ت ت

يبدو أن “أمينة ماء العينين” القيادية البارزة، في حزب العدالة والتنمية، لم تنس لعبدالاله بنكيران، مساندته لها، ووقوفه الى جانبها، خلال الازمة التي مرت منها، قبل ما يناهز سنتين من الآن، عقب تسرب صور ظهرت فيها، وهي متحررة من الحجاب في “المولان روج” بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث إنبرى الأمين العام السابق لحزب المصباح حينها، مدافعا عنها، ومعتبرا أن “هذا اللباس منتشر في العالم بأكمله، كما أن بنات المغرب كلهن يلبسن مثله، وقليلات من يرتدين الحجاب”، معتبراً أن هذا “اللباس أصبح شائعاً لدى المرأة المغربية منذ الأربعينيات”.

وأوضح بنكيران إذاك أن “محاكمة أمينة ماء العينين من طرف حزبها ستكون أمراً غير معقول، وستحدث ضجة وتؤكد أن الحزب أقرب من طائفة لها لباس معين”، مشيرا إلى أن “الناس لم يُصوتوا عليها في الانتخابات لأنها كانت ترتدي الحجاب، بل صوتوا على حزب العدالة والتنمية وعلي لأني كنت رئيس الحكومة.”

وفي ما يشبه ردا للجميل، خرجت ماء العينين، اليوم مدافعة عن “عبدالاله بنكيران” ، “ضد محاولة البعض تحميله جزءً من المسؤولية في التقهقر الذي عرفه الحزب في الانتخابات الأخيرة”.

وكتبت ماء العينين في تدوينة تشاطرتها على صفحتها الرسمية بموقع فايسبوك، “رغم أن لحظات التقييم تحت وقع الصدمة تظل صعبة، إلا أن فضيلة الإنصاف تظل قيمة أخلاقية عليا وجب الإتصاف بها”.

وأضافت، موجهة كلامها لبعض الأعضاء في بجيدي الذين حاولوا -بحسبها – تحميل مسؤولية هزيمة الحزب لبنكيران، قائلة “أجد صعوبة في فهم محاولة إقحام الأستاذ بنكيران في تقييم تدبير مرحلة أُبعِد عنها قسرا، حيث لم يكن يُشرك في قراراتها حتى أنه حينما حاول استباق ما حصل اليوم بحسه السياسي، هدد وزراء من الحزب بحزم حقائبهم لو استمر في التعبير”.

وزادت ماء العينين ضمن التدوينة ذاتها “لا أظن أن من يثير هذا النوع من الأسئلة داخل الحزب اليوم، يفكر فعلا في مصلحة الحزب أكثر من التفكير في محاولة اختلاق تقاطبات عشنا مثلها أيام نقاش “الولاية الثالثة”، لأن السياق مختلف والمعطيات لا تترك مجالا للإختلاف والتقاطب الوهمي”، معتبرة أن السؤال الحقيقي اليوم “ليس هو: من مع عودة بنكيران ومن ضدها؟ السؤال هو “هل يقبل بنكيران نفسه بالعودة؟”.

وشددت ماء العينين في تدوينتها أنه “يحلو للبعض أن يقول أن منتقدي نهج القيادة المستقيلة ساهموا في الفشل، وقد سمعت ذلك مباشرة من قياديين متعددين، لكن الحقيقة أن المنتقدين الذين ظلوا ثابتين مخلصين للحزب، كانوا أكثر قدرة على التنبؤ فدقوا الجرس مرارا في وقت تعرضوا فيه للإقصاء والتهميش والكثير من التحامل، ومع ذلك استمروا رغم توفر كل المبررات المفترضة للمغادرة أو على الأقل تغيير الموقع والاصطفاف مع المطبلين”.

وختمت البرلمانية السابقة عن بجيدي تدوينتها بالقول “الاعتراف بالخطأ فضيلة، وبداية التقويم تبدأ بالتشخيص السليم، وعلى الجميع اليوم أن يتعالى وأن يترفع لمصلحة حزب يعيش أسوأ أزمة يتمنى المخلصون بداخله والمنصفون من خارجه ألا تعصف به، وأن يعرف كيف يخرج منها ربما أقوى وأقدر على القراءة والاستشراف”.

وأردفت المتحدثة داتها “وعلى من يود مغادرة الحزب لأنه لم يعد مجالا للانتفاع أن يفعل ذلك في صمت، ويترك هذا المشروع لأجيال من الشباب متشبعة بقيم الوطنية والنضال والرغبة في المساهمة في تطوير الأمور نحو الأفضل بنفس ديمقراطي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *