إعداد : تقي الدين تاجي

في وقت تحرص فيه الأحزاب السياسية في مختلف دول العالم، على الاهتمام ببواباتها الالكترونية، على الأنترنت، باعتبارها واجهة للتعريف بمواقفها وكوة للتواصل مع المواطن، تعيش البوابات الرسمية لأغلب الأحزاب المغربية، في سبات عميق باستثناء النزر القليل الذي يحافظ على وتيرة تحيين مضبوطة، واضعا خططا للتواصل الالكتروني، ومستعينا بفريق متكامل، يسهر على تحرير المواد وتغطية أنشطة التنظيم.

وكان مرصد للتكنولوجيات الرقمية، كشف نهاية الشهر الماضي، “أن أربعة أحزاب مغربية تمثل 96 في المئة من حصة الحضور على الإنترنت، من بينها حزب “التجمع الوطني للاحرار” وحزب “العدالة والتنمية” الذين يتمتعان باستراتيجية رقمية طويلة الأمد.

جريدة le12.ma استغلت قرب انطلاق الفترة المخصصة للحملة الانتخابية، وقامت بإنجاز هذا التقرير حول بوابات التنظيمات السياسة المغربية.

حزب الاتحاد الاشتراكي

رغم أن هذا الحزب يقدم نفسه، كحزب حامل لمشروع حداثي، إلا أنه يعاني من تأخر كبير عن ركب التكنولوجيا الحديثة، ولدى زيارتنا لموقعه الالكتروني، وجدناه معطلا، مع رسالة استقبال تشير الى خضوعه للصيانة، ورغم عودتنا مرات أخرى، فوجئنا  باستمرار الوضع على ما هو عليه.

وفي مقابل هذا الجمود التي تعرفه بوابة حزب الوردة، تعرف صفحاته الرسمية على مواقع التواصل، ومن بينها صفحة كاتبه الأول “إدريس لشكر” دينامية ونشاطا كبيرين.

حزب العدالة والتنمية

يعتبر موقع حزب العدالة والتنمية، من بين البوابات الحزبية القليلة، التي حافظت على وتيرة تحيين مستمرة، حتى قبل وصول الحزب الى الحكومة، حيث يستغلها “التنظيم المذكور”، لتصريف مواقفه، ونشر بياناته وكذا بيانات فروعه، والدفاع عن نفسه.

كما يسجل “بيجيدي” أيضا حضورا وازنا، على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من خلال صفحاته الرسمية المختلفة، أو من خلال لجانه الالكترونية، التي لا تألوا جهدا في الدفاع عن الحزب وتلميع صورته، بشكل يبدو منظما وممنهجا، ومثيرا للريبة والشك في الآن نفسه.

التجمع الوطني للاحرار

يستقبلك الموقع الرسمي لحزب الحمامة، بتصميم أنيق، وألوان زرقاء تعبر عن الهوية البصرية للحزب، وبتبويبات موضوعة بدقة، وتصنيفات تضمن للزائر الوصول بسهولة إلى ما يبحث عنه، فعلى سبيل المثال تقودك خانة “الأخبار” الى سبع تصنيفات فرعية، منها “اخبار تتعلق برئيس الحزب”، اخبار وزراء الحزب، “الأحرار في البرلمان”، “التنظيمات الموازية”، “أخبار الجهات”، ثم “الجهة 13” المخصصة لأخبار الجالية المغربية وكذا فروع الحزب بالخارج، وهناك ايضا تصنيف فرعي سابع مخصص لنشر “البلاغات”.

وعموما يبقى موقع حزب التجمع الوطني للاحرار، من بين المواقع المتيمزة، خاصة لتوفره بعدد من اللغات من بينها العربية والفرنسية والامازيغية، بشكل يجعل الزائر، سواء تعلق الامر بالمواطن العادي، أو الصحافي المهني، يصل بسهولة إلى  ما يبحث عنه.

حزب الحركة الشعبية

يفاجئك الموقعالرسمي  لحزب الحركة الشعبية، بتصميمه البديع، وتحديثه المستمر، وهو متوفر باللغتين العربية والفرنسية، كما يظهر أن فريقا محترفا، يسهر عليه، وهو أشبه بموقع اخباري شامل، منه الى موقع خاص فقط بالحزب، حيث ينشر الأخبار الوطنية، والأنشطة الملكية، الى جانب الاخبار المتعلقة باحصاءات تفشي وباء كورونا المستجد، بالإضافة الى تخصيصه لبوابة مرئية، تقوم بتغطية متواصلة لانشطة الحزب.

الاشتراكي الموحد

يستقبلك الموقع الرسمي للحزب الاشتراكي الموحد، بتصميم رديء أقرب الى “مدونة” منه إلى موقع إلكتروني إحترافي، كما أنه لم يحين منذ فترة طويلة، إذ لازال  الموقع يطالع زواره، في ذيل صفحته الأولى، بمواعيد عدد من اللقاءات التي جرت مطلع السنة الماضية، قبل الحجر الصحي، بل وحتى قبل ظهور أول حالة إصابة “بفيروس كورونا” في المغرب، وهو ما يتناقض مع خطاب التحديث والعصرنة الذي ما فتئ يتغنى به هذا الحزب.

حزب الاستقلال

بدورها تبدو بوابة حزب الاستقلال، في شكل غير احترافي، لا يوحي بتمثيلها لحزب عريق، ارتبط تأسيسه بالحركة الوطنية، ورغم محافظة الموقع على وتيرة تحيين لا بأس بها، إلا أنها غير منتظمة. وبإطلالة متفحصة للمواد المنشورة، مع ربطها بتواريخ الإدراج، يتضح أن هذا الحزب قد عهد لشخص واحد بهاته المهمة، بحيث لا يشعر الزائر بوجود فريق متكامل يسهر على إغناء الموقع الرسمي لحزب علال الفاسي.

الأصالة والمعاصرة

على غرار موقع حزب الحركة الشعبية، يزاوج الموقع الرسمي لحزب “التراكتور” بين ما هو إخباري صرف، ومنشورات خاصة بتصريف مواقف الحزب، وتغطية أنشطته، وعموما يبدو الموقع لا بأس به، ويتم تحيينه وفق وتيرة مقبولة، بالإضافة إلى تخصيصه لنسخة رقمية، من نشرته الورقية المسماة “التراكتور”، يشهل الوصول إليها بضغطة واحدة، وهو ما يجعل بوابة “البام” من بين البوابات التي تستجيب للحد الأدنى، من شروط التواصل السياسي خاصة في سنة إنتخابية، مع ما يتطلبه ذلك من حاجة الأحزاب، الى مواجهة خصومها السياسية، وتسويق برامجها ومشاريعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *