le12.ma -ثقافة

 

رغم أنه فارق الحياة قبل 13 سنة على رحيله، صدرت للأديب المصري نجيب محفوظ أضمومة قصصية يحكي فيها عن الحارة والمقهى والشخصيات المهمّشة، من خلال 18 قصة لم يتضمّنها أي كتاب صدر للحائز على نوبل الآداب، لكنّ الصحافي المصري محمد شعير، أحد مريديه، جمعها ونشرها في كتاب جديد.

وتتألف المجموعة ،التي تحمل اسم “نجيب محفوظ.. همس النجوم”، والتي صدرت عن “دار الساقي” في بيروت، من قصص نشرها محفوظ في تسعينيات القرن الماضي في إحدى المجلات، لكنها لم تُجمع في أي كتاب، مضافاً إليها قصة جديدة من “كنز أدبي” عثر عليه “شعير” لدى ورثة الأديب الراحل.

 

 

وقال محمد شعير، الصحافي في صحيفة “أخبار الأدب” المصرية، والذي دأب على مراجعة وتحليل سرديات “محفوظ”، في مقدمة الكتاب: “عندما منحتني ابنته أم كلثوم صندوقاً صغيراً يتضمّن أوراقاً عدة تخص محفوظ، شعرت بلذة كأنني على وشك اكتشاف مقبرة فرعونية”.. وتابع: “من ضمن الأوراق ملف كامل يضم نحو 40 قصة قصيرة، لكنها لم تُنشر وقت كتابتها، ويعود إليها محفوظ بعد سنوات لينشرها في مجلة “نصف الدنيا”، وظلت 18 قصة قصيرة خارج الأعمال الكاملة، بطبعاتها المختلفة”.

ودرءا لأي شكّ في صحة القصص، أرفق شعير صورة من أصول هذه القصص بخط يد محفوظ، مع الإبقاء على عناوين الأعمال كما اختارها الروائي الراحل، الحائز على جائزة نوبل في 1988.

ومن قصص المجموعة “مطاردة” و”توحيدة” و”ابن الحارة” و”نبوءة نملة” و”أبونا عجوة” و”السهم” و”همس النجوم” و”العمر لعبة و”دعاء الشيخ قاف” وغيرها من الأسماء التي حرص “محفوظ” من خلالها على وصف البيئة الشعبية المصرية.

وقال محمد شعير إن القصص التي ينشرها اليوم لا تختلف عن عوالم نجيب محفوظ الإبداعية، وهي امتداد لحكايات الطفولة التي استعادها في “حكايات حارتنا” (1975) وكذلك في “صدى النسيان” (1999) ولكنها محمَّلة بالرمز وحكمة الشيخ الكبير. وتابع: “تدور القصص في الحارة، عالم محفوظ الأثير المفعم بالحياة، حارة محددة الملامح تنتهي بقبو، حيث يعيش من لا مأوى لهم. ويرتفع فوق القبو (الحصن القديم) حيث تسكن الأشباح والعفاريت”.

وأضاف شعير أن “أبطال القصص فتوات ومجاذيب ومنجّمون وموسوسون وأولياء وأصحاب كرامات وهاربون وشيوخ يراقبون ويتدخلون في شؤون الحارة وحياة أهلها وأئمة زوايا.. وجوه وأقنعة تخفي الكثير”.

وتحدّث معدّ المجموعة، الصحاف محمد شعير، عن مضمون روايات محفوظ وأبطالها وأزمانها، فقال: “في الحارة، ثمة هاربون من ثأر أو تقاليد قديمة، وأحيانا، من أجل الحب أو العمل، وهناك أيضاً عائدون بعد ثراء، هم دائما أصحاب النبوءات والأقوال الملتبسة التي يتبادلها أبطال القصص، فتتحقق على نحو ما ويكون مصيرهم دائما الاتهام بالجنون أو الخروج عن التقاليد”.

يشار إلى أن نجيب محفوظ (1911 -2006) هو أول روائي وقاص عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وهو من أكثر الأدباء المصريين الذين تحولت كتاباتهم إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية.

وكان محفوظ قد أصيب، في أكتوبر 1995، بطعنة سكين في عنقه على يد شابين حاولا اغتياله بداعي “التطاول على الذات الإلهية” في روايته “أولاد حارتنا”، المثيرة للجدل، لكنه نجا من الحادث، الذي أثّر لاحقاً على قدرته على الكتابة بيده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *