المصطفى الحروشي/جريدة le12

في خضم الجدل الذي اثاره البلاغ الذي أصدرته ليلة أمس وزارة أمزازي، بخصوص اعتماد “التعليم عن بعد” كصيغة تربوية، مع توفير “تعليم حضوري”، بالنسبة للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم، عن اختيار، وجه القيادي والبرلماني الإستقلال السابق عادل حمزة، انتقادات لاذعة للوزارة الوصية والحكومة حول تدبير الدخول المدرسي المقبل.

وفي هذا الصدد، كتب بنحمزة في تدوينة عبر حسابه الرسمي بالفايسبوك، “في الحقيقة أجتهد كثيرا كي لا أكتب ما يمكن تفسيره على أنه مزايدة أو تصيد لأخطاء الحكومة في تدبير الجائحة، ولكن عندما تطلع على البلاغ الأخير لوزارة التربية الوطنية وما ينطوي عليه من استخفاف بموضوع في غاية الجدية، فإنك تكون مضطرا لقول الحقيقة.. . إننا باختصار شديد جدا، دخلنا مرحلة الإرتجال الفج في اتخاذ القرارت”.

وتابع القيادي بحزب الإستقلال، “في نهاية الموسم الدراسي السابق، عرفت العلاقة بين مؤسسات التعليم الخصوصية والأسر أزمة غير مسبوقة، كما سجل ضعف كبير في التعليم عن بعد في التعليم العمومي”.

وأضاف بنحمزة، “كان من المفترض في الوزارة وهي تخطط للموسم الدراسي الجديد، أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، خاصة الجدل حول الخدمة التي تقدمها المؤسسات بين الحضوري والافتراضي، لكن الوزارة في بلاغها أمس رمت الكرة مجددا للمؤسسات والأسر، وبكثير من عدم الجدية، فمن يرغب في تدريس أبنائه حضوريا يتحمل مسؤوليته في ذلك، ومن يرغب في التدريس عن بعد فله ذلك، نفس الشيء بطبيعة الحال يقال عن ملايين التلاميذ في المؤسسات العمومية والأطر التربوية التي يجب أن تنقسم نصفين الأول يدرس حضوري والثاني عن بعد”.

وقال البرلماني السابق، “هكذا ببساطة تلقي الوزارة بصخرة كبيرة في بركة لم تجف بعد، و تستقيل من مسؤوليتها وترميها على الأسر، وماذا لو قررت جميع الأسر تشبثها بالتعليم الحضور؟ كيف سيكون التباعد الاجتماعي؟ ومن يتحمل المسؤولية ساعتها؟ ثم ألا ينطوي الأمر على تمييز خطير بين التلاميذ بين من سيتسفيد من التعليم الحضوري وهو الذي تتحقق فيه شروط العملية التعليمية، وبين من سيتلقى دروسه وواجباته عن بعد؟ أليس حق التلاميذ في الدراسة حق أصيل بغض النظر عن أسرهم؟”.

وتساءل بنحمزة، “هل من كتب هذا البلاغ يتحدث للمغاربة بجدية؟ هل يحترمهم في الحدود الدنيا للاحترام؟ وأساسا هل يتمثل مسؤولية القطاع فعلا؟”.

وتابع بنحمزة، “التعليم عن بعد كان تجربة فرضها الواقع، لم نكن مهيئين لها بالمرة، وقمنا فقط ب “بريكول” أنقذنا به الموسم الماضي، لكن اليوم ماهي الأعذار التي يمكن تقديمها؟ أنا لا أقول بضرورة التعليم الحضوري خاصة أمام المنعطف الذي نعيشه في انفجار الوضع الوبائي وانهيار المنظومة الصحية؟ لكن الوزارة مطالبة بتقديم تصور واضح يركز أساسا على التعليم عن بعد لأنه أصبح شرا لا مفر منه ولو مرحليا؟ فهل تم إنجاز مواد رقمية بجودة أفضل؟ هل تم بحث حلول لأزمة اللوحات الإلكترونية والربط بالأنترنت؟ كيف ستتم معالجة الأزمة بين الأسر ومؤسسات التعليم الخصوصي؟”.

وختم عادل بنحمزة، “كل هذه الأسئلة بلا جواب، بل أصبح مؤكدا أننا سندخل الموسم الدراسي في نفس أجواء التوتر التي انتهى فيها الموسم السابق… فهل عندما نقول هذه الحقيقة نبخس عمل الحكومة أو نزايد عليها؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *