عبد الرزاق بوتمزار -le12.ma

تغطيتي الثانية في صحيفة النرجس

طردَني بوراس، وْلد لحّرام، بعد شهر وسبعة أيام من عملي في ضيعته.. صحيفته، أقصد. أذكر ذلك كما لو حدث أمس فقط. الفترة التي أمضيتُها في يوميته كان فاصلاً ضروريا في بداية “احتكاكي” بالمهنة، ويا لها من مهنة.

برشلونة يحلّ ضيفا على أتلتيكو بلباو. لم تكن مباراة ذات قيمة، عدا كونها ستُحدّد عدد النقط التي ستفصل المتصدر (برشلونة) عن المطارد (مدريد) هل ستزيد عن خمس نقط أم لا. (وانا ما لي؟) كنتُ أقول لي، وأنا أتابع الماتش على مضض. كان عقلي في مكان آخر. أحبّ أن أشاهد مباريات برشلونة إلا في حالة واحدة: إذا تزامنتْ مع إحدى مباريات النّجم😇. فريقي المفضَّل، الذي يلعب في قسم الهواة. لُعبت إحدى أهمّ مبارياته في توقيت مباراة برشلونة ومضيفه، الإسبانيَين، تبّا لهما معاً.

اخترتُ كرسيا في بلكونة مقهى النرجس. تابعتُ بعينيّ الشّاشة القريبة، حيث تتواصل أطوار هذه المباراة اللعينة بين الفريقين الإسبانيين، وعقلي (ونظراتي، أيضا، في معظم الأوقات) على الشّاشة الثانية، في الأسفل. (خصّص مالك المقهى شاشتين في الطابق الأرضي لبثّ مباريات البطولة الوطنية وشاشة في الطابق الأول، الضيّق والعاجّ بـ”صْحاب التّيرسي”). لماذا لا يراعي أهل البرمجة في جامعة الكرة جدول المباريات المهمّة دوليا وهم يبرمجون مبارياتنا المسكينة؟ لماذا لا يختارون إلا تلك الساعتين لإجراء إحدى مباريات بطولتنا المثيرة للشّفقة في قسمها المحترف، فما بالك بالهاوي!؟

رغم ذلك، لم يكن ممكناً أنْ أفاضلَ بين أيّ فريق آخر وعشقي الأول والدائم، “نجم الحمراء”.

كان أصحاب العاوْدة🐴 (التّيرسي) يتضايقون كثيرا في أيام السبت والآحاد (وأحيانا الثلاثاء والأربعاء) من زياراتنا، نحن متابعي الكرة، لمقهى النرجس، التي يتخذون بلكونتهم الضيقة لمطاردة أفراسهم وجيادهم التي لا تكفّ عن العدو، وبالخصوص لتدخين لفافات الحشيش أو ضرب سبسيات من الكيف المدرَّح🍀🌿. كانت نظراتهم الشزراء تستقبل ضيوف المقهى من عُشّاق الكرة بحقد ظاهر، رغم أن أسبابه لا يعرفونها إلا هم. ربّما لم يكونوا يحبّون أن يضايقهم متطفّلون في “خلوتهم” في البلكونة الضيقة، التي استبدّوا بها وصاروا يعتبرونها “ناديا” خاصا بـ”المْبليين”.

لكنّ ما شجّعني على ارتياد مقهى النرجس (لاس فيغاس🌚🏃🏻 سابقا) هم هؤلاء الفْهايميّة الواعْرين تحديدا، الذين يتحول معظمهم إلى محللين😨 يفهمون في كل تفاصيل اللعبة. حين تتفرّج في مباراة محاطا بهؤلاء ستنسى كل ما تعرف وما ما لم تعرف بعد عن الكرة وتكتيكاتها وكواليسها وخُطط المدربين وهلمّ. منتشين بنغمة الكيفْ أو الحشيش، يصير بعضهم أفهَمَ من فيرغوسون وكابيلو وديل بوسكي وساكي وغيرهم.😺 يا إلهي، كيف سأكتب هذا التقرير اللعين وسط كلّ هذا الضّجيج والفْهامات والدخان؟😥

كان الماتشْ قد انطلق بالكاد حين علّق إبراهيم السودورْ “البارصا عبارة عن طوبيس (حافلة) جْديدْ وواعرْ (جيد) وبـ”پّنُواتْ” (عجلات) واعْرة ومُوتور (محرّك) واعر وركاب أوعَر.. كلشي فيها واعر، إلا السائق (يقصد فالفيردي) فهو… لا علاقة!

يتكلم وهو يجول بعينيه المحمرّتين جرّاء ما استنشق من مدرّح الكيف، واثقا من نفسه، كأنه فيرغيسون قبل أن يبتعد عن التدريب.

يجيبه آخر، وهو ينحني تحت طاولة مهترئة فوقها برّاد شاي بارد، يضرب سبسيا مدّه له جليسه: “شوف أخويا ابرهيمْ، البارصا مْشات من نهار مْشى غوارديولا.. إنريكي وفالفيردي ما عندهومش، وْالله إلى غيرْ اللعابة هوما اللي مضرّكين عليهوم.. نهار يعتزلْ ميسي أجي سوّلني عْل البارصا، وْالله واخّا تنوّض كرويف مْن قبرو لا باقي دارتْ شي حاجة!”..

ربّاه، إنهم يفهمون في كل شيء، هؤلاء المسطولون، حتى في التبديلات التي يتعين على المدرب إجراؤها وتوقيتها. كيف سأعدّ هذا التقرير اللعين عن هذه المباراة السخيفة؟😩

نجومي المفضّلون في النّجْم يواصلون إهدار الفرص والفريق خاسْر وهؤلاء الحشّاشون من حولي لا يكفّون عن الفْهامات في كرة البرّاني (ماشي حْتّى فْ كُرْتنا🌚).

في النهاية، أرسلتُ إلى جريدة النرجس تقريرا لا أدري في أية ظروف وملابسات اقترفتُ فيه أن برشلونة خسر المباراة. خسّرتُ الفريق الذي يحبّ مديرُ النشر (أحبّه أيضا لكنْ ليس إلى هذا الحد المرَضيّ) رغم أنه فاز (ولو بشقّ الأنفس) بهدف نظيف على بلباو. تبّا لهما معا! كيف كتبتُ أن برشلونة خسر؟ لا شك في أنني كنت أرى في برشلونة فريقي، نجم الحمراء.🎅

عندما التقى بي بوراس، في اليوم الموالي، خاطبني دون أن ينظر إليّ:

-هاني تنجمعهُومْ ليك. ما بانتْ ليك غير البارْصا تْخسّرها!😡 گُل ليَ أنت غيرْ فينْ قاري الصّحافية، فين؟ المقالة اللّولى گْلنا شي باسْ ما كانْ، وْدابا المقالة التّانية، النتيجة فجيهْ وْأنتَ فجيهْ.. وْكونْ دابا داكْ الموصحّيحْ ما شافشّ هاديكْ الشّوهة اللي دْرتِ، فينْ غادي نصدقُو ضحكة للمْغاربة؟😾.. سيرْ دابا، غْبر عْلى وجهي، هاني تنجمعهُومْ ليكْ.

شيءٌ ما في خاطري أنبأني بأنّ بداياتي في جريدة النّرجس ليست بالمثالية. “سينتهي بي الأمر مطرودا من هذه الجريدة”، قُلتُ لي، وضجيج فْهايمية مقهى النرجس يتردد في مسمعَيّ:

-سانشيز وبراهيموفيش، وحتى إيطّو.. خْرجو من البارصا وما وصلو حتى للربع ديال الخْرية اللي خْرا هاد سواريز فهاد جوم عيمانْ اللخرينْ.. وْالمشكل هاد ميسّي اللي باقي ساتر عْلينا فهاد الفْرقة هو اللي تَيطعْن فينا😒 وهو تيخلّي هاد العضّاضْ يبقى يلعبْ حْداه..

تيطعنْ “فينا”؟🌚 تّبارْك الله عْلى “الكوليز”! فِينَا، سميّتكْ فيليپي يا الهْروي لاخرْ.. خرجاتْ عليّ فهاماتكومْ، خلّيتكومْ للهْ!🚶🏻

طردَني بوراس، وْلد لحّرام، بعد شهر وسبعة أيام من عملي في ضيعته.. صحيفته، أقصد. أذكر ذلك كما لو حدث أمس فقط. الفترة التي أمضيتُها في يوميته كان فاصلاً ضروريا في بداية “احتكاكي” بالمهنة، ويا لها من مهنة.

برشلونة يحلّ ضيفا على أتلتيكو بلباو. لم تكن مباراة ذات قيمة، عدا كونها ستُحدّد عدد النقط التي ستفصل المتصدر (برشلونة) عن المطارد (مدريد) هل ستزيد عن خمس نقط أم لا. (وانا ما لي؟) كنتُ أقول لي، وأنا أتابع الماتش على مضض. كان عقلي في مكان آخر. أحبّ أن أشاهد مباريات برشلونة إلا في حالة واحدة: إذا تزامنتْ مع إحدى مباريات النّجم😇. فريقي المفضَّل، الذي يلعب في قسم الهواة. لُعبت إحدى أهمّ مبارياته في توقيت مباراة برشلونة ومضيفه، الإسبانيَين، تبّا لهما معاً.

اخترتُ كرسيا في بلكونة مقهى النرجس. تابعتُ بعينيّ الشّاشة القريبة، حيث تتواصل أطوار هذه المباراة اللعينة بين الفريقين الإسبانيين، وعقلي (ونظراتي، أيضا، في معظم الأوقات) على الشّاشة الثانية، في الأسفل. (خصّص مالك المقهى شاشتين في الطابق الأرضي لبثّ مباريات البطولة الوطنية وشاشة في الطابق الأول، الضيّق والعاجّ بـ”صْحاب التّيرسي”). لماذا لا يراعي أهل البرمجة في جامعة الكرة جدول المباريات المهمّة دوليا وهم يبرمجون مبارياتنا المسكينة؟ لماذا لا يختارون إلا تلك الساعتين لإجراء إحدى مباريات بطولتنا المثيرة للشّفقة في قسمها المحترف، فما بالك بالهاوي!؟

رغم ذلك، لم يكن ممكناً أنْ أفاضلَ بين أيّ فريق آخر وعشقي الأول والدائم، “نجم الحمراء”.

كان أصحاب العاوْدة🐴 (التّيرسي) يتضايقون كثيرا في أيام السبت والآحاد (وأحيانا الثلاثاء والأربعاء) من زياراتنا، نحن متابعي الكرة، لمقهى النرجس، التي يتخذون بلكونتهم الضيقة لمطاردة أفراسهم وجيادهم التي لا تكفّ عن العدو، وبالخصوص لتدخين لفافات الحشيش أو ضرب سبسيات من الكيف المدرَّح🍀🌿. كانت نظراتهم الشزراء تستقبل ضيوف المقهى من عُشّاق الكرة بحقد ظاهر، رغم أن أسبابه لا يعرفونها إلا هم. ربّما لم يكونوا يحبّون أن يضايقهم متطفّلون في “خلوتهم” في البلكونة الضيقة، التي استبدّوا بها وصاروا يعتبرونها “ناديا” خاصا بـ”المْبليين”.

لكنّ ما شجّعني على ارتياد مقهى النرجس (لاس فيغاس🌚🏃🏻 سابقا) هم هؤلاء الفْهايميّة الواعْرين تحديدا، الذين يتحول معظمهم إلى محللين😨 يفهمون في كل تفاصيل اللعبة. حين تتفرّج في مباراة محاطا بهؤلاء ستنسى كل ما تعرف وما ما لم تعرف بعد عن الكرة وتكتيكاتها وكواليسها وخُطط المدربين وهلمّ. منتشين بنغمة الكيفْ أو الحشيش، يصير بعضهم أفهَمَ من فيرغوسون وكابيلو وديل بوسكي وساكي وغيرهم.😺 يا إلهي، كيف سأكتب هذا التقرير اللعين وسط كلّ هذا الضّجيج والفْهامات والدخان؟😥

كان المتشْ قد انطلق بالكاد حين علّق إبراهيم السودورْ “البارصا عبارة عن طوبيس (حافلة) جْديدْ وواعرْ (جيد) وبـ”پّنُواتْ” (عجلات) واعْرة ومُوتور (محرّك) واعر وركاب أوعَر.. كلشي فيها واعر، إلا السائق (يقصد فالفيردي) فهو… لا علاقة!

يتكلم وهو يجول بعينيه المحمرّتين جرّاء ما استنشق من مدرّح الكيف، واثقا من نفسه، كأنه فيرغيسون قبل أن يبتعد عن التدريب.

يجيبه آخر، وهو ينحني تحت طاولة مهترئة فوقها برّاد شاي بارد، يضرب سبسيا مدّه له جليسه: “شوف أخويا ابرهيمْ، البارصا مْشات من نهار مْشى غوارديولا.. إنريكي وفالفيردي ما عندهومش، وْالله إلى غيرْ اللعابة هوما اللي مضرّكين عليهوم.. نهار يعتزلْ ميسي أجي سوّلني عْل البارصا، وْالله واخّا تنوّض كرويف مْن قبرو لا باقي دارتْ شي حاجة!”..😎⚽️

ربّاه، إنهم يفهمون في كل شيء، هؤلاء المسطولون، حتى في التبديلات التي يتعين على المدرب إجراؤها وتوقيتها. كيف سأعدّ هذا التقرير اللعين عن هذه المباراة السخيفة؟😩

نجومي المفضّلون في النّجْم يواصلون إهدار الفرص والفريق خاسْر وهؤلاء الحشّاشون من حولي لا يكفّون عن الفْهامات في كرة البرّاني (ماشي حْتّى فْ كُرْتنا🌚).

في النهاية، أرسلتُ إلى جريدة النرجس تقريرا لا أدري في أية ظروف وملابسات اقترفتُ فيه أن برشلونة خسر المباراة. خسّرتُ الفريق الذي يحبّ مديرُ النشر (أحبّه أيضا لكنْ ليس إلى هذا الحد المرَضيّ) رغم أنه فاز (ولو بشقّ الأنفس) بهدف نظيف على بلباو. تبّا لهما معا! كيف كتبتُ أن برشلونة خسر؟ لا شك في أنني كنت أرى في برشلونة فريقي، نجم الحمراء.🎅

عندما التقى بي بوراس، في اليوم الموالي، خاطبني دون أن ينظر إليّ:

-هاني تنجمعهُومْ ليك. ما بانتْ ليك غير البارْصا تْخسّرها!😡 گُل ليَ أنت غيرْ فينْ قاري الصّحافية، فين؟ المقالة اللّولى گْلنا شي باسْ ما كانْ، وْدابا المقالة التّانية، النتيجة فجيهْ وْأنتَ فجيهْ.. وْكونْ دابا داكْ الموصحّيحْ ما شافشّ هاديكْ الشّوهة اللي دْرتِ، فينْ غادي نصدقُو ضحكة للمْغاربة؟😾.. سيرْ دابا، غْبر عْلى وجهي، هاني تنجمعهُومْ ليكْ.

شيءٌ ما في خاطري أنبأني بأنّ بداياتي في جريدة النّرجس ليست بالمثالية. “سينتهي بي الأمر مطرودا من هذه الصحيفة”، قُلتُ لي، وضجيج فْهايمية مقهى النرجس يتردد في مسمعَيّ:

-سانشيز وبراهيموفيش، وحتى إيطّو.. خْرجو من البارصا وما وصلو حتى للربع ديال الخْرية اللي خْرا هاد سواريز فهاد جوم عيمانْ اللخرينْ.. وْالمشكل هاد ميسّي اللي باقي ساتر عْلينا فهاد الفْرقة هو اللي تَيطعْن فينا😒 وهو تيخلّي هاد العضّاضْ يبقى يلعبْ حْداه..

تيطعنْ “فينا”؟🌚 تّبارْك الله عْلى “الكوليز”! فِينَا، سميّتكْ فيليپي يا الهْروي لاخرْ.. خرجاتْ عليّ فهاماتكومْ، خلّيتكومْ للهْ!🚶🏻

-كنتْ تنتمنّى ديمبلي يلعب فْ ليمين ماشي ف ليسر وميسّي يلعب مهاجم وهمي وسواريز نص مهاجم ونص إيليي ضْروا

-شوف أ عْمّي، سواريز فين مّا لعب گاع لا تْحسبو لاعْب، هاداك هو المهاجم الوهمي حرْفيا وفعليا!..

وا أجي أنت تفرّج مْع هادو وْكتب تقرير لضيعة، لصحيفة النرجسْ..

شيءٌ ما في خاطري أنبأني بأنّ بداياتي في جريدة النّرجس ليست بالمثالية. “سينتهي بي الأمر مطرودا من هذه الصحيفة”، قُلتُ لي.🏃🏻

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *