حسين عصيد

 

مع انحسار الإيديولوجيات ذات الصلة باليسار، وصعود الأحزاب اليمينية في دول أمريكا اللاتينية، تراجع الدعم الذي كان يشمل لعقود جبهة البوليساريو، لتبدأ المنظمة الوهمية في فقدان مواطئ قدمها الواحد تلك الآخر، على حساب المغرب الذي استعاد – بفضل دبلوماسيته النشيطة – مكانته في تلك الدول، ليبدأ في فتح سفاراته بها الواحدة تلو الاخرى.

وقد أوردت صحيفة “إلكوميرسيو”، أمس الإثنين، أن “التحالف البوليفاري لشعوب الأمريكيتين” المعروف باسم “ألبا”، الذي تأسس سنة 2004، ويضم 11 دولة من أمريكا اللاتينية، كان حريصاً في بداياته على ربط علاقات وثيقة بالجبهة الانفصالية، إلا أن تغير السياسات بالقارة اللاتينية، التي باتت تنبني على واقع منطقي يرتبط بتبادل المصالح، دفعها إلى ربط علاقات مع المغرب، دعَمَها انفتاح المملكة اقتصاديا على تلك المناطق، بعد انفتاحها المبدئي على الدول الافريقية.

وأفادت الصحيفة بأن الرئيس الإكوادوري لينين مورينو يسير في اتجاه سحب اعتراف بلاده بالبوليساريو، مشيرة إلى أنه خلال شهر شتنبر الماضي، زار وفد إكوادوري رسمي الرباط، برئاسة نائب وزير الشؤون الخارجية والتكامل السياسي والتعاون الدولي أندريس تيران، حيث التقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مؤكدة أن “الهدف الواضح هو بدء مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، ليس بين المغرب والإكوادور فقط، بل بينه وبين سائر دول أمريكا اللاتينية لاحقاً”.

كما عددت الصحيفة أوجه متانة العلاقات بين المغرب ودول التحالف البوليفاري، مشيرة إلى فتح المملكة لسفاراتها في كل من دومينيكا وسانت لوسيا وغرينادا وأنتيغوا وبربودا، فضلا عن تمثيلها دبلوماسيا في كوبا والإكوادور، ومساندة “ألبا” للملف المغربي لاحتضان نهائيات كأس العالم لسنة 2026.

وأضافت أن المغرب يضع حاليا نصب أعينه بعض دول أمريكا اللاتينية، التي شهدت وصول اليمين إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع، كما هو الحال في الأوروغواي، أو عن طريق الانقلاب العسكري على غرار ما شهدته بوليفيا، إضافة إلى الدول التي تشهد أزمات سياسية داخلية كفنزويلا، التي يعاني رئيسها نيكولاس مادورو من عزلة دولية متزايدة، ونيكاراغوا التي يريد رئيسها دانييل أورتيغا التنازل عن قيادة البلاد لأفراد من أسرته، في حين سيكون على المغرب انتظار الانتخابات الرئاسية الجديدة في بوليفيا، حتى يتأكد من عودة اليمين للحكم، بعد أكثر من 22 سنة من حكم اليساري إيفو موراليس للبلاد، من أجل التحرك لدفعها لسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *