* جمال اسطيفي
منذ أن قرر عبد السلام وادو دعم الجزائري خير الدين زطشي لعضوية مجلس الفيفا في الانتخابات المقررة في 12 مارس الجاري بالرباط على حساب ابن بلده فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والكثير من الجدل يعتمل في مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن وادو وجد نفسه في مرمى النار..
هناك من اعتبر ما عبر عنه وادو رأيا شخصيا وأن له كامل الحرية في ان يدعم من يشاء من المرشحين، وزاد الطين بلة، أن زطشي الذي اختار وادو دعمه هو نفسه لا يحظى بالدعم في الجزائر، ويتعرض لانتقادات  واسعة واتهامات تطال حتى التدبير المالي..
وهناك كثيرون اعتبروا ما أقدم عليه وادو بأنه خيانة في ظرفية دقيقة تجتازها العلاقات السياسية بين المغرب والجزائر، وذهبوا حدا تجريده من وطنيته..
وادو ولكي يخفف من وطأة ما جرى عاد ليقول أن الرياضة وسيلة للسلم، وأنه لا يحشر نفسه في السياسة..
فهل ما قام به وادو يجرده فعلا من وطنيته ومن جنسيته المغربية، أم أن الأمر يتعلق بخطوه انفعالية متسرعة و غير محسوبة وحالة نفسية للاعب تحكمت في الكثير من قراراته وهو لاعب ثم وهو مدرب في مرحلة البدايات..
وادو هو كتلة من المتناقضات..هو الشيء ونقيضة..
وادو الذي تم تجريده من وطنيته هو نفسه وادو الذي تبرع بمائة مليون سنتيم للحساب المخصص لمحاربة كوفيد، في وقت لم تتبرع فيه اسماء وازنة واستفادت من خيرات المغرب ولو بسنتيم، مع انها غارقة حتى اذنيها في الريع، وهو نفسه وادو الذي يتبرع للمهمشين من أطفال بلدته بتنغير، دون أن يحدث ضجيجا كبيرا..
وادو الذي يطالب اللاعبين بالانضباط وعدم الانفعال هو نفسه وادو الذي ترك المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا بمالي 2002 وحزم حقائبه إثر خلاف بسيط مع المهاجم كماتشو، وهو نفسه وادو الذي ذرف الدموع بعد الخسارة أمام تونس في نهائي كأس إفريقيا للأمم 2004، وهو نفسه وادو الذي مازال قائم مرمى ملعب رادس شاهدا على حزنه الشديد بعد ضياع بطاقة التأهل لمونديال ألمانيا 2006 إثر تعادل مع تونس بهدفين لمثلهما، وهو نفسه وادو الذي تسبب في انقسام كبير بالمنتخب الوطني زمن علي الفاسي الفهري عندما هاجم بدون سبب لاعبي المنتخب الوطني الذين يلعبون بالخليج، لأنهم في رأيه لا يستحقون اللعب للمنتخب الوطني، وهو نفسه وادو الذي سيلعب في الخليج وتحديدا بقطر، وسيستمر في حمل قميص المنتخب الوطني قبل أن يتراجع أداءه ويتم إبعاده، وهو نفسه وادو الذي يثير الجدل اينما حل، كما حدث مع مولودية وجدة، الفريق الذي منحه فرصة من ذهب وبعقد يمتد لأربع سنوات، لكن وادو عاد ليدخل في مشاكل كبيرة، موجها سهامه في كل الاتجاهات..
هل أخطأ وادو في التعبير عن رأيه وهل اخطأ في اختياره؟
في رأيي، لقد أخطأ وداو وخانته اللياقة، وهذا ليس مبررا لتجريده من وطنيته..
لكن، ألا يعرف وادو ان زطشي دبج بلاغا رسميا وارسله للكاف احتجاجا على تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للفوتسال بالعيون، بل وقاطع اجتماعات الكاف بالعيون..
دعم زطشي ليس اختيارا رياضيا، إنه منح مقعد وصوت في الفيفا والكاف لنظام وشخص يناوئ بشكل مباشر الوحدة الترابية للمغرب..
إذا كان وادو يريد ان يشكر زطشي على الفرصة التي منحها له باجتياز دورة تدريبية مع المنتخب الجزائري، فقد كانت هناك ألف طريقة لذلك، كما أن عدم الحصول على فرصة للعمل داخل الجامعة ليس مبررا لخلط الأوراق
بعض من التعقل والرزانة والكياسة مطلوبة..
*ناقد رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *