تقي الدين تاجي

يبدو أنّ الشعب المغربي هو من سيجهش بالبكاء، هذه المرة بعدما خرج عليه عزيز الرباح، لينتقد قطاعات الاقتصاد والمالية، والسياحة والفلاحة، وكأن هاته الأخيرة، وزارات ضمن حكومة “الهونولولو”، وليست هيئات تابعة لحكومة المغرب، التي يقودها ويا للغرابة، حزب العدالة التنمية، منذ ما يقارب العقد من الزمن.

ويقول الرباح، في حوار مصور مع إحدى المواقع إن “المغاربة أذكياء، فلا يمكن أن تتجول في المغرب وتقول إنك ستصلح البلد، بينما أنت في الحكومة منذ 30 سنة… حشومة لا يليق، حزب يسير قطاعات مهمة: المالية والاقتصادية والصناعية والفلاحية والسياحية ويسير جهات وجماعات وكأنه في المعارضة، ولا يوجد في التسيير”.

ولنعد تدوير بكرَة الشريط قليلاً، ونتذكر من كان بالأمس البعيد كما القريب، يذرف الدموع في المهرجانات الانتخابية، ويمسح “خنونته” (حاشى السامعين والقارئين)، بـ “ورق الكلينيكس”، وهو “يتنخصص” على الشعب المغربي الطيب، “حكا والواد” “ما خلاوناش نخدمو”، وأن “التماسيح والعفاريت” تتربص به وبحكومته وحزبه، وهو الذي كان خارجا لتوه، من مأدبة، افترس فيها الطبقتين المتوسطة والفقيرة دفعة واحدة، بقرارات لم تطبقها حتى الأحزاب الرأسمالية المتعفنة، إبان الكساد الأكبر، الذي أعقب انهيار بورصة “وول ستريت” بالثلاثاء الأسود عام 1929.

ولنتابع معا “مانشيتات الجرائد” من 2011 الى غاية اليوم، ولنلقي نظرة متفحصة على عشرات المقالات، التي تحدثت عن فشل حكومة عبدالإله بنكيران، فشلا ذريعا على جميع الأصعدة والنواحي، وتأكد عجزها في كل القضايا والملفات الكبرى، واختار رئيسها، التوسل بالحلول السهلة، عبر انهاك المواطنين، بالزيادات والاقتطاعات، وتمديد سن التقاعد، بينما استفاد “الزعيم المفدى”، من معاش “مهوّر” بـسبع ملايين “كل مليون ينطح خوه”…”وإن كنتِ ناسي أفكرك”.. “ياما كان غرامي بيسهرّك”.

والحق أنّ الواحدُ منّا يعجز، عن تصنيف حربائيات الاخوة الأباجدة. فهل نصنفها ضمن وثائقيات “ناشيونال جيوغرافي”، أم ضمن الجزء الثاني لمسلسل “دواير الزمان”، بعدما احترقت كل أوراقهم، وباتوا فقط “يدَوِرّون” عيونهم، بحثا عن شخص يهاجمونه، أملاً في تشتيت الأنظار عن سوأتهم التي انكشفت بفعل عوامل “التعرية” اللي “عرّاو” الشعب، منذ مجيئهم على رأس هاته الحكومة “المزغوبة” .

ويسترسل الرباح، في حواره “البهلواني”، متوجها إلى رئيس التجمع الوطني للأحرار دون أن يذكره بالإسم  بمغالطات خاوية في عامرة للشعب، قائلا “لا يليق أمام ذكاء المغاربة أن تذهب إلى البوادي بخطاب الشفقة عليهم، وأنت تسير القطاع المعني بالعالم القروي، .. الأمر نفسه حين تتحدث عن الاستثمارات الصناعية في عدد من المناطق وعن مشاكل التجار، فالمرجو احترام ذكاء المغاربة والعهد الذي بيننا”.

لقد حاول رباح معاندة الواقع دون جدوى، واقع تهريب فشل وزراء البيجيدي خلال الأزمة التي عاشتها اليلاد، عن أنظار المغاربة، وممارسة لعبة خلط الأوراق بمهاجمة وزراء الأحرار دون غيرهم.. متانسيا أن المغاربة يعرفون أنه لا ترمى بـ”الحجارة إلا الأشجار المثمرة”، تماما كما يعرفون من دخلوا السياسة بـ”الإيركاط ويركبون اليوم الكاط كاط”..ويقولون هل من مزيد.. راه الحبة والبارود من دار المزلوط.

ومما لا شك فيه، أن الحديث عن هذه اللفتة الرباحية تجاه عودة البكائية البيجداوية، ستبقى ناقصة، بغياب “الحكواتي”، الذي غادر المسرح مبكرا، وإلا لما وجد الرباح مكانا في ساحة “العجائب والغرائب”، ليقص علينا قصته “المملة”، التي لم تعد تقنع أحدا، وليشنف أسماعنا بتلك الشعارات “الجوفاء” “ديال الوفاء بالعهد” و”هلم جرا من هَيْلامان وبلا بلا بلا”، لم تعد تنطلي حتى على الرضيع في حِجر أمه، ولربما كنا سنسمع حينها “مول الحلقة شخصيا”، وهو يصرخ في وجه “خونا عزيز” حاملا  ” بندير ضريب الطر”،  قائلا له:”قضيتك حماضت الرباح، وا شد الصف مع خوتك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *