حسين عصيد

 

قبل يومين فقط من انطلاق مظاهرة “مليونية الإسلاموفوبيا” التي ستشهدها شوارع العاصمة الفرنسية، صدر تقرير انبنى على استطلاع موسّع للرأي لمؤسسة “جون جوريس”، يُسلط الضوء على الظاهرة من مختلف مناحيها، كما يعرض حزمة من الإحصائيات بخصوصها، أثارت الجدل في الأوساط الإعلامية والمجتمعية بالمجتمع الفرنسي، خاصة وأن 40 % ممن تم استجوابهم، والمتحدرون من دول اسلامية كالمغرب والجزائروتونس والسنغال، قد أكدوا تعرضهم لمضايقات ذات صلة بالعنصرية خلال مقامهم في فرنسا.

وأفادت صحيفة “لوباريزيان”، التي نشرت التقرير أول أمس الأربعاء، أن ظاهرة “الإسلاموفوبيا” باتت تكتسب أرضية في فرنسا،  وتتمظهر في عدد من السلوكات، خصوصاً ذات الصلة ببحث المسلم الفرنسي عن وظيفة أو سكن، أو أثناء ربطه لاتصال بالمدارس والمؤسسات الإدارية، حيث أن 40٪ من أتباع العقيدة الإسلامية، الذين شملهم استطلاع الرأي، كانوا بالفعل ضحية ردود أفعال عنصرية، خاصة النساء منهم، واللائي تعرض 24% منهن للإهانات والشتم، بل وحتى الضرب خلال الـ 5 سنوات الأخيرة،  أنهن تعرضن للإهانات أو الشتائم خلال السنوات الخمس الماضية، وهي الفترة التي أرخى فيها “التطرف الإسلامي” بثقله على القارة العجوز، حيث شهدت فيه عدداً من الاعتداءات الإرهابية، أوقعت عدداً غير يسير من الضحايا.

وأضافت الصحيفة، أن استطلاع الرأي الذي استقرأ آراء 1007 أشخاص فوق سن الـ 15، وكلهم مسلمون وُلدوا أو استقروا في فرنسا، والبالغ عددهم نحو 5 ملايين شخص، قد أفضى إلى تحصيل إحصائيات شديدة الأهمية، حيث أكد 28% من المستجوبين أنهم تعرضوا لمضايقات الشرطة، وتعرض 24% منهم للميز أثناء بحثهم عن وظيفة، و22% أثناء بحثهم عن سكن.

ويُعاني المسلمون من الاستفزاز اليومي والعنصرية والميز أكثر بـ 50% مما يعاني منه بقية الفرنسيين، يؤكد الاستطلاع، كما يوضح أن ظاهرة “الاسلاموفوبيا” تؤثر على المواطنين الفرنسيين أكثر مما تؤثر على المسلمين أنفسهم، وأنها تؤثر على النساء أكثر من الرجال، وتتركز خصوصاً في المدن الكبرى مقارنة بالبلدات الصغيرة، حيث استشرى نوع من التشنج المجتمعي في البلاد، يمكن ترجمته في ارتفاع أعداد الجرائم المتعلقة بالاعتداء الجسدي في الشوارع والأماكن العامة.

يُشار إلى أن مليونية “لنقول لا للإسلاموفوبيا”، التي ستشهدها شوارع العاصمة الفرنسية بعد غد الأحد، قد جاءت بعد إطلاق نداءات شديدة اللهجة من طرف أحزاب اليسار وجمعيات المجتمع المدني، التي دعت الفرنسيين إلى الخروج والتعبير عن رغبتهم في الحد من ظاهرة معاداة المسلمين، والمنتظر أن يُشارك فيها عدد كبير من الفنانين ورجال السياسة والاقتصاد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *