اختارت الجريدة الإلكترونية le12.ma ، وحصريا، مناقشة موضوع كرة السلة المغربية مع مجموعة من الصحفيين المتخصصين الذين “بحت” حناجرهم و“جفت” أقلامهم و”ارتخت” أيديهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، من أجل تقديم صورة متكاملة وحقيقية عن رياضة الأساتذة، عبر التاريخ.

ضيف اليوم، صلاح الدين محسن  الصحفي المتميز والمتخصص بجريدة الصباح، يقدم قراءته لواقع رياضة الأساتذة. والبداية من هنا.

 

رشيد الزبوري

بدأ محسن صلاح الدين مناقشته حول وضعية كرة السلة قائلا ” كرة السلة من الرياضات النبيلة، ويكفي أنها ملقبة برياضة المثقفين، للتأكيد على أن لاعبيها ومسييرها، أناس من الطبقة المثقفة، التي لها مكانتها في المجتمعات المتحضرة، والتي تؤمن بالديمقراطية في كل شيء، لكن للأسف الشديد، فهذا المعطى أضحى شاذا في كرة السلة الوطنية في السنوات الأخيرة، بسبب الابتعاد عن التسيير الموضوعي المتمثل في الامتثال إلى القوانين والأنظمة الأساسية التي تحكم اللعبة، واللجوء إلى التدبير الشخصي للأمور، واعتبار الجامعة جزءا من الممتلكات الشخصية، التي يمكن تسييرها حسب الأهواء، والنتيجة كما ترون، لا شيء يلوح في الافق، بطولة متوقفة منذ سنتين، مشاكل بالجملة في المحاكم الوطنية، وأندية تصارع الاندثار، بعد أن خسرت كل ما لديها، ولم يتبق لها إلا الشوق والحنين للملاعب“.

الغيرة

ويضيف محسن صلاح الدين “صراحة كرة السلة تناوب على تدبيرها الكثير من الرؤساء، ممن أثبتوا غيرتهم عليها، وأعتقد أن الكثير من الزملاء والمتتبعين يعتبرون أن فترة نور الدين بنعبد النبي، تعد الأفضل، في العشرين سنة الاخيرة، وأنا بدوري أشاطرهم هذا الرأي، بحكم أنه من الرؤساء الذين منحوا هذه الرياضة الكثير، وساهموا في إشعاعها على الصعيد الوطني والقاري، وأضحت تنافس كرة القدم في متابعتها، علما أنها من الرياضات الجماعية الأكثر متابعة في تاريخ الرياضة الوطنية، وفي عهده تحققت الكثير من الأشياء الجيدة، أبرزها المركز الوطني بالرباط، وبطولة وأندية قوية، أصبحت تقارع الأندية العربية والقارية على الألقاب، في الوقت الذي لم يرق فيه مستوى المنتخب الوطني إلى نتائج جيدة، على الأقل تلبي طموح بن عبد النبي وفريقه“.

 فؤاد أعمار والضربة القاضية

كما يعتبر صلاح الدين فترة التسيير بالتفويض من قبل الدكتور فؤاد اعمار الأفضل، وقال عنها ” في عهده لم تتوقف  المنافسات الوطنية والمشاركات في التظاهرات، رغم أنه لم يتلق أي  سنتيم طيلة ثلاثة مواسم، محققا رقما قياسيا وطنيا، كما أن في عهده تم وضع الأسس القانونية لجامعة قوية ومنافسات احترافية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، غير أن بعض المسيرين بالأندية والعصب ألفوا العيش في أجواء ملوثة، ولم يستسيغوا ما قام به فؤاد أعمار وفريقه، الذي كان مشكلا من أناس مهمين، ولهم تاريخ كبير في كرة السلة الوطنية، قبل أن تتلقى كرة السلة الوطنية الضربة القاضية على يد مصطفى أرواش الذي أدخلها غرفة الإنعاش، مخلفا وراءه الكثير من الضحايا من لاعبين ومدربين وأندية ومنتخبات“.

غياب دور الوزارة

صراحة أنا أحمل وزارة الشباب والرياضة المسؤولية الأولى في ما تعيشه كرة السلة الوطنية، يضيف محسن صلاح الدين ” والسبب أنها تدخلت بشكل سلبي في جميع الخلافات الدائرة بين المسؤولين منذ 2012، وساهمت بنسبة كبيرة في الوضع الحالي، منذ أن سمحت لنفسها بالتدخل في توقيت جد حساس، لاسيما خلال فترة محمد أوزين، المقال من منصبه على خلفية فضيحة الكراطة”، وشططه في استعمال السلطة دون وجه حق، وإدخالها زمن المؤقت، نقل بعدها الصراع إلى دواليب الاتحاد الدولي، الذي وجه بدوره ضربة قاسية لكرة السلة الوطنية“.

انتخاب أوراش

أسرة كرة السلة الوطنية، يقول صلاح الدين محسن ” لملمت جراحها واستعادت نشاطها بسرعة، في جمع عام تاريخي انتخب فيه مصطفى أوراش رئيسا، الذي يتحمل المسؤولية الكبيرة في ما يحصل الآن بالجامعة، وتسبب في توقف البطولة الوطنية في الموسمين الأخيرين، وشرد الكثير من الأسر، الشيء الذي يفرض على القضاء البت في قضايا المعروضة أمامه ضد هذا الرئيس، الذي طعن زملاءه في الظهر، وأبى إلا أن يخون ثقتهم، لكن ما يندى له الجبين، أن مسؤولين بوازراة الشباب والرياضة تواطؤا معه، وعليهم أن يحاكموا بدورهم“.

 الضريبة

وأشار  أيضا إلى أن “هذه هي الضريبة التي تؤديها كرة السلة الوطنية بلاعبيها ومدربيها وعشاقها، إذ كيف يعقل أن تتوقف موسمين متتاليين، بل حتى في فترة فؤاد اعمار لم تتوقف رغم أن الجامعة لم تتوصل بدرهم واحد، ورغم محاولة بعض الأندية إجهاضها بإعلان اعتذار، شيء سيبقى وصمة عار على المسؤولين عن هذه الفترة، التي توفرت فيها جميع الظروف المالية واللجوستيكية، من خلال دعم الوزراة بمنح مغرية، ونقل تلفزيوني مهم وانخراطات درت على الجامعة اموال مهمة“.

عودة الروح بالمحاسبة

وأفاد ضيفنا “لا يمكن أن تعود الروح إلى كرة السلة الوطنية دون محاكمة المتسببين في ذلك، إذ لا يعقل أن قضايا معروضة على محكمة جرائم الأموال منذ أربع سنوات، ومازالت  يبث فيها، رغم أن المحكمة تتوفر على جميع الوثائق التي تؤكد الاختلالات المرصودة، بل أكثر من ذلك، هناك تقارير افتحاص خطيرة للوزارة في عهد رشيد الطالبي العلمي، ووضعت لدى المجلس الأعلى للحسابات، وتوصيات بوضعها لدى المحاكم المختصة، ولا حياة لمن تنادي، و يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة كما قال دستور المملكة والملك محمد السادس في العديد من خطبه ورسائله، وعدا ذلك يعد استهتارا بالمقدسات الوطنية والتعليمات الملكية“.

الختام مسك

ويعتقد أن مسؤولي قطاع الرياضة أكثر دراية بموضوع كرة السلة، ولا حاجة لهم في من يزودهم بالنصائح، لأن كل شيء مدون في قانون التربية البدنية والرياضة 30-09، وعليهم التقيد بمعطياته، وكفاهم من الاستهتار بنصوصه، وتتبع خطواته بشكل موضوعي، من منح الاعتماد إلى الأندية المتوفرة على الشروط القانونية، قبل منحها الحق في التصويت خلال الجمع العام المقبل، والالتزام بالنظام الأساسي المصادق عليه وفق الضوابط القانونية، وإبعاد الأندية والمسؤولين المتورطين في الوضع الراهن “يختم الزميل محسن صلاح الدين مناقشته للوضع المزري والمحتشم لرياضة المثقفين”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *