يحتفل أستاذي عبد الله العروي يوم الثلاثاء المقبل بعيد ميلاده التسعين، أطال الله في عمره ورزقه الصحة والهناء وراحة البال .

أعيد في هذه المناسبة نشر بعض أفكاره في حوار كنت قد أجريته معه قبل أزيد من ثلاثة عقود .

حظيت، وأستعمل هذه المفردة مطمئناً، نعم حظيت بعدة حوارات معه، وكان يقول لي دائماً: أنا أتجنب الصحافيين لكن أتحدث معك تقديراً لك .

أقولها وأشعر بامتلاء داخلي، إذ العروي واحد من أبرز المفكرين والمؤرخين في القرن العشرين والألفية الثالثة.

أعيد نشر بعض ما قاله لي العروي ، وكان قد نشر بعنوان : حدث العروي قال .

  يقول هذا المفكر الاستثنائي :”الديموقراطية لن تحل مشاكلنا لأنها تطرح مشكلات جديدة. ربما تبلورت رؤية جديدة ترى أن حل المشكلات العربية يكمن في الديمقراطية في حين لم يكن العرب قبل عشر سنوات فقط يهتمون بالقضية الديموقراطية. فجأة عادوا يعتقدون أن الحل في الديموقراطية، وهذا غير صحيح، الديموقراطية ستزيد من تعقيد مشكلاتنا. البقاء في إطار تجربة ديموقراطية  لن تحل أي مشكلة. وإنما ستساهم في تعقيد المشاكل لأنها تطرح مشكلات جديدة“.

 يستدرك قائلاً “لم يعد هناك حل آخر إلا بالعودة إلى الديمقراطية  مؤقتاً، ولكن إذا قلنا بهذا الحل وتمكنا من بسط المشاكل على بساط البحث، ربما يضطر المسؤولون إلى مراعاة الرأي العام الداخلي، الذي سيتأثر حتماً بالرأي العام العربي، عندئذ تبدو هناك مخاطرة في العودة إلى أجواء الستينيات”. ويضيف “يجب أن تكون مصطلحاتنا دقيقة، حين نقول بالديمقراطية، هل نعني فعلا ممارسة فعلية؟ بوضوح، لا أتصور أن المستوى الثقافي  السائد في العالم العربي في الوقت الحاضر يمكن أن يعطي للديمقراطية دوراً فعلياً. رغم ذلك أحبذ الممارسة الديمقراطية على الممارسة غير الديموقراطية، وأتحفظ على أن تكون الديمقراطية هي الحل الصحيح لمشكلاتنا. الدليل واضح الآن في السودان ( قيل ذلك عام 1986) المشكلات المطروحة هناك مشكلات اقتصادية، ومشكلات وحدة الأراضي. وهذه مشاكل لا تحلها الديموقراطية، ربما تعين فقط على تلمس الحلول . وأخشى إذا قلنا إن الحل يكمن في الديمقراطية أن نكون عرضة للخيبات إذا لم تأت الديمقراطية بنتيجة”.

عن الأحزاب ودورها في إغناء وإثراء التجربة الديموقراطية يلاحظ العروي ” أن الأحزاب في المغرب لم تجدد نفسها من الداخل“.

وهو يرى “ان هناك الآلاف من الشباب المثقف لم تستوعبهم هذه الأحزاب . الأحزاب في غايتها القصوى، لا بد ان تتحول الى مدارس لتخرج كوادر متمرسة تطعم ماكينة الدولة وأجهزتها“.

لله درك أيها العروي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع عبدالله العروي في حوارات ذات يوم ذات سنة. .أعتزم نشر حواراتي معه في كتيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *