يونس الكصباوي

 

سأقول للزمن ارجع يا زمن، أو بالاحرى سأتوسل إلى الزمن أن يتوقف في ذلك الزمن الجميل الذي مضى، زمن الطيبين، العارفينك المتمكنين، العظماء والمثقفين.

وكأنك في مستنقع لا نهاية له! خليط من العبث واللامسؤولية، جرعات لا تنقضي من المهازل. كل يوم تولد شخصية وهمية لتلعب دور “اللهاية” أو “السكاتة”؛ تقود وراءها جيشا من الفيسبوكيين وكأنّ راعيها يعرف بالضبط أين سيورد القطيع، ليشتعل الفضاء الأزرق بتفاهات تتناقلها أصابع وأفواه معدة مسبقا لتقبل التفاهات.

ولى زمن البوعناني وأمثاله، لنصطدم بزمن “تأكشونَ” بفعل فاعل، فأصبحنا كلنا “متأكشونين”، لا نعرف أين ولا متى التقطنا الداء.

ولى زمن الكبار، زمن من إن تكلم تذوب بكل حواسك وسط بحر المعرفة، سيل لا ينضب من المعلومات، وكأنك أمام موسوعة لا حد لها.

ولى زمن العمالقة، ثقافيا فكريا علميا اقتصاديا، ليخلف المكان جيلا ضاع بين الحقيقة والخيال. أصبح “البوز” الشغل الشاغل للمجتمع، كل يوم يولد “نجم” يسطع نجمه أياما، ثم يولد آخر.

في زمن التفاهة والعبث الإعلامي و “البوز” الخاوي، يتوارى في ظل النسيان أناس صنعوا مجد الإعلام المغربي وتركوا بصمتهم المتميزة .

السي محمد البوعناني ابن أصيلة، أو زيلا كما يحلو له تسميتها، عرف البحر وعشق ركوبه عبر برامج تميزت بالبحث والقرب من يوميات الصياد.. تعرفنا على أسماء الأسماك وأنواعها.

السي محمد البوعناني وهو يعاني آلام المرض اللعين ينتظر أن يحظى بالاهتمام المنشود، اهتمام مستحق ودون استجداء أو تسول عطف أحد. لكن في وقت يكرم التافهون وتصنع منهم حلقات البهرجة والأبواق الرّديئة ما لا يستحقون.

شافاك الله وعفاك سي البوعناني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *