لحسن السعدي

في الوقت الذي تترقب فيه شبيبات الأحزاب الممثلة في البرلمان تفاعلا ايجابيا من طرف الأحزاب المغربية مع المذكرة المشتركة التي تم تقديمها للأمناء العامين ورؤساء الأحزاب بغاية تعزيز تمثيلية الشباب في المجالس المنتخبة بمختلف مستوياتها الترابية، تتفاجئ هاته الشبيبات اليوم بتصريح غير مفهوم للأستاذ عبد الله وهبي يدعي فيه بأن وزارة الداخلية قد حسمت في موقفها من اللائحة الوطنية للشباب، وقضت بتحويل المقاعد المخصصة للشباب لفائدة النساء لتصبح اللائحة الجهوية للنساء متكونة من 90 مقعدا. 

وإزاء هذا التصريح، لا يسعنا اليوم كشباب إلا أن نعبر عن امتعاضنا من التناول المبخس لمكانة الشباب في المشهد السياسي الوطني، وتعمد الاساءة للشباب المغربي وتصويره على أنه يلهث وراء مناصب ريعية، في حين أن اللائحة الوطنية للشباب هو مكتسب مشروع لهاته الفئة التي تتطلع للمساهمة في اتخاذ القرار السياسي في البلاد عبر هاته الآلية التي لامفر منها في ظل صعوبة ترشيح الشباب في الاقتراع المباشر لأسباب متعددة معروفة لدى الجميع. ولقد أتبثث التجربة أن اللائحة الوطنية للشباب قد قدمت أطرا وكفاءات من مختلف الأحزاب استطاعت أن تبرز بقوة في المشهد السياسي وتساهم في تجويد العمل البرلماني وتغني الحصيلة التشريعية لمجلس النواب. وبالتالي فإن التلويح بإلغاء هاته الآلية بدون تقديم بدائل مةضوعية وناجعة هو حيف وتراجع حقيقي ستكون له نتائج وخيمة ولن تزيد إلا في العزوف الانتخابي والسياسي.

ردود سياسية وشبيبة تهدم مصداقية مزاعم إلغاء الداخلية للائحة الشباب

إن الملك محمد السادس، هو الداعم الأكبر لفئة الشباب والمؤمن والمساند دوما لمبادرات الشباب والداعي الدائم لتمكين الشباب من القرار في مختلف المسؤوليات، غير أننا نلاحظ أن هناك نخبا سياسية تأبى ألا تلتقط رسائل جلالة الملك، وتفضل أن تظل وفية للمقاربات الكلاسيكية والعقليات المتحجرة التي أدت فيما مضى وفي وقتنا الحالي الى قطيعة وأزمة حقيقية بين الشباب والسياسة. 

وإذا صح أن هناك توجها لدى أطراف معينة لإلغاء لائحة الشباب، فإن مهمة الشبيبات الحزبية ستكون جد صعبة في إقناع الشباب المغربي ليقبلوا على صناديق الاقتراع خلال الاستحقاقات المقبلة. فأي خطاب سيصلح للاقناع في ظل غياب أو تغييب للوجوه الشابة؟ وأي تحفيز لهاته الشبيبات لتلعب الأدوار المنوطة بها في التأطير والمواكبة وتدبير الحملات؟ أليست هاته الأساليب الاقصائية هي السبب الرئيسي في نفور الشباب من العملية السياسية والانتخابية؟ 

وبالتالي فلا يمكن التكهن أبدا بنتائج مثل هكذا قرار غير مدروس العواقب، غير أن التابث هو أن التجربة الديمقراطية لبلدنا ستتضرر في وقت يطمح فيه الجميع لتحقيق نجاح حقيقي في ظل ظرفية عالمية صعبة ومصيرية تأتي في سياق البحث عن نخب قادرة على الرقي بالوطن عبر معالجة تأثيرات جائحة كورونا الاقتصادية والاجتماعية.

 ولا ريب أن الشبيبات الحزبية المنظوية تحت الائتلاف الذي صاغ المذكرة المشتركة التي قدمت للأحزاب السياسية ستقوم بدورها الكامل في الترافع حول أحقية الشباب المغربي في التمثيلية الانتخابية، وستسلك مختلف الوسائل المشروعة لتحقيق هاته النبلية النبيلة. 

*رئيس منظمة شبيبة التجمع الوطني الأحرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *