أحمد الدافري

أنا الذي أحاول أن أربي ابني وابنتي على حُسن التلفظ في البيت وخارج البيت وفي كل التجمعات، واستثمر الجهد والوقت والمال لتحقيق هذا الهدف منذ أن رزقني الله بهما، حتى يتقنا فن الخطابة والكلام وجمال التعبير، ويكون تواصلهما مع محيطهما مبنيا على الأناقة والوضوح، وجدت نفسي مُحبطا أمس وأنا أستمع داخل البرلمان إلى السيد ادريس الأزمي، البرلماني، وعمدة فاس، والموظف في وزارة الاقتصاد والمالية، والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية في الحكومة التي كان يرأسها عبد الإله بن كيران، والرئيس الحالي للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وهو يستعمل مفردات غريبة، لا وجود لها في قاموس اللغة العربية ولا اللغة الأمازيغية ولا اللغة الدارجة الأنيقة التي تعودنا عليها في الأوساط الشعبية الرزينة والرصينة..

فعبارة “بيليكي”، التي استهجنها ابني وابنتي حين سمعا السيد البرلماني يتلفظ بها داخل مقر مؤسسة برلمانية تعد من أرقى السلط في البلد، أسعفني فهمي لها أن أشرح لهما مغزاها.. أما كلمة “الديبخشي” أو “الدبخشي” فقد خانتني مفاتيح المعاني وعجزت عن إدراك دلالتها، وما زلت إلى حد الآن غير قادر على إفهامهما ماذا كان يقصد السيد البرلماني بها، فاضطررت أن أدخل هذا الصباح إلى الموقع الإلكتروني للفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية، ربما أجد تفسيرا لها في التغطية التي يقوم بها هذا الفريق لأنشطته داخل البرلمان، فوجدت ما يلي :

“وانتقد ادريس الأزمي الإدريسي عضو الفريق المغالطات التي تلف النقاش حول الجمع بين تعويضات المنتخبين، معتبرا أن هذا الأمر يحتاج إلى شرح وتوضيح، موضحا أن عددا من رؤساء الجماعات أو النواب البرلمانيون الذين يعملون كمحامين أو أطباء أو موثقين أو مدراء شركات، متاح لهم مواصلة عملهم بعد مهامهم الانتدابية، وهو ما ليس متاحا لغيرهم ممن يتولون مهام انتدابية، ويقومون بمهام معروفة”.

وهذا الكلام يعني أن السيد ادريس الأزمي يريد أن يجعل من الوصول إلى البرلمان مهنة وليس مهمة، وأنه يريد أن يظل البرلماني يحصل على راتب طوال حياته، وكأنه موظف مع الدولة، ففهمت ما معنى “الديبخشي”…. وهذا ما كان..

*كاتب وناقد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. حسب اعتقادي و محاولاتي لتفكيك الكلمات فاني ارى والله اعلم ان كلمة الديبخشي كلمة مركبة قدحية
    مركبة من
    – الدي بمعنى خذ بالكارجة المغربية
    وخشي بمعنى دخل وهن يوحي الىايلاء جنسي .
    ان كان هذا صحيحا فقبح الله قائلها . والله يمهل ولا يهمل .

  2. ماذا أقول ؟
    انقضّوا على فرصتهم الذهبية وأفشلوا الحراك ثم بعد ذالك ارجعوا بعض المكاسب الى المخزن ، امتصوا غضب الشارع واستغنوا بل واعترفوا بذالك جهارا .
    هل الذنب ذنبهم ؟ طبعا لا ، السدج والعامة انساقوا وراء خطاباتهم، كل يوم يفضح أحدهم بفضيحة مدوية ، ماتت الكاتبة وتبين أن صاحب العدل وحقوق الإنسان كان يسرق حقها في التقاعد ! ضبط آخرون متلبسين بمسائل أخرى وما زالت حكاياتهم مستمرة .
    هل سيستفيق الشعب ، فقدت حسن التأمل والتحليل !
    الحمد لله انني أكرههم كما أكره فقهاء المنفعة .