بقلم: احمد العلمي

 هل ستتمكن عجلة الاقتصاد العالمي والوطني من الدوران مجددا؟ هو سؤال يقض مضجع الاقتصاديين ومعهم صناع القرار، ورغم أن هؤلاء اخذوا على عاتقهم تحدي الوباء الذي اجتاح الدول، وادخلها في حرب شرسة مع الجائحة، ليدفعها الى اتخاذ اجرءات احترازية وتطبيق الكل للحجر الصحي كآلية للدفاع عن المواطن وتحصينه من الفيروس.

وعودة إلى ما تم البدء به، أي التساؤل حول دوران عجلة الاقتصاد لأهميته وتأثيره عن التنمية، علما أن الاستثمار والرفع من منسوبه، يساهم في تحسين العلاقات التجارية، ودعم الأسواق المالية والترويج للعملة على اختلاف جنسيتها.

يمكن القول أن التجمعات المالية الكبرى، وعلى رأسها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بحيث أخذا على عاتقهما، الدخول على الخط بحكم الأزمة الاقتصادية الحالية،  وتقديم النصح ، باتخاذ اجرءات مصاحبة خصوصا على مستوى دعم المقاولات بكل أصنافها ، لاعتبارين أساسيين الأول متعلق براسمالها واستمراريتها، والثاني يتعلق بالحفاظ على مناصب الشغل،وهما عنصرين هامين في حياة المقاولة، هذه الاخيرة لها ارتباط بالسوق الوطنية، وتقديم خدماتها على أكمل وجه.

وإذا كانت مجموعة من المؤسسات قد أعلنت مؤخرا قرب شروعها في العمل ولو جزئيا، فان ذلك يشجع على أن الدول على علم بقوة دوران الاقتصاد و ايجابياته الاجتماعية، فهو معادلة قوية في منظومة الإنتاج والعرض والطلب، والابتكار وتقديم خدمات راقية في شتى القطاعات الإدارية، والسياحية، والفلاحة ، والصناعية.

إعلان ألمانيا عن قرب رفع الحجر الصحي، تليها الولايات المتحدة الأمريكية المؤكدة على  ضرورة العودة الى الاشتغال لان الاقتصاد تضرر، وكذا إعلان مجموعة “رونو” المغرب قرب انطلاق العمل جزئيا متم شهر ابريل ،  فهذا كله يعد إشارات يستنتج منها أن القضاء على الفيروس هو مسالة وقت ليس إلا، وبالتالي عودة الروح إلى شرايين الاقتصاد الدولي تعطي مبدئيا بشائر أمل في عودة الروح الى كل تفاصيل الحياة.

ولعل المهتمين بالجانب الاقتصادي، الذي يبقى سلسلة مترابطة بين كل الدول بحكم المواثيق الدولية والاتفاقية الثنائية والجماعية على مستوى التجارة الدولية وتحسن مناخ الأعمال، يجلعهم أمام صورة قاتمة غير واضحة بحكم أن هذه الأزمة ليس لها علاقة بما هو مالي بل لها علاقة بما هو صحي، وهو ما يزيد الطين بلة، كون أن من يسهر على التدبير الاقتصادي هو الرأسمال البشري المخطط والمبتكر والفاعل في الحقل ،اي ان الثابت هو البشر والمتحرك هو الاقتصاد، متلازمة متتالية لا مفر منها.

خلاصة القول ان اعين الكل على الاقتصاد، والقادم هم من يحدد عودة الاقتصاد الى حركيته العادية، لتبقى متلازمة التراث اللامادي هي المحور في  المنظومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *