صوفيا لعمالكي

بطلب من رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني استقبل مساء أمس، الكاتب العام لرئاسة الحكومة وأعضاء ديوان رئيس الحكومة، وفدا عن حكومة الشباب الموازية، من أجل تقديم وثيقة حكومة الشباب الموازية حول مغرب ما بعد جائحة كورونا.

وعبر مستشارو رئيس الحكومة، وفق بلاغ توصلت جريدة le12.ma  بنسخة منه، عن الاهتمام الجيد الذي يوليه رئيس الحكومة لمبادرة حكومة  الشباب الموازية حيث نوه بالعمل المهم الذي تقوم به خصوصا خلال فترة الحجر الصحي التي ساهمت بشكل كبير من خلال تأطير الشباب  المغربي عبر مجموعة من المبادرات.

و قدم وفد حكومة الشباب الموازية التي يترأسها إسماعيل الحمراوي، مذكرة حول مغرب ما بعد كوفيد 19، والتي تضم عشرة محاور رئيسية تهم التدابير الاقتصادية الاجتماعية والبيئية الضرورية التي ينبغي تبنيها من أجل بناء مغرب جديد لما بعد الجائحة، وهي مذكرة على شكل إقتراحات إجرائية بعنوان : مغرب ما بعد كوفيد-19:إعطاء نفس جديد للسياسات العمومية من أجل إشعاع سوسيو اقتصادي مستدام و مندمج.

وترى حكومة الحمراوي، أن قطاع التشغيل والإدماج المهني في المغرب تأثر بشدة في زمن جائحة كرونا، وذلك بعد اتخاذ عدة إجراءات لاحتواء تفشي الوباء وسط المقاولات، وتوقيف أنشطتها بشكل دائم أو مؤقت في شهر أبريل المنصرم.

ودعت ا في مذكرتها إلى تعزيز وتقوية دور الوساطة والتفاوض بين المستخدمين والمقاولات، وتطوير ودعم “العمل عن بعد”، والتمويل عبر القروض الصغرى لفائدة الشباب العاطل.

وأكدت على ضرورة إعادة الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني، التي باتت تشكل تحديا كبيرا مع بداية السيطرة جزئيا على انتشار الفيروس، لذلك، تضيف الوثيقة، وأمام هذا الوضع الاستثنائي، ينبغي عمل جرد وتقييم لمجموعة من العناصر يشكل أبرزها “عدم قدرة تحمل الشركات الصغرى والمتوسطة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي فرضتها الجائحة.

وتقترح حكومة الشباب الموازية أن تتمركز الصناعة أكثر فأكثر على المراحل الأولى من سلسلة التوريد، وذلك بالاعتماد على التحويل الصناعي والتصميم، بحيث تكون هذه الأخيرة الأكثر جلبا للقيمة المضافة، مع إضفاء الطابع الصناعي على النشاط الفلاحي لاستغلاله بشكل جيد، (من قبيل إعادة استغلال النفايات، والمعالجة الزراعية والدفع إلى تطوير الخدمات اللوجستية..).

وعلى مستوى الأمن الطاقي، تقترح  الوثيقة الرفع من نسبة الطاقات المتجددة داخل”المجموع الطاقي”، وهيكلة وتجويد قطاع النجاعة الطاقية من أجل تحقيق خطة الانتقال الطاقي كأساس للانتقال الايكولوجي، وذلك عبر تطوير صناعة الطاقات النظيفة والخالية من الكربون، وكذا تحفيز الصناعات الأكثر استهلاكا للطاقة على إنتاج طاقتها.

وأوصت الحكومة الموازية للشباب أيضا بتعديل قانون الماء رقم 15-36، وإدراج عدادات بالآبار مع نسب مئوية لضخ المياه من أجل التحكم في الاستهلاك، مع إنشاء محطات تحلية المياه.

وعلى مستوى نظام التخطيط الحضري بالمغرب، تقترح المذكرة ضرورة إرساء إطار قانوني يتميز بالمرونة عبر تعزيز التعمير التفاوضي عوض التعمير التنظيمي، وذلك من أجل تعمير مرن ومتجدد، وفتح المجال أمام المبادرة الاستثمارية وإدراج الأسس والطابع القانوني لمفاهيم جديدة في التعمير العملي كضم الأراضي في المجال الحضري.

وأفادت الوثيقة أن جائحة “كوفيد-19” مناسبة لمراجعة وتحسين ميدان التعليم والتكوين والبحث العلمي، والعمل على إعادة هيكلته وفق متطلبات حضارة العصر، مشددة على ضرورة  الرفع من شأن البحث العلمي وزيادة الميزانية المخصصة له وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص وإحداث تناغم علمي وعملي بينهما.

وأكدت المذكرة الحاجة إلى الابتكار في مجال الفلاحة على جميع المستويات، (من قبيل مجموعة جديدة من النباتات والآلات والمواد والمعدات الزراعية)، داعية في هذا الصدد، إلى إنشاء مركز للابتكار الزراعي المستقل، وتشجيع المؤسسات ورأس المال على رعاية أفكار الباحثين المغاربة.

واعتبرت الوثيقة أن الأزمة الحالية أبانت عن الحاجة الملحة إلى دولة إجتماعية قوية بمؤسساتها، مشددة على ضرورة العمل بكل مسؤولية من أجل تفعيل التوجهات السياسية للدولة بالتوفر على أرضية سياسية قوية، وبأدوار واضحة وصارمة، من أجل التأسيس لشراكة فاعلة بين الفاعلين الأساسيين في برامج التنمية و مجتمع مدني مواكب ومنتج ومساهم.

ودعت الوثيقة، إلى تأهيل الممارسة السياسية والمدنية وتطوير مهام وصلاحيات المؤسسات السياسية المنتخبة وطنيا وترابيا، وإعادة النظر في النظام الانتخابي المغربي بشكل مستعجل، حتى يتلاءم مع التصور الجديد للممارسة السياسية في المغرب،  مع مراجعة التقطيع الانتخابي بما يلائم إرادة الناخبين واحترام إرادة الصناديق.

 

النسخة الفرنسية لمذكرة حكومة الشباب الموازية حول مغرب ما بعد كوفيد 19

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *