جواد مكرم

أرخت كلمة حكيم بن شماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، التي ألقاها أمس الجمعة في إفتتاح المؤتمر الرابع للحزب، بضلالها على النقاش الجاري  الآن في الورشات في ثاني أيام المؤتمر.

وفعلت الكلمة السياسية لحكيم بن شماش، مفعول السحر في نفوس مؤتمري البام، إذ صفق لها خصومه من تيار المستقبل قبل أنصاره، ما جعل المهدي بنسعيد القيادي البامي يتهمه بتبني خطاب التحريض في كلمته لنسف المؤتمر، في تصريح مقتضب للصحافة، ليرد عليه البرلماني البامي عدي بوعرفة، بالقول:” من نسف المؤتمر هو فشل سمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في إنجاح مهمته، عندما توصل مؤتمريون بدعواته المشاركة يوم المؤتمر والسقوط في منزلقات وخروقات قانونية عديدة”مؤكدا تبنيه لكلمة إبن شماش جملة تفصيلا.

وكانت كلمة بن شماش، وخاصة الوصايا السبع الواردة فيها، وتحذيره من مغبة إختطاف الحزب من قبل “الإسلام السياسي”، نقاش ليلة بيضاء دخل الأغلبية الصامتة من المؤتمرين، الذي انتفضوا في وجه سمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية.

 ويرى الدكتور رشيد لزرق، المتخصص في القانون الدستوري، في تصريح لجريدةle12.ma، أن كلمة بن شماش، كان موجهة الى خارج المؤتمر أكثر من الداخل، وتحمل رسائل مفادها، أن الإسلام السياسي بات يهدد من داخل الحزب،  مبادئ وقيم الحداثة التي أسس عليها، لمواجهة قوى الظلام.

وأضاف، الدكتور لزرق، أنه من الطبيعي أن تلقى رسائل كلمة بن شماش، تجاوبا وتفاعلا من قبل جميع الجهات المعنية بها، لعل من أههمها، قواعد من المؤتمرين، بالرغم من كون الحزب لا يزال يفتفد الى الانسجام التنظمي.

وأكد، الدكتور رشيد لزرق، المتخصص في القانون الدستوري، أن كلمة بن شماش التي كانت أكثر من عرض سياسي يقدم حصيلة سنوات تحمله مسؤولية  الامانة العامة للحزب، سيكون لها دور كبير في صناعة الحدث في السباق نحو الامانة العامة، في غياب عرض سياسي بقوة وحمولة ما جاءت به كلمة حكيم بن شماش، خاصة الوصايا التي تضمنها، وجرى إنتقاء رسائلها بعناية فائقة.

ماهي وصايا إبن شماش الـ7 التي جعلت المؤتمر يهتف بإسمه وهيمنت على نقاشات ورشات اليوم الثاني؟ التفاصيل في المقتطف التالي من كلمة بن شماش:

“أيتها الرفيقات والرفاق،

المؤتمر سيد نفسه، وستنتخبون، عبر أجهزتكم التقريرية، من ستتحمل أو سيتحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزبنا، ولأن الكلمة شهادة، والاختيار مسؤولية لا مكان فيها للاستهتار، والذاتية، والانتهازية، والرؤى قصيرة النظر، التي قد تخل بتوازن مشهد سياسي برمته، فإني أود أن أوصيكم علنا وحضورا، بما يلي :

أولا: ثقوا في أنفسكم، وفي حزبكم وفي مشروعكم السياسي، وفي قيمه الأساسية، وفي ما نتقاسمه جميعا من تامغربيت، فحاشا أن يكون أمناؤنا العامون ومسؤولو حزبنا السابقون ومؤسسوه الذين خدموا الحزب بكل تفان وإخلاص ووطنية نصابين ومخادعين للدولة، بل هم من خيرة ما أنتجت المدرسة السياسية المغربية من رجال ونساء.

ثانيا: ثقوا في علة وجود حزبكم، واستمروا في الإيمان به ضرورة سياسية ومجتمعية، وفي راهنية ووجاهة دواعي تأسيسه واستمراره، واستدامة عرضه السياسي، وضرورة نضاله بكل الوسائل المتاحة قانونا، من أجل حماية المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، من قوى الإسلام السياسي، والمركب الريعي المصالحي المرتبط به، والذي وصل مده الأسود إلى بيتنا الحزبي.

ثالثا: ثقوا في قدرتكم على الفوز في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة المقبلة، فلا شيء يدعوكم إلى الانهزام المسبق، و انتظار القيام بخدمة لا تليق بكم ولا بموقع حزبكم: خدمة العجلة الاحتياطية والمكملة لحزب شرعت أقنعته تتساقط وبدأت حقيقته تتكشف أمام أعين المغاربة ، نظير ما سيتفضل به عليكم،من مناصب وزارية أو من انتدابات تنفيذية ومهام إدارية، تلبية لرغبات ذاتية، غير قادرة على إدراك سمو منطق رجال الدولة ومنطق المؤسسات، ومنطق التعددية، ومنطق ضرورات حضور عروض سياسية متمايزة ومتباينة وبدائل جدية، حماية للمجتمع الديمقراطي من عوارض الأردوغانية المغربية.

رابعا: واجهوا بالحجة الدامغة، كل السرديات الضالة، التي تحاول تبخيس موقع حزبكم، مدعية انعدام استقلاليته فيما سبق من ولايات منذ تأسيسه إلى الآن، فهذا الادعاء المغرض، الصادر عن خصوم حزبنا من الخارج و الداخل، هو مجرد وهم، وأسطورة سوداء، وسلاح نفسي لهزيمتكم والنيل من اعتدادكم بنبل مشروع الحزب.

خامسا: ثقوا في النبوغ المغربي، وفي متانة وصمود مؤسساتكم الدستورية، ومشروعيتها العابرة للأزمنة، والمنتصرة على جميع من أراد بها سوء بفعل متآمر، أو بعدوان رمزي.

سادسا: تذكروا أن هدفنا كان ،ولا يزال، هو المساهمة في تقوية وتوطيد تجربتنا الديمقراطية في محيط إقليمي وجهوي مضطرب وحابل بالتهديدات والتحديات، و في عالم متسارع الخطوات متقلب الأمزجة متنافر الرغبات متعثر الخطوات. وها نحن نرى الدمار الذي لحق بالجغرافيات المتناثرة حولنا والتمزق الذي يطال أوصال البلدان والأمصار، والحرائق التي تشتعل دون أمل في الانطفاء… مما يجعل مسؤوليتنا في النهوض بدورنا تتجاوز الهم والتنافس الانتخابيين وتتجسد في الحفاظ على أمن بلادنا واستقرارها، باعتبار هذين الشرطين ضروريين لكل آمالنا في التنمية والديمقراطية. شرطان يجب أن نشد عليهما بالنواجد، اليوم وغدا، بلا وهن ولا تراخي

سابعا:تذكروا أخيرا أن مصدر قوتكم في وحدتكم، في تنوع وتعدد مشاربكم ولكن أيضا وأساسا في صلابة وحدتكم وفي متانة وصدق الالتزام بالقيم المؤسسة للحزب.

تلك شهادتي وتلك وصيتي إليكم، وأتمنى للمؤتمر كامل التوفيق والنجاح في أشغاله، وإني أجدد التأكيد على أنني سأبقى، بالرغم من أذى وظلم ذوي القربى، مناضلا صادقا وفيا الى جانبكم، عاملا مثابرا في صفوف الحزب، من أي موقع أكون فيه، اليوم أو غدا”.

 مقتطف من كلمة بن شماش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *