أكد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، اليوم السبت، أنَّ العنصر الأقوى الذي يمتلكه المغرب في مواجهة التحديات، خاصة تلك المرتبطة بقضية الوحدة الترابية للمملكة، تتمثل في تقوية الجبهة الداخلية.  

وقال بنعبد الله، في افتتاح أشغال الدورة العاشرة للجنة المركزية للحزب التي التأمت اليوم بالرباط، إن ذلك يفرض المُضي قُدُماً في توطيد البناء الديموقراطي؛ وتشييد اقتصادٍ وطني قوي يحقق السيادة والأمن في المجالات الحيوية.   

وأوضح بنعبد الله أنه بقدر ما حقق المغرب مكاسب وانتصاراتٍ على صعيد وحدته الترابية، بقدر ما ينبغي أن “نتوقع تعاظم التحديات والمناورات والتشويش، في محاولةٍ لمعاكسة وكبح التقدم الذي يتم إحرازه على درب الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل”. 

وأشار الأمين العام للحزب، في هذا السياق، إلى “الخطوة الرعناء التي أقدم عليها الرئيسُ التونسي، باستقباله رسميا للرئيس المزعوم لجمهورية الوهم”، في إشارة إلى ابراهيم غالي. 

وقال إن هذه الخطوة ووجهت بالرفض والإدانة، “ليس فقط من قِبَلِ الشعب المغربي وقواه الحية وكافة مؤسساته، بل أيضاً من عددٍ من البلدان الإفريقية، وحتى من الأوساط التونسية المتعقلة”  

وأضاف أنه من المؤكد أن الخطوة الحمقاء للرئيس التونسي كانت غير مستقلة، وجاءت بضغطٍ واضح من حكام الجزائر. 

 وأبرز ، أيضا، أنه من المرجحِ أن هذه الخطوة جاءت بمشاركة أو مباركة جهاتٍ أخرى لا يخدم مصالحَهَا التصاعدُ المطرد لمكانة المغرب، دوليا وإقليميا، وتوطيدُ سعيه نحو الدفاع المستميت عن سيادتها وتنويع شراكاتها، من خلال العلاقات القوية والواعدة التي استطاعت بلادُنا أن تُطَوِّرَهَا وتُمَتِّنَهَا مع بلدان هامة أشرنا إلى بعضها أعلاه. 

وأمام هذه الأوضاع ، يواصل بنعبد الله، فإن حزب التقدم والاشتراكية يؤكد على  أن الرهاناتٌ المطروحة تستلزمُ تمتين اللحمة الوطنية، والالتفاف الملتزم لجميع القوى الحية والفاعلة حول المؤسسة المَلَكية. 

وخلص إلى أن المغرب الكبير، ومنطقة الساحل الإفريقي، والقارة الإفريقية عموماً، ليست في معزلٍ عن الأطماع الهيمنية، وليست غائبة عن حساباتِ المصالح الاقتصادية للقوى الكبرى. 

وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بخصوم وحدتنا الترابية المباشرين، بل أيضا بعددٌ من البلدانُ الأوروبية التي لها ماضٍ استعماري في المنطقة، والتي تسعى  إلى الحفاظ على نفوذها التاريخي الذي يتعرض إما إلى مُزاحمةٍ من قوى كبرى عالمية أخرى، أو إلى تطلعِ بعضِ بلدان المنطقة نحو التحرر من التبعية ونحو إقامة علاقاتٍ نِــــدِّيَّةٍ ومتوازنة مع الجميع، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب. 

في هذا الخضم، يقول بنعبد الله، يتعين أن نفهم التطورات الراهنة لقضية وحدتنا الترابية، والتي حصد المغرب بصددها نجاحاتٍ هامة. 

 تجسدت، بالخصوص، في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وفي التطور الكبير الحاصل في موقف الجارة إسبانيا، وكذا في موقف ألمانيا، بخصوص قضية وحدتنا الترابية، فضلاً عن التطور الإيجابي في مواقف عدد من البلدان الإفريقية، وغيرها. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *