ملابس مختلفة الأصناف والألوان مُكومة على طاولات ومنصات تختلف أحجامها. زوار منتشرون حول المكان وعيونهم مصوبة على الملابس المتناثرة على الطاولات. باعة يصيحون بأعلى صوتهم لتحفيز الباعة  على اقتناء بضاعتهم وإغرائهم بجودتها وأثمانها المناسبة. 

 نحن في قلب عاصمة الغرب، القنيطرة، التي تُلقب أيضا بعاصمة البال، بفضل الشهرة التي اكتسبتها على مدى سنوات، في بيع الملابس المستعملة.   

لا يخلو مكان في مدينة القنيطرة لا يوجد فيه محلات لبيع الملابس المستعملة، التي تمارس إغراء خاصا على كل فئات المجتمع. 

لا فرق هنا بين غني  وفقير، فالبال يمحو هذه الفوارق، لأن أغلب زبناء البال يبحثون عن الماركات الأصلية المستوردة من أوروبا، والتي يقتنونها بأثمان منخفضة، وهذا سر الإغراء الذي يمارسه البال على المواطنين. 

 لكن البال يشكل أيضا الحل المناسب للطبقات الفقيرة والهشة، وتلك التي لا تتوفر على موارد مالية قارة، حيث تقصد أسواق البال بحثا عن الملابس “الضرورية” بأثمان مناسبة.    

ثمة من يقصد القنيطرة خصيصا لاقتناء البال: من مدينة سلا، وحتى من العاصمة الرباط. فالقنيطرة توفر للجميع  فرصة سانحة لاقتناء حاجياتهم من الملابس. 

يتزايد الإقبال على الملابس المستعملة بالقنيطرة في فصل الشتاء، حيث يتعبأ العديد من المواطنين لاستقبال برودة الفصل باقتناء معاطف الشتاء والملابس المخصصة لهذا الفصل والتي يكلف اقتناؤها في المتاجر والمحلات المخصصة في بيع الملابس الجديدة أسعارا مرتفعة. 

كما  يكثر الإقبال على البال في  فصل الصيف مع تنامي حاجيات المواطنين من الملابس الخفيفة المناسبة لهذا الفصل. وتشهد الملابس المستعملة في الصيف إقبالا مكثفا  من طرف الزبناء بفضل توافد أفراد الجالية المغربية بالخارج.  

تعرف جوطية ابن عباد للملابس المستعملة بمدينة القنيطرة إقبالا مكثفا من طرف المواطنين الذين يقصدونه لاقتناء حاجياتهم من الملابس. 

هذا الإقبال الكثيف يتواصل على مدار السنة، خاصة في فصل الصيف، ومع اقتراب الدخول المدرسي، حيث يتزايد إقبال المواطنين على اقتناء الملابس لأبنائهم استعدادا للدخول المدرسي. 

أنواع مختلفة من الملابس: سراويل، أقمصة، ملابس رياضية، جوارب، أحذية، بمختلف الأنواع والأحجام،  تشد أنظار أعدادا متزايدة من المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية.  

ولا يقتصر الإقبال على سوق الملابس المستعملة على الفقراء أو المواطنين الذين يعانون الهشاشة الاجتماعية، بل حتى الأسر الموسرة تقصد هذا السوق، والسبب هو البحث عن ملابس ذي جودة عالية وبأثمان مناسبة.  

فالملابس المعروضة في هذه السوق تُستورد من الخارج أو يتم إنتاجها في الخارج وتتوفر على جودة عالية وبأثمنة مناسبة. 

 

وأكد باعة البال في حديث مع le12.ma، أن الإقبال على  البال لم يتراجع رغم ارتفاع الأثمنة في الفترة الأخيرة بسبب السياق الدولي والوطني الصعب، فالزبناء ما يزالون يواظبون على السوق لاقتناء حاجياتهم من الملابس. 

وأبرزوا أن السلع متوفرة بكثرة هذه السنة عكس السنتين السابقتين، حيث قل العرض والطلب على حد سواء بفعل جائحة كورونا. 

ولا يقتصر الإقبال على النساء فقط، بل حتى الرجال والشباب يقصدون محلات البال لاقتناء الماركات العالمية بأثمان زهيدة.    

 

في هذا الصدد، أكد عدد من المواطنين بمدينة القنيطرة أنهم يفضلون اقتناء ملابس البال على الملابس الجديدة.  

وأبرزوا، في حديث إلى le12.ma، أن السبب الذي يدفعهم إلى ذلك هو جودة هذه الملابس وأثمانها المناسبة. 

وأعرب عدد من المواطنين أنهم  يتوجهون إلى سوق الملابس المستعملة كلما كانوا في حاجة إلى اقتناء قطعة من الثياب، وأنهم يختارون الثياب التي تناسبهم وبأثمنة مناسبة. 

وشددوا على أن محلات بيع الملابس المستعمل تعرض أنواعا مختلفة من الملابس، وفي أحيان كثيرة تعرض ملابس بجودة فاخرة لا تتوفر عند بائعي الملابس الجديدة. 

وأوضحوا أن الملابس الجديدة التي تعرض في بعض المحلات تنقصها الجودة، إضافة إلى أن أسعارها مرتفعة. 

وعكس ما قد يظهر للعيان، فلا وجود لمنافسة بين  باعة الملابس الجديدة وباعة البال، فلكل زبناؤه. 

 وفي هذا الصدد، أكد باعة الملابس الجديدة أن الإقبال على محلات الملابس الجديدة عرفت تحسنا ملحوظا مقارنة بالسنتين الماضيتين التي تراجع خلالهما الإقبال بفعل انتشار كوفيد 19 وانعكاسات الحجر الصحي على المواطنين وعلى قدرتهم الشرائية.  

وأبرز هؤلاء الباعة المهنيين، في حديث إلى le12.ma ،  أن بيع الملابس الجديدة يعرف انتعاشا ملحوظا، ساهم فيه أفراد الجالية المغربية في الخارج.  

ونفى هؤلاء الباعة أن يكون لبيع الملابس المستعملة (البال)، أي تأثير سلبي على تجارة بيع الملابس الجديدة، إذ لكل صنف من الملابس زبناؤه.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *