هل نسي إبن كيران، أن المغاربة عاقبوه ومن ورائه الحزب الذي يقوده في 2021 بسبب سياساته اللاشعبية التي لم تكن تقيم وزنا للمعاناة الاجتماعية للمغاربة، بعد تعطيل الحوار مع النقابات، واتخاذ قرارات لم تكن تخدم مصالح المغاربة؟.
الرباط-جمال الريفي le12.ma
عاد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى أسلوبه الخطابي المثير للجدل خلال افتتاح المؤتمر الوطني التاسع للحزب المنعقد بمدينة بوزنيقة، حيث حاول تصوير “البيجيدي” كمدافع عن القدرة الشرائية للمغاربة، منتقدًا “موجة الغلاء” التي تطال معظم المواد الاستهلاكية، ومُحمِّلا الحكومة الحالية مسؤولية فشل التصدي لها.
غير أن ابن كيران، الذي أطلق العنان لانتقاداته أمام المؤتمرين وضيوف الحزب من المغاربة والأجانب، بدا كمن يراهن على ضعف ذاكرة المواطنين، متجاهلًا الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي عاشها المغاربة خلال عشر سنوات من حكم حزبه، بما فيها الولاية الحكومية التي كان يرأسها شخصيًا.
لقد نسي أو تناسى ابن كيران أن المغاربة قد وجهوا له وحزبه رسالة واضحة سنة 2021، حين عاقبوه في صناديق الاقتراع نتيجة سياساته اللاشعبية التي تجاهلت معاناة الطبقات المتوسطة والفقيرة، وعطلت الحوار الاجتماعي، واتخذت قرارات لم تخدم مصالح المواطنين.
محاولة يائسة لتزييف الوعي
خطاب ابن كيران أمام المؤتمرين لم يكن سوى محاولة مكشوفة للالتفاف على هذه النجاحات، والتركيز الانتقائي على بعض الإكراهات التي تواجه العمل الحكومي، متناسيا أن تدبيره الكارثي هو أحد أسباب الوضع الاقتصادي الذي تسعى الحكومة الحالية إلى إصلاحه.
لقد كشفت التجربة أن أسلوب المزايدة الكلامية الذي يتبناه ابن كيران لم يعد ينطلي على المغاربة الذين عاقبوه ديمقراطيًا، ولن يغفروا له حصيلة حكومته التي لم تترجم وعوده إلى إنجازات حقيقية.
إخفاقات حكومة ابن كيران
بعيدًا عن الشعارات التي رفعها حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسها شعار “محاربة الفساد”، فإن الحصيلة كانت مخيبة للآمال:
•النمو الاقتصادي: بينما وعد برنامج الحكومة بتحقيق معدل نمو يصل إلى 5,5%، لم يتجاوز المعدل 3,7% بين 2012 و2015، وانخفض إلى 1,5% سنة 2016.
•البطالة: عوض خفضها إلى 8% كما وعد، ظلت النسبة في حدود 9,45% في المتوسط.
•عجز الميزانية: فشلت الحكومة في التحكم فيه وفق الأهداف المعلنة.
•الاستثمارات والمشاريع الإصلاحية: توقفت العديد من المشاريع، وافتقرت الحكومة إلى مبادرات عملية لتحفيز الاقتصاد الوطني.
وعوض الاعتراف بهذه الإخفاقات، كانت حكومة ابن كيران تتذرع بالعوامل الخارجية كسنوات الجفاف أو الأوضاع الاقتصادية العالمية.
نجاحات الحكومة الحالية رغم التحديات
رغم السياق الصعب الذي تميز بتداعيات جائحة كوفيد-19، وأزمة الجفاف، والانكماش الاقتصادي لدى شركاء المغرب، تمكنت الحكومة الحالية من تحقيق إنجازات ملموسة:
•تقليص معدلات التضخم، والحفاظ على نمو اقتصادي مستقر.
•تحطيم أرقام قياسية في قطاع السياحة.
•استقطاب استثمارات كبرى.
•إحياء الحوار الاجتماعي، وإطلاق برامج للتشغيل مثل “فرصة” و”أوراش”.
•تعميم نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، وفتح الاستفادة أمام أكثر من 6 ملايين مستفيد.
•إطلاق برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، والدعم المباشر للسكن.