صوفيا العمالكي

لم تكن ساكنة الرباط وهي تحتفل بسنة جديدة تتوقع أن شواطئها ذات الزرقة الأطلسية الوهاجة قد يطالها المنع  ويحرسها الأمن بدافع الوقاية والحماية الصحية.

بعيدا من هنا ما بين قارتين ومحيطين شاء القدر بأن ترسم للعالم معالم جديدة خطت أولى سطورها من مدينة وهان الصينية حينما أعلنت الصين إصابة أول مواطن بفيروس مجهول أطلق عليه فيما بعد كورونا (أو كوفيد ١٩)

فيروس استطاع بسرعة الخفاش أن يدخل العالم إلى منازلهم هربا من الموت، هذا الأخير الذي أطلق عليه الحجر الصحي المنزلي شكل نقطة تحول لدى الأفراد والجماعات فما كان يعد بالأمس القريب شأنا روتينيا عاديا أصبح مصدر فرح صعب المنال.

فقد فقد الإنسان خلال فترة الحجر الصحي العديد من تفاصيل روتينه اليومي ومنها الإستمتاع بالمشي أو الركض أو السباحة على شواطئ البحر.

سكان حي المحيط بالرباط، والذين كانوا بالأمس القريب لا يمنعهم عن التمتع بغروب الشمس أو شروقها شيئ أصبح مجرد عبور الرصيف المؤدي إلى الكورنيش أمرا مستحيلا .

3 أشهر من الحجر و الإنضباط و الصرامة عبر العديد من عشاق البحر من خلال تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن يكون البحر برماله و أمواجه و رداده أول وجهة لهم بعد الحجر.

في هذا السياق قال أحد رواد مواقع التواصل الإجتماعي “مني إسالي الحجر قبل منمشي نشوف واليديا نمشي نضربها بعومة.

ورصدت جريدة Le12 بكورنيش الرباط و تحديدا من إقامة الصباح إلى حدود هرهورة، شوارع رصت بسيارات مختلفة الأشكال والأحجام وعائلات و أسر و أصدقاء خرجوا في موكب احتفالي لمعانقة البحر على طول هذه المسافة، فمنهم من اختار المشي مستمتعا باللموسيقى فيما تسارعت خطوات محبي الرياضة، على طول الرصيف أطفال يسابقون الفرح نحو ألعاب عمومية افتقدت روادها طوال هذه المرحلة فيما جلست النساء مفترشات العشب لتبادل أطراف الحديث.

ما بين أجواء الفرح و شوق لقاء الأطلس لا ينفك المشاهد أن يلاحظ عدم إلتزام المواطنين بالمسافة الصحية و إهمال إرتداء الكمامات، نعم لقد نجحنا في تفادي السيناريو الأسوء لكن يجب أن لا تنسينا هذه العودة المتدرجة نحو الحياة أهم الدروس التي علمتنا إياها الجائحة و أهمها الإنضباط للضوابط الصحية من أجل سلامة الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *