استمعت إلى نقاش متوتر بين رضوان الرمضاني وحميد المهداوي عبر الهاتف في قناة يوتيوب هذا الأخير، يتضمن بعض المعلومات الخاطئة حول تعريف الصحافي المهني في المغرب.

تشبث حميد المهداوي في نقاشه مع رضوان الرمضاني، بأن الحصول على شهادة الإجازة ضروري من أجل الحصول على صفة صحافي مهني في المغرب. وهذا أمر خاطئ.

في الظهير الشريف رقم 1.16.51 الصادر في 19 من رجب 1437 (27 أبريل 2016) المتعلق بالنظام الأساسي للصحافيين المهنيين، تعرّف المادة الأولى الصحفي المهني المحترف بأنه كل صحافي مهني يزاول مهنة الصحافة بصورة رئيسية ومنتظمة، في واحد أو أكثر من مؤسسات الصحافة المكتوبة أو الإلكترونية أو السمعية أو السمعية البصرية أو وكالة الأنباء عمومية كانت أو خاصة التي يوجد مقرها الرئيسي بالمغرب، ويكون أجره الرئيسي من مزاولة المهنة.

ولا وجود في هذا الظهير  لشرط الحصول على الإجازة من أجل الاتصاف بصفة صحافي مهني.

لكن صفة الصحافي المهني يجب إثباتها، وينص الظهير نفسه في مادته الرابعة على ما يلي :

  يتم إثبات صفة الصحافي المهني بواسطة بطاقة الصحافة المهنية المسلمة إلى المعني بالأمر وفقا لأحكام هذاالقانون والنصوص المتخذة لتطبيقه وكذا القانون رقم 13.90 المتعلق بإحداث المجلس الوطني للصحافة..

إذن لا يمكن إثبات صفة صحافي مهني إلا بالحصول على بطاقة الصحافة التي يسلمها المجلس الوطني للصحافة.

وهذا المجلس لا يشترط في الوثائق الإدارية التي يطلبها، نسخة من شهادة الإجازة، بل يطلب شهادة تثبت مزاولة مهنة الصحافة موقعة من طرف المؤسسة الصحافية المشغلة أو من طرف المؤسسة أو المؤسسات المتعامل معها(شهادة العمل)، وبالنسبة إلى الذين يطلبون بطاقة الصحافة من المجلس لأول مرة يجب عليهم الإدلاء بشهادة جامعية أو شهادة متخصصة في مجال الصحافة مسلمة من طرف مؤسسة التعليم العالي العام أو الخاص أو دبلوم معترف بمعادلته لها.

وهناك دبلومات عليا في التعليم الخاص في الصحافة (دبلوم تقني متخصص في الصحافة) لا تكافئ الإجازة، بل تكافئ فقط دبلوم الدراسات الجامعية العامة DEUG (مستوى باك + 2).

ثم إن هناك صحافيين مهنيين يمارسون العمل الصحافي منذ سنوات، قبل أن يخرج قانون الصحافيين المهنيين في الجريدة الرسمية بتاريخ 19 ماي 2016، ليست لديهم شهادات جامعية، ومع ذلك يحق لهم الحصول على بطاقة الصحافة إن سبق لهم أن حصلوا عليها من قبل، ويكفي أن يكونوا ممارسين لمهنتهم رسميا في مؤسسات صحفية، ويتقاضوا أجرهم وفق ما هو محدد في الاتفاقيات الجماعية بين النقابات وبين أصحاب المقاولات الصحفية.

مسألة أن يعتقد شخص أنه بحصوله على الإجازة، يكون مؤهلا لممارسة العمل الصحفي بقواعده العلمية و وفق أخلاقياته المهنية، وبدونها لا يمكنه أن يكون صحفيا مهنيا في المغرب، أمر خاطئ.

وهذا ما كان.

*أحمد الدافري :خبير في الصحافة والاتصال 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *