توفيق صولاجي

ولد النمط الاستثنائي لمناحي الحياة  الذي يعيشه المغرب ككثير من البلدان في العالم بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، تقلبات اجتماعية ونفسية لدى العديد من أبطال رياضات الكيك بوكسينغ والمواي طاي، الذين اعتادوا إلى وقت قريب على الأجواء الحماسية التي ترافق استعداداتهم لمختلف المنافسات الرياضية.

  فقد وجد هؤلاء الرياضيون أنفسهم وبدون سابق إنذار وجها لوجه أمام وضع نفسي خاص دفعهم إلى البحث عن سبل بديلة بغية التغلب على الرتابة التي لم يعتادوا عليها وهم ملتزمون بالحجر الصحي داخل منازلهم .

  وفي هذا الصدد، أكد المستشار التقني بالجامعة الملكية المغربية للكيك بوكسينغ والمواي طاي الصافات والرياضات المماثلة ،لحسن الهلالي، أن الأبطال المغاربة الذين عودتهم ممارسة رياضتهم المفضلة على التشبث بالأمل والتفاؤل، لم يستكينوا لرتابة الوضعية الراهنة التي فرضتها الجائحة، وبادروا إلى البحث عن سبل بديلة للتأقلم مع النمط الجديد للتداريب التي باتوا يمارسونها بمنازلهم ولو بإمكانيات ومعدات بسيطة وغير تلك التي ألفوها داخل أنديتهم.

  وأضاف، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأبطال المغاربة انخرطوا ضمن بطولة عربية افتراضية أطلقها منذ أسبوع الاتحاد العربي لرياضات الكيك بوكسينغ تحت مسمى ” البطولة العربية للشادو كيك بوكسينغ، هذه التظاهرة الاستثنائية التي جاءت لكسر طوق الملل ووجدت صدى واسعا في أوساطهم.

  وقال إن هذه المنافسة الخاصة لا تقتضي سوى تسجيل استعراض مصور للبطل وهو ينازل خصما افتراضيا، حيث يكون ملزما بتوظيف كل التقنيات المسموح بها ضمن الصنف الرياضي الذي اختاره، بعدها يتم عرض هذه الشرائط المصورة على لجنة خاصة من الحكام تتكفل بتنقيط أداء المتنافسين اعتمادا على معايير دقيقة من بينها سرعة وصعوبة التقنيات المستعملة والحفاظ على التوازن وجمالية الأداء.

  وكما كانت المشاركة المغربية متميزة خلال المنافسات العربية السابقة، فإن هذه البطولة الافتراضية عرفت أيضا مشاركة مكثفة للأبطال المغاربة الذين اجتاز أغلبهم  المرحلة الأولى منها .

  وشدد الإطار الوطني، على أن الإدارة التقنية للجامعة تحرص على حث الأبطال وتحفيزهم على مواصلة تداريبهم بالمنزل، بغية تجاوز هذه المرحلة التي يفرضها الحجر الصحي، والخروج منها بأقل الأضرار بدنيا ونفسيا، في انتظار ماقد تسفر عنه الأيام القادمة من قرارات يمليها تطور الوضع الصحي .

 وأوضح لحسن الهلالي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس اللجنة الاحترافية، أن تواصل اللجنة التقنية المستمر بالعناصر الوطنية في هذه الظرفية الاستثنائية يروم تشجيعهم على الاستمرارهم في الحفاظ على لياقتها البدنية العالية والاستعداد على نفس المنوال، خاصة أن أغلبهم كانوا ضمن معسكر تدريبي مغلق بمعهد مولاي رشيد للرياضات تحسبا للمشاركة في الدورة الثانية للبطولة الإفريقية للمواي طاي بتونس قبل إلغائها في آخر لحظة بسبب التدابير الاحترازية التي فرضتها هذه الجائحة.

 وكان من المقرر ، يتابع الهلالي، أن يعود المنتخب الوطني للدخول ثانية في معسكرات تدريبية أخرى استعدادا لبطولة العالم للمواي طاي، التي كانت مقررة هي الأخرى شهر يونيو المقبل بمدينة أبو ظبي الإماراتية، قبل أن يقرر الاتحاد الدولي للمواي طاي تأجيلها إلى شهر أكتوبر المقبل بسبب الوضع الصحي الذي يشهده العالم.

 وخلص المستشار التقني للجامعة، إلى أن هذا التأجيل من شأنه أن يمنح الأبطال المغاربة فرصة أخرى للاستعداد بشكل أكبر، سيما وأن العديد منهم حقق مؤخرا نتائج متميزة خلال مختلف الاستحقاقات الدولية، كسفيان مرزاق بطل العالم للفول كونتاكت وبطلة العالم للمواي طاي مريم موباريك العائدة للمنافسة من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *