خالد أشيبان

هناك فرق كبير بين رجال الدولة الحقيقيين والكراكيز.. عندما تنحى الرئيس المصري مبارك عن الحكم، وبغض النظر عن حصيلته وأدائه في تسيير شؤون مصر، احترمته كثيرا.. وعندما قرر البقاء في مصر، وهو يعلم بأنه من الممكن اعتقاله، هو وأبناؤه، رغم توفره على حلول للخروج من مصر، احترمته أكثر…

ويوم أمس، عندما شاهدت فيديو شهادته أمام المحكمة في قضية اختراق الحدود الشرقية، بين مصر وغزة، من قبَل ميليشيات حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني، ازداد احترامي للرجل أكثر من أي وقت مضى…

كان الرجل جالسا أمام القاضي، وكان أمامه في القفص جميع أعدائه من الإخوان، وكانت الفرصة مناسبة جدا ليَلُفَّ حبل المشنقة حول أعناقهم في رمشة عين.. لكنْ، ولأن الرجل رجل دولة بامتياز، فقد رد على أسئلة القاضي بالامتناع، لأن الأمر يتعلق بأسرار الدولة وبمعلومات قد تمس الأمن القومي لمصر.. وأخبر القاضي بأنه لن يتكلم إلا إذا حصل على إذن من رئيس مصر الحالي وقائد القوات المسلحة، لأن واجب التحفظ المفروض عليه كرئيس سابق وقائد سابق للقوات المسلحة لا يسمح له بالحديث وإفشاء أسرار الدولة…

لم يستغلّ الرجل الفرصة للانتقام من أعدائه ولم يستهتر بأسرار الدولة، رغم قضائه سنوات في السجن ورغم ما تعرض له، هو وأبناؤه وعائلته، خلال الثماني سنوات التي مضت.. وحقَّ له لقب “رجل دولة حقيقي” بامتياز!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *