هشام الضوو ــ الجديدة

يبدو أن المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، ماض من ساعة إلى أخرى في تفجير المزيد من المفاجآت والفضائح المتوجة بالاحتجاجات، بينما تُنسج في الكواليس”مفاوضات”  وترضيات وتوزيع للأدوار، وحتى إنزالات، في إنتظار ساعة الحسم في من سيكون قائدا لحزب “التركتور”، المثقل بالأعطاب.

بعد نسف الجلسة الافتتاحية، عبر إحتجاجات على خروقات اللجنة التحضيرية، برئاسة سمير كودار، عادت اليوم السبت الاحتجاجات لتوقف جلسة اليوم الثاني للمؤتمر الرابع، التي تميزت بإعلان الثري الوجدي هشام الصغير، إنسحابه من سابق على الأمانة العامة لحزب”البام”.

قبل العودة إلى أحداث اليوم، دعونا نلقي نظرة بالعين الثالثة على ما جرى وصار في ليلة تفجير جلسة إفتتاح مؤتمر “البام”.

المؤتمرين كاعيين بالمزيان !

“هادشي مايمكنش، هادشي راه هو العبث، حنا جينا من تازة للمؤتمر وحنا مؤتمرين، ومالقيناش أسماء ديالنا فاللوائح”، هكذا كان يتحدث أحد المؤتمرين لـ”le12.ma”  بعدما اكتشف هو وآخرون عن عدم تسجيل أسمائهم في اللوائح من طرف اللجنة المنظمة. لتنطلق الاحتجاجات مع حراس الأمن التابعين لشركة الحراسة بالاعتداء والضرب استدعى حضور سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى أقسام المستعجلات.

في المقابل حاولنا الاستفسار عن الموضوع من طرف اللجنة التحضيرية لتؤكد أن هناك ارتباك على مستوى الجهة المكلفة بالطبع وأن هناك فقط أخطاء مطبعية وليس كما يدعي البعض بأن اللجنة التحضيرية تسعى إلى مبدأ “الانتقائية” والتهميش وإقصاء جانب على جانب آخر.

آش هاد الحگرة اللي حنا فيها

بعد صراع طويل “باش تاخد البادج ديالك بالنسبة للمؤتمرين”، فضح مؤتمرون باميون يتحدرون من الصحراء، ما قالوا إنه “ميز فندقي”، مارسته بحقهم اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي يترأسها سمير كودار، احد ابرز وجوه “تيار المستقبل” بزعامة مرشح الأمانة العامة عبد اللطيف وهبي.

وجاء في تدوينة للمؤتمر الصحراوي سفيان خليهن ساعات قبل انطلاق المؤتمر بالجديدة: “لا تقول السي سمير كودار ان وضعك لجهة فاس مكناس وجهة العيون الساقية الحمراء في هذا المكب للازبال ديال الحوزية صدفة”.

وكتبت مؤتمرة بامية يعتقد انها من جهة فاس-مكناس، في تدوينة لها: “شعار لجنة كودار التمييز الاقصاء والتهميش”، وفي تدوينة أخرى كتب احدهم: “فشل وإهانة مقصودة من لجنة كودار للمناضلين”.

واش كلمة بنشماس نوضات قربالة؟

“كلشي وصف الكلمة ديالو بالقوية”، هكذا أسر أحد المؤتمرين في حديث جانبي له مع “le12.ma“، مؤكدا أن الوصايا السبع التي سردها كان لها وقع كبير في نفوس الحضور وهو ما ظهر من خلال التصفيق والهتاف بعدما أنهى كلمته، في حين ركز مؤتمر آخر على الجانب الخطابي لابن شماش، حينما قال: “بن شماش اختار الكلمات بعناية، إضافة إلى أنه لعب بالصوت ديالو فعدد من الفقرات اللي خلات الكل يصفق ليه وهي اللي شعلات العافية ونوضات قربالة”.

كودار.. “ارحل ارحل”

ومع نهاية بن شماش من تلاوة كلمته أصر سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر “البام”، على أن يكون هو ثاني شخصية ستتناول الكلمة، وذلك على الرغم من أن البرنامج غير متضمن لكلمته، ومباشرة بعد تناول سمير كودار الكلمة قاطعه الكثيرون مطالبين إياه بالتوقف ليفعوا شعارات في وجهه “إرحل..إرحل”. قبل أن يتطور الأمر لتبادل للعنف والضرب واحتلال المنصة، أمام ضيوف أجانب يمثلون برلمانات أوروبية وأمريكية وإفريقية.

كودار في تصريح مقتضب لـ “le12. Ma” قال إن بن شماش هو سبب هذه المهزلة، قبل أن يحتمي بحراس أمن خاص لعدم تمكن المؤتمرين الغاضبين من الوصول إليه. من جانبها حاولت فاطمة الزهراء المنصوري، القيادية في البام، تهدئة الأوضاع مطالبة باحترام أشغال المؤتمر والمرور إلى المصادقة على التقرير الأدبي والمالي للحزب، لكن بدورها تلقت موجة غاضبة بالرحيل.

“نايضة روبلة وتصرفيق”

فشل المنظمون، في إعادة الهدوء الى قاعة المؤتمر خاصة مع توالي احتجاجات وهتافات الغاضبين من تدبير لجنة كودار لملف انتداب المؤتمرين.. “ضربوني وهرسو ليا النظاظر، شي صرفقني وشي داو ليا تلفوني”. هكذا صدح أحد المؤتمرين أمام الجميع في حالة غاضبة.

القرآن لطرد الشيطان..

ينما أطلق المنظمون مكبرات الصوت لسماع تلاوة آيات من الذكر الحكيم لطرد الشيطان من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بعد محاولة نسفه، دعا حكيم بن شماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، المدعوين لمؤتمر الحزب الرابع، قبل قليل، إلى ضبط النفس والهدوء من أجل اتمام أشغال المؤتمر.

وعلق بن شماش، في كلمته، على أحداث الاحتجاجات التي شهدتها القاعة بمجرد تناول سمير كودر كلمته، قائلا: “الله يرحم الوالدين راه كيتفرجوا فينا الشمايت، والله غالب..”.

وقال في ما يشبه التحدي: “أنا مزاوك فيكم كملوا البرنامج ديال المؤتمر، ونحن مصممين على اتمامه، والى كان شي حد باغي يفشلو راه غالط والله لا فشلو“.

وطالب الحضور إلى المرور إلى نقطة مناقشة والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، قبل أن يدعو الجميع إلى ما اعتبره “نشركو الملح” بالحضور إلى وجبة العشاء.

إستئناف الجلسة وإبعاد أخشيشن

بعد ساعة في الجحيم، تناقلت إثرها قنوات ومواقع مغربية و دولية، صورا لمشاهد العنف والعنف المضاد المادي منه واللفظي، بين مناضلين بامين، ورفض قواعد واسعة طريقة إدارة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وصراخ آخرين بطرد “الخواجية” من الحزب”، سيلعن عن إستئناف الجلسة.

نحن الآن في منتصف الليل، الباميون، يتوافدون تباعا على قاعة المؤتمر التي من غرائب الصدف تحمل إسم “الحلبة الكبرى” بمعرض محمد السادس للفرس، حيث نظم المؤتمر، تناول كودار الكلمة اللجنة التحضيرية، وهو شاحب الوجه، مرتبك التصرفات..

كان كل شيء يجري بشكل عاد في مؤتمر غير عاد، حتى إنطلقت شرارة الاحتجاج من جديد، حين إقترح، إسم أحمد أخشيشن، في رئاسة المؤتمر،” نرفض تحكم  تيار وهبي في مفاصيل المؤتمر”، هكذا تحدث قيادي بامي إلى جريدةLE12.MA .

تحت ضغط، المؤتمرين، سيعلن عن إبعاد أخشيشن، وتعيين عبد المطلب اعميير، مكانه في لجنة رئاسة المؤتمر، الذي انتهت جلسته الافتتاحية في وقت متأخر من الليل.

 مفاوضات مازاغان

إنفض المؤتمر في معرض الفرص، وإنطلقت المفاوضات السرية، في منتجع مازاغان، عندما دخل عدد من المرشحين وحاشيتهم، في تحريك الهواتف لحشد المؤتمرين، وتقديم التنازلات والوعود لدفع  مرشحين لسحب ترشيحاتهم، وتدارس الطريق الأنجح للوصول إلى الأمانة العامة.

لذلك، يوضح مصدرنا، كان لإعلان هشام الصغير سحب ترشيحه، عنوانا بارزا لمفاوضات مازاغان، مضيفا:”المعنى واضح، من الانسحاب، حين وجه الصغير رسالة سحب ترشحه إلى فاطمة المنصوري رئيس المجلس الوطني بدل رئيس اللجنة التحضيرية”.

 عودة البونية والخلافات العالقة

 تواصل المؤتمر في يومه الثاني، بإنطلاق عمل الورشات، حيث توجهت الأنظار إلى ورشة القوانين والأنظمة، بينما كان صدى إعلان ترشح بن شماش من جديد مهيمناعلى نقاش المؤتمرين، في حين توارى مرشحين للأمانة العامة عن الأنظار وسط، حديث عن دخولهم في مفاوضات لدعم مرشح واحد في خطوة لمحاصرة وهبي، المدعوم من فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني.

 لذلك، سيكون لدفع تيار وهبي في تجاه التصويت السري على الأمين العام من طرف المجلس الوطني، دور كبير في عودة الاحتقان، و”البونية”، حين رفضت قواعد واسعة من المؤتمرين هذا المقترح، مطالبين بالاحتكام إلى إرادة المؤتمرين، ومنحهم حق التصويت على من يختارونه من المرشحين أمينا عاما للحزب، طلما أن”المؤتمر سيد نفسه”، يوضح مصدرنا.

الخلاف حول نقطة “سرية التصويت”، ما هو إلا واحد من بين خمسة خلافات لا يزال النقاش دائرا حولها الآن  بمؤتمر”البام” حيث تشير الساعة إلى السادسة مساءا، في وقت حذر فيه مؤتمرون من مغبة عدم تسليم اللجنة التحضيرية قوائم المؤتمرين لرئاسة المؤتمر، قبل بدء عملية التصويت يوم غد الأحد، يقول المؤتمر الصحراوي، سفيان خليهن.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *