حسين عصيد

 

أعلنت الحكومة الهولندية تخصيصها غلافا ماليا يناهز 110 ملايين أورو لمحاربة الجريمة المنظمة في البلاد، في أعقاب الجدل الذي أثير منذ  أكتوبر الماضي، بُعيد مصرع المحامي ديرك فيسوم رمياً بالرصاص، الذي كان يترافع في قضية المغربي نبيل التاج، أحد المجرمين “التائبين” الذي كان لسنوات بمثابة الساعد الأيمن لزعيم المافيا المغربي رضوان تاغي، قبل أن ينقلب على هذا الأخير.

وحسب ما أفاد به وزير العدل الهولندي فيرد غرابرهاوس، أول أمس الأحد، “فإن هذا الغلاف المالي لن يُخصص فقط لدعم أجهزة الأمن في مواجهة عصابات الجريمة المنظمة، بل ستُخصص منه تحويلات لحماية الشهود وبعض الشخصيات القضائية النافذة، خشية الوقوع في سيناريو شبيه بذلك الذي حدث للمحامي ديرك فيسوم، وكذلك لتمويل مراكز إيواء الشباب المدمنين والفقراء”.

وأفادت صحف هولندية، بُعيد خطاب وزير العدل، بأن هذا الغلاف المالي المخصص لمحاربة الجريمة كان قيد التداول لشهور، خاصة حين تعالت شكاوى بعض الأقاليم من ارتفاع نسب الجريمة المنظمة فيها، خاصة في مدينتي أمستردام وروتردام، إلا أن قضية مقتل ديرك فيسوم أعادته إلى الواجهة، لتتم عملية تفعيله في مدة لا تتجاوز الشهرين.

ويُعد رضوان تاغي “إمبراطور المخدرات” والمشتبه فيه الرئيسي في جريمة “مقهى لاكريم” بمراكش يوم 02 نونبر 2017، وقد تردد اسمه بقوة أثناء التحقيق مع مرتكبي الجريمة، والذين أدينوا بالإعدام في يوليوز من السنة الجارية، إذ يُعد أحد أعمدة الجريمة المنظمة في هولندا، والتي لها امتداد في عدد من الدول الأوروبية المجاورة كفرنسا وبلجيكا.

يُشار إلى أن تقريرا للشرطة الهولندية، نُشر في فبراير 2018، أكد أن منظمة واحدة فقط من أصل 9 منظمات إجرامية يتم تفكيكها في البلاد كل عام، وأن أغلبية المخدرات المُصادرة في هولندا، والتي تتكون غالباً من مخدرَي الحشيش والماريخوانا، تأتي من معامل في جنوب هولندا تديرها عصابات مغربية، كما أن نصف كميات الكوكايين في أوربا، التي يبلغ إجمالي قيمتها  5.7 مليارات أورو، تأتي عبر ميناء روتردام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *