بقلم: يونس التايب

في فاس و في المحمدية، تحققت للجماهير الكروية للناديين، فرحة العودة للقسم الوطني الأول، وذلك أقل شيء بالنسبة لفريقين عريقين هما المغرب الفاسي وشباب المحمدية. 

وأظن أن على مسؤولي الفريقين بهذه المناسبة، كما على مسيري كرة القدم الوطنية عموما، أن يسعوا لبناء المرحلة المقبلة على أساس ترسيخ قيم إيجابية في فكر جمهور الشباب المشجع لفرق كرة القدم الوطنية، وخاصة الجماهير المنتظمة في إطار ما يسمى “الألترات”، وذلك من خلال تعزيز الروح الرياضية والحرص على سمو الأخلاق، وتشجيع القدوة الحسنة، ومبدأ التنافس الرياضي الشريف…

كرة القدم، بالإضافة إلى أنها أصبحت صناعة ومنظومة اقتصادية متكاملة قائمة الذات، هي أيضا أخلاق وعطاء وتكوين ومثابرة ومتعة وإخلاص وجدية وحسن خلق. ويجب أن نعين الشباب كي يستوعبوا أنهم فقط بتلك القيم يمكن أن يبنوا أشياء جميلة لمستقبلهم، تعزز الإيجابية والأمل في حياتهم، وتعينهم على تطوير ذواتهم لتحقيق إدماجهم الاجتماعي المنشود.

ولأن الحديث عن القيم يحتاج لذكر نماذج وأمثلة تكون قدوة يتأسى بها الناس، وما دمنا في عالم كرة القدم، حضرتني قبل قليل، وأنا أتلقى الخبر الجميل بعودة فريق شباب المحمدية وفريق المغرب الفاسي لقسم الصفوة في البطولة الوطنية لكرة القدم، أسماء كبيرة من قدماء الفريقين … الحاج احمد الغريسي( الأبيض)، حارس المنتخب الوطني المغربي والمغرب الفاسي في الستينيات … مولاي ادريس الخنوسي، لاعب فريق المغرب الرياضي الفاسي والمنتخب الوطني المغربي الذي شارك في كأس العالم مكسيكو 1970… اعسيلة و الحاج أحمد فرس الهداف والنجم الذي لازال، حتى اليوم، هو عميد المنتخب الوطني الوحيد الذي حمل كأس إفريقيا في سنة 1976، إلى جانب المرحوم حميد الهزاز، عبد الله التازي، عبد العالي الزهراوي ورضوان الكّزاز … 

هي أسماء كثيرة تستحق أن يستحضرها شباب الفريقين ومسيروهما لما تميزوا به من صفات ما أحوج الشباب اليوم إلى التحلي بمثلها سواء داخل رقعة الملعب أو خارجه، وسواء في الجانب التقني أو ما سواه. 

ولعل أكثر من حضرتني ذكراه بتأثر كبير اليوم، رجل متميز آخر لازالت ذاكرتي تحتفظ عنه بكل جميل، رجل ارتبط اسمه بفريق الماص كمدرب جعله أحد أكثر الفرق الوطنية التي أمتعت الجماهير المغربية، خلال ثمانينات القرن الماضي، بطريقة لعب فنية جميلة تجمع في آن واحد بين الأسلوب اللاتيني البرازيلي وأسلوب الكرة التقني الهجومي لمدرسة بارصا يوهان كرويف، ألا و هو المرحوم بوشعيب الغالمي، أحد أفضل المدربين المغاربة على الإطلاق، وبالتأكيد أفضل مدرب مر في فريق المغرب الفاسي. أحبه جمهور الماص، وحضي قيد حياته بتقدير واسع من عموم الجمهور المغربي لمختلف الأندية الوطنية لكرة القدم، لما كان يتميز به من ذماتة أخلاق وطيبوبة وكفاءة كبيرة، وذكاء كروي نادر، وكاريزما حقيقية، و وروح رياضية عالية.

السي بوشعيب غادرنا قبل أزيد من 34 سنة إثر حادثة سير مفجعة وهو في أوج عطاءه. ولعل فرحة اليوم هي مناسبة لتجديد الغوص في ذاكرة تاريخ الفريق واستخلاص العبر الواجبة، وتذكر الأسماء التي صنعت مجد الفريق، وتجديد الدعوات بالرحمة والمغفرة وفسيح الجنان لأرواح من رحلوا منهم، ومنها روح الفقيد السي بوشعيب الغالمي رحمه الله.

الرحمة والمغفرة لكل من غادر دنيانا من اللاعبين والمدربين المغاربة الطيبين المتميزين، بداية بأسطورة الكرة العالمية والمغربية الحاج العربي بنمبارك … وأحمد مجروح “بابا” صاحب هدف التعادل الذي منحنا كأس إقريقيا 1976 … والعربي أحرضان … و ادريس باموس… وعبد المجيد الظلمي … وغيرهم كثير …  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *