حسين عصيد

 

يُعتبر الـ 19 من دجنبر 1983 يوماً تاريخياً في مجال كرة القدم، إلا أنه لم يرتبط  بمباراة هامة جمعت فريقين كبيرين، أو انطلاقة إحدى مسابقاتها بإحدى دول العالم، بل يُؤرخ لليوم الذي سُرق فيه كأس بطولة العالم، والمعروف آنذاك بـ “كأس النصر”، الذي صممه الفنان الفرنسي جول ريميه.

احتفظت البرازيل بكأس العالم، بعدما توجت باللقب الثالث لها عام 1970، حيث تنص لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، بأن من يتوج باللقب 3 مرات يحتفظ به مدى الحياة، إلا أنه في سنة 1983، لاحظ حراس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم سرقة الكأس من خزانته، وفي نفس الوقت بدأت الشرطة البرازيلية في البحث عن الجناة، لكن بدون جدوى.

أفادت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، أمس الأربعاء، بأن البرازيليين، وبعد سنوات من البحث عن الكأس المسروقة، وجهوا الاتهامات لاثنين من عمال النظافة، قبل أن تتم إدانة 4 أشخاص آخرين تم اتهامهم غيابياً، فيما وُجد مشتبه به آخر مقتولا بـ 7 رصاصات، إلاّ أنه إلى حدود الساعة، لم يتم القبض على السارق، ولم يتم استرجاع ذلك الكأس، ليتفق الاتحاد البرازيلي مع مؤسسة إيستمان كوداك لصنع كأس بديلة من الذهب تزن 1.8 كلغ، عن طريق استخدام نسخة قديمة من الكأس لصناعة شبيهة لها.

وأضافت الصحيفة، أن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، وأمام هذه الواقعة التي عرضت بلاده للانتقاد، أصدر بياناً بعد ذلك جاء فيه: “نحن نريد استعادة أحد أهم الرموز الرياضية للشعب البرازيلي، اللص الذي سرقه ليس لديه اي مشاعر وطنية”، في حين اتهم أسطورة الكرة البرازيلية بيليه السلطات المحلية بنشر الفقر مما جعل الشعب يسرق الكأس.

ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يُسرق فيها كأس العالم، ففي نهائي كأس العالم عام 1966 في إنجلترا، فوجئ الجميع باختفاء كأس جول ريميه التي كانت معروضة في لندن ضمن معرض للطوابع البريدية، لتتولى شرطة “سكوتلانديارد” مسؤولية البحث عنها، مطلقة إحدى أكبر عمليات البحث في القرن العشرين،  قبل أن يتم إيجادها بعد كبير عناء بفضل الكلب البوليسي “بيكلز” الذي دخل التاريخ . وقد وجدت الكأس مدفونة في حديقة، وهي ملفوفة بصحيفة في إحدى ضواحي لندن، ليتبين أن الرجل الذي سرقها كان مهووساً بكرة القدم ومشجعاً متعصباً للمنتخب الإنجليزي، وكان يخشى أن تذهب الكأس للمنتخب البرازيلي الذي كان يسيطر آنذاك، فأقدم على سرقتها !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *