يلوح البعض باحتمال وجود مؤامرة وراء هذا الوباء الخبيث، وأن الأمر مدبر بليل من طرف أمريكا لعزل الصين أو من الصين لضرب الغرب. وربما أن هناك شركات أمريكية تريد توسيع أرباحها افتعلت هذا الوباء.

يعني الوباء حقيقي، لكن بدايته كانت تدبيرا.

كل شيء ممكن. 

واقعيا: العالم تقوده الرأسمالية المتوحشة، وتقوده قوى غربية لا خلاق لها، والعالم بيد شيطان يدبر أمره. 

هؤلاء هم الذين قتلوا ملايين البشر في الحرب العالمية الأولى من أجل المصالح. 

هم الذين قتلوا ملايين البشر في الحرب الثانية لنفس الأهداف.

هم الذين قتلوا عشرات الملايين في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في المرحلة الاستعمارية من أجل مصالحهم. 

هم الذين قسموا العالم وأسسوا الأمم المتحدة لكي يكونوا دائما هم الغالبين.

هم الذين كتبوا القوانين الدولية والمواثيق وكان دورنا نحن التوقيع.

هم المقصودون بعبارة “المجتمع الدولي”، لأنهم الأقلية الغالبة التي يجب أن تلتحق بها الغالبية المهزومة. 

هؤلاء هم الذين تفاخروا بأنهم قضوا على العبودية والرق، ثم أنشأوا نظاما عالميا مبنيا على عبودية ورق جديدين، فجعلوك تصفق لزوال الرق بينما عنقك داخل أنشوطة الرقيق الأبيض.

احتفلوا بإزالة العبودية من إفريقيا، وكانت إفريقيا سادة وعبيدا، ثم جعلوا الجميع عبيدا وهم السادة.

هؤلاء الذي حاربوا الأديان ثم صنعوا لك دينا جديدا هو الاستهلاك. وحاربوا فكرة الجنة وقالوا لك الجنة فوق الأرض لكي يقتل بعضنا بعضا في الزحام، ومن يدمر الآخرين ويفوز يحصل على الجنة.

إنها أخطر نموذج حضاري منذ الرومان الذين كانوا يقتلون ويحرقون، لا دين لهم ولا ملة بطريقة فجة، لكن هؤلاء اليوم يفعلون نفس الشيء بشعارات جميلة نصفق لها ضاحكين.

إنه النموذج الغالب الذي يفرض نفسه بقوة القوة وقوة الإعلام. 

فأنت تفكر من داخل دماغهم. حتى عندما تناقشهم تناقشهم بأسلوبهم. 

كل الوكالات هي وكالاتهم. لا تستطيع أن ترى الصورة المقابلة سوى الصورة التي يروجونها لك.

لا ترى الرواية الصينية. لا ترى الرواية الروسية. لا ترى الرواية الفنزويلية. لا ترى الرواية الإيرانية. 

هناك رواية واحدة للعالم بلغات مختلفة، أمريكية بريطانية فرنسية ألمانية. هي أنواع مختلفة للنمر. 

لا يميز النمر بين الفريسة والفريسة. لكن الفريسة تميز بين النمور.

والفريسة اليوم ضحية لفيروس، إذا قتلها ستموت، وإذا عاشت ستعود إلى أحضان النمر. 

الدكتور إدريس الكنبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *