يونس التايب

يسود ترقب من احتمال إعادة فرض حجر صحي جديد، في مواجهة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد ببلادنا. هذا الأفق خلف بعض القلق أمام أمر أصبح يبدو جد ممكن، خاصة بعد تطور الحالة بشكل مماثل في دول جنوب غرب أوروبا.

ورغم أن الغالبية لا تحبذ العودة للحجر، لما له من أثر اقتصادي سيء، إلا أن نفس الغالبية هي في حيرة من أمرها أمام عجز كبير للحد من انتشار الوباء وعدم جدية الإلتزام بإجراءات الوقاية.

وفي رأيي، أن أنجع السيناريوهات، وأقلها ضررا، هو أن نتعاون كي تستمر الحياة رغم الوضع الوبائي المقلق، وأن نستمر في مجهود تعزيز الثقة في بعضنا البعض وفي قدرتنا على تحقيق ذلك.

ولبلوغ المراد أعتقد أنه يتعين:

– المزيد من استنهاض الهمم باستثمار كل القيم الوطنية والأخلاقية والدينية التي يتفاعل معها المواطنون والتي يمكنها تحفيزهم على الانخراط في مجهود جماعي إضافي نحمي به أنفسنا ومواطنينا، ونحمي اقتصاد بلادنا بما له من أثر علينا جميعا، الفقير والغني ومتوسط الحال.

– المراهنة على الوعي المجتمعي، رغم كل الملاحظات السلبية، والاستمرار في مجهود التوعية والتواصل وتطويره وتجويده بدون كلل أو ملل حتى النهاية.

– إبقاء التفاؤل و شحذ العزائم و منع الشعور بالإحباط من أن يتسلل إلى أنفس الناس، سواء عموم المواطنين، أو مهنيي الصحة العمومية أو باقي جنود معركة الصمود في وجه كورونا، الذين تعبوا كثيرا ويستحقون أن نشد على أيديهم ونكرمهم كما يستحقون.

– بلورة حلول وقائية ذكية جديدة تحمي الصحة وتعزز الوقاية وتضمن استمرار دينامية الحياة دون الحاجة إلى حجر شامل جديد سيكون جد مكلف.

بذلك يمكننا أن نحافظ على الاقتصاد الوطني ونترك للفاعلين فيه فرصة النهوض من أثار مراحل الحجر الصحي الأولى… وبذلك سنخفف من قساوة الظروف الاجتماعية بالنسبة للفئات الهشة… وبذلك سنعين الفئات التي أصبحت في وضعية اجتماعية صعبة بفعل أزمة كورونا وهي الآن تحاول التعافي من تداعيات ما أصابها.

وفي كل الأحوال، ونحن نتعاطى مع الأزمة والمعطيات الوبائية المقلقة، سيكون مهما أن لا نفقد تركيزنا وأن لا نسقط في فخ البارانويا … لأنه، إذا كان الوباء حقيقة ثابتة قد أصبحت واضحة وقريبة حتى ممن كانوا ينكرونها سابقا، فإن سبل الوقاية من الفيروس هي حقيقة أكبر وأوضح وأقرب من الجميع.

ولنا إزاء ذلك مسؤولية الاختيار الفردي والجماعي في أي السبل نريد السير: سبيل الحكمة والعقل والرصانة وتحمل المسؤولية الفردية والجماعية، أو سبيل اللامبالاة والعبث والأنانية وتأدية فاتورة غالية بسبب ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *