تقي الدين تاجي

عاد عبداللطيف وهبي مرة أخرى، إلى مغازلة حزب العدالة والتنمية، “مؤكدا أن حزبه سيتحاور مع الجميع، وسيقبل بوجود الجميع، ووجهات نظره سيعبر عنها في كل القضايا المطروحة، ولا إعتبار في اشتغاله لما يسمى بـ”الخطوط الحمراء”.”

وأبدى وهبي إصرارا غريبا، على مناقضة، تصريحات قياديي ومؤسسي الحزب، الذين ما فتئوا يؤكدون في كل مناسبة، أن “البام” تأسس، من أجل “محاربة الإسلام السياسي”.

وسبق  لحكيم بن شماش، التأكيد صراحةً في كلمته خلال الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر حزبه المنعقد بالجدبدة سنة 2020،  “أن من أهم دواعي تأسيس “البام”، هو حماية المشروع الديمقراطي والحداثي من قوى الإسلام السياسي، والمركب الريعي والمصالح المرتبطة به” على حد تعبيره. 

ويبدو أن عبداللطيف وهبي، قد عقد العزم على مخالفة، مواقف حزبه، في سبيل الصعود الى الحكومة، ونيل صفة وزير.

وفي محاولة منه لإضفاء نوع من البرغماتية، على خطابه، أوضح وهبي، خلال حلوله ضيفا على برنامج “مواجهة للإقناع” الذي تبثه قناة “ميدي آن تيفي”، مساء أمس الأحد 4 يوليوز الجاري، أن التحولات التي شهدها الحزب مؤخرا شملت وجهات النظر حول الخطاب السياسي والتصور حول العملية الديمقراطية والشأن الانتخابي.

وفي رسالة مباشرة إلى حزب العدالة والتنمية، قال وهبي ضمن ذات اللقاء “أنه ما دامت هذه الأحزاب تتفق على الثوابت الوطنية، فالاختلاف معها سيكون حول الجزئيات.”

ويعيش حزب “البام” حالة من التصدع، في ظل توالي الاستقالات الجماعية، على مستوى عدد من فروعه، في وقت يسعى فيه وهبي، الي استباق نتائج الانتخابات، بفتح الباب على مصراعيه، لعقد تحالافات فضفاضة،  شرطها الوحيد هو ضمان مقعد مريح لزعيم البام في الحكومة المقبلة.

ويشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يبادر فيها وهبي، إلى إرسال إشارات تودد وضاحة، إلى حزب المصباح، إذ سبق للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ، مغازلة البجيدي، نهاية الشهر المنصرم، بقوله أن البام سيكون أول المهنئين لحزب المصباح، إذا صوت الشعب المغربي لصالحه في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وأضاف وهبي خلال حلول  ضيفا  على طلبة جامعة محمد بنعبد الله بفاس، قائلا : تجمعنا بحزب العدالة والتنمية الثوابت لكننا نختلف في التصور وإدارة الشأن العام، هدفنا تكريس الديمقراطية وتقويتها والاستناد عليه

وأوضح وهبي أن هناك أحكاما كثيرة تلتصق بالبام تحكمها المصالح والصراعات، وهذه الأحكام بحسبه خلقت تناقضات ساهمت بشكل كبير فيما كان يعانيه الحزب من ضعف سياسي وإيديولوجي وخطابي

وكان هبي قد عبّر، في أكثر من مناسبة، أنه لا مانع لديه في التحالف مع حزب العدالة والتنمية، بعد انتخابات 2021، مؤكدا في تصربحات اعلامية بأن كل الاحتمالات واردة.

وتجمع وهبي، علاقات صداقة وطيدة بقياديين من حزب البجيدي، في مقدمتهم الأمين العام السابق عبدالاله بنكيران، وكان وهبي من أولى الشخصيات التي زارته في بيته، عقب اعفائه من رئاسة الحكومة سنة 2017

ويؤاخذ  البعض على الأمين العام لحزب البام، دفاعه المستميث، عن حزب البجيدي، ورفضه القاطع لتشكيل أي تنسيق أو تحالف سياسي ضده،  وهو الأمر الذي يربطه البعض الآخر، بمراهنة وهبي على هذا الحزب، لتحقيق طموح قديم، في الدخول الى الحكومة، وحمل صفة وزير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *