية الكونيل بلير على التقاعد، فإن حزب الخطيب الجديد الذي أسس عام 1999 تحت مسمى حزب العدالة والتنمية، لم تسقط عنه حتى اليوم تهم”علاقته المشبوهة بالإخوان و الأمريكان”. يقول المقاوم عبد الجليل البوصيري.

الخطيب يسارا الى جانب احرضان قبل الانشقاق
الخطيب يسارا الى جانب احرضان قبل الانشقاق

 في الحلقة القادمة سنتعرف على إعتراف العثماني بأسرار علاقة حزبه بأمريكا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *