تفاعلا مع تطورات الأحداث الجارية في فلسطين، قدم ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الأربعاء في القاهرة مرافعة قوية، أمام الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.

 وتمحورت مداخلة وزير الشؤون الخارجية المغربي، وفق مصدر جريدة LE12.MA، حول مطلب المغرب الفوري بوقف تبادل إطلاق النار بين فصائل المقاومة والجيش الإسرائيلي، وحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن، والعودة الى المبادرة السياسية.

وبدأت، اليوم الأربعاء بالقاهرة، أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة المغرب، لبحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين.

 ويأتي انعقاد هذا الاجتماع الذي يترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بطلب من فلسطين وكذا من المملكة المغربية، التي تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية والتي بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعت إلى عقد هذا الاجتماع.

 ويضم الوفد المغربي المشارك في الاجتماع أيضا سفير المغرب بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية احمد التازي ومدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج فؤاد اخريف.  

وسيبحث الاجتماع الوزاري العربي التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي ووقف تدهور الأوضاع في قطاع غزة وإيقاف التصعيد الخطير الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.

يذكر أنه بينما المغرب يترأس اجتماع طارئ للجامعة العربية ويترافع للسلام،  كانت الجزائر تُزايد كالعادة من أجل إثبات زعامة وهمية للقضية الفلسطينية، تكفيا على ذنب ورطتها في كون أول إعتراف فلسطيني بإسرائيل كان من الجزائر، وهي عقدة تلازمها الى اليوم وتحاول تزوير التاريج لمسحها في المغرب.

كيف ذلك إليكم القصة:

يوم إعترف ياسر عرفات بوجود إسرائـ.يل من الجزائر وليس من الرباط (+وثيقة)

 

«تعترف منظمة التحرير بحق دولة إسرائـ.يل في العيش في سلام وأمن جديد، وتقبل المنظمة قراري مجلس الأمن،رقمي 242 و338». ياسر عرفات 

مع عودة الصراع الفلسطيني/ الاسر/ ئيلي الى واجهة إهتمام الشارع العربي تحديدًا، وفي ظل تهاتف نظام الحكم في الجزائر لتزعم القضية الفلسطينة، ظهرت أصوات قادمة من الجار الشرقي، تزور حقائق التاريخ كالعادة.

فكان أن زعم البعض، أن قضية إعتراف الزعيم الراحل ياسر عرفات  ب إسرائـ.يل، جاء من الرباط وليس من الجزائر.

و الحقيقة عكس ذلك تماما كما وضح المفكر المغربي إدريس الكنبوري، ردا على أحد المعلقين على منشور له ذي صلة بالموضوع.

يقول المفكر المغربي إدريس الكنبوري، «ردا على أحد المعلقين على منشوري الأخير أن قضية التراجع في الموضوع الفلسطيني بدأت في الرباط وليس في الجزائر؛ أحببت أن أرد بمنشور عام حتى تعم الفائدة».

وأضاف الكنبوري، «في قمة الرباط عام 1974 كان الأمر يتعلق بقمة عربية شاركت فيها عشرات الدول؛ وكان القرارجماعيا؛ بينما في مؤتمر منظمة التحرير في الجزائر عام 1988 كان القرار فرديا بين المنظمة والنظام الجزائري».

لماذا ؟ يوضح الكنبوري، «لأن الدول العربية نفسها فوجئت بقرار عرفات الانفرادي الاعتراف بإسرائ/يل.

لكن الذين لا يعرفون الحقائق لا بد أن نشرح لهم الوضع».

وتابع، «بعد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسر/ائيل تم طرد مصر من الجامعة العربية؛ وتم نقل مقر الجامعة الى تونس؛ وانتقلت منظمة التحرير أيضا إلى تونس».

وذكر الكنبوري، بأن «هذا الوضع نقل مركز الثقل من المشرق إلى المغرب؛ فصار هناك تنافس بين المغرب والجزائر وتونس على تزعم القضية الفلسطينية؛ لأن مصر كانت اللاعب الرئيسي».

وواصل شارحا، «فلما خرجت (مصر)، من الجامعة العربية صار هناك فراغ؛ وكان عرفات يريد بلدا بعيدا عن المحاور في المشرق فاختار تونس».

«لقد أصبحت تونس ذات أهمية؛ وصار بورقيبة زعيما عربيا بسبب احتضان مقر المنظمة وقادتها مثل أبو جهاد الذي قتل هناك». يقول الكنبوري.

وأشار في تدوينة له، إلى أن «النظام الجزائري الذي يعادي المغرب من ناحية ولا يريد أن تسرق منه تونس الأضواء أقنع عرفات بأن يعقد اجتماع المنظمة في الجزائر ويعلن منها قرارًا تاريخيًا يتحدث عنه العالم؛ فكان اعتراف المنظمة لأول مرة بإسرا/ئيل».

«فالقضية بدأت في الجزائر لا في الرباط» يقول إدريس الكنبوري.

*خطاب اعتراف منظمة التحرير ب إسرائـ.يل

أرسل الراحل ياسر عرفات -رئيس منظمة التحرير الفلسطينية- خطابا الى إسحق رابين توقيع إتفاق أوسلو، يعترف في بإسرائيل وحقها في العيش في أمن وسلام، ويؤكد التزام منظمة التحرير بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذ الإر.هاب، وإلزام جميع عناصر المنظمة بذلك.

نص الخطاب

من الرئيس ياسر عرفات،

إلى إسحق رابين رئيس وزراء إسرائـ.يل،

السيد رئيس الوزراء

إن التوقيع على إعلان المبادئ يرمز لعصر جديد في تاريخ الشرق الأوسط. ومن منطلق إيمان راسخ أحب أن أؤكد علىالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية الآتية:

1 – تعترف منظمة التحرير بحق دولة إسرائـ.يل في العيش في سلام وأمن جديد، وتقبل المنظمة قراري مجلس الأمن،رقمي 242 و338.

2 – إن المنظمة تلزم نفسها بعملية السلام في الشرق الأوسط وبالحل السلمي للصراع بين الجانبين، وتعلن أن كل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة سوف يتم حلها من خلال المفاوضات.

3 – وتعتبر المنظمة أن التوقيع على إعلان المبادئ يشكل حدثاً تاريخياً ويفتتح حقبة جديدة من التعايش السلمي والاستقرار.. حقبة خالية من العنف.

وطبقاً لذلك فإن المنظمة تدين استخدام الار.هاب وأعمال العنف الأخرى، وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بذلك من أجل تأكيد التزامهم ومنع الانتهاكات وفرض الانضباط لمنع هذه الانتهاكات.

4 – وفي ضوء إيذان عصر جديد والتوقيع على إعلان المبادئ، وتأسيساً على القبول الفلسطيني بقراري مجلس الأمن242 و338، فإن منظمة التحرير تؤكد أن بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تنكر حق إسرائـ.يل في الوجود وبنود الميثاق التي تتناقض مع الالتزامات الواردة في هذا الخطاب، أصبحت الآن غير ذات موضوع ولم تعد سارية المفعول، وبالتالي فإن منظمة التحرير تتعهد بأن تقدم إلى المجلس الوطني الفلسطيني موافقة رسمية بالتغييرات الضرورية فيما يتعلق بالميثاق الفلسطيني.

 

                            المخلص

                          ياسر عرفات

رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *