أثار قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المفاجئ، الاستغناء عن عصام الشرعي مدرب المنتخب الوطني لأقل من 23سنة، رغم نجاحه في تحقيق الأهداف المسطرة، العديد من التساؤلات وردود الأفعال المتباينة.

ورغم أن الشرعي قد قاد المنتخب الأولمبي إلى التتويج بلقب كأس إفريقيا في يوليوز الماضي للمرة الأولى في تاريخه.كما حجز بطاقة التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية المقررة بباريس صيف السنة الجارية، عقب تأهله إلى نهائي كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة.

وبررت الجامعة قرارها، بما ما أسمته النهج الجديد للجنة المنتخبات الوطنية والمتمثل في التنسيق والتواصل بين الأطر التقنية لكافة المنتخبات الوطنية.

وأكد موقع “العربي الجديد” أن سيناريو إقالة المدرب عصام الشرعي، يكاد يكون شبيها بالذي عاشه المدير الفني السابق لمنتخب “أسود الأطلس” وحيد حاليلوزيتش، حين أقالته الجامعة قبل 3 أشهر من انطلاق بطولة كأس العالم بقطر 2022.

وأضاف، أن المدربان وحيد حاليلوزيتش وعصام الشرعي، يشتركان في كونهما أقيلا من منصبيهما كمدربين لمنتخبي “أسود الأطلس” والأولمبي قبل 3 أشهر ونصف من انطلاق بطولتين عالميتين، وأيضا أن كليهما حققا أهدافهما المسطرة مع الجامعة.

وقاد خاليلوزيتش المنتخب الأول إلى نهائيات بطولة كأس العالم في قطر 2022، بينما ضرب الشرعي عصفورين بحجر واحد، من خلال الفوز بلقب كأس أفريقيا تحت 23 سنة، ثم التأهل إلى أولمبياد باريس 2024.

ويبقى أوجه الاختلاف في كون إقالة خاليلوزيتش كانت مطلبا جماهيريا، بعد توتر علاقته مع عدد من نجوم منتخب المغرب، من أبرزهم حكيم زياش ونصير مزراوي، وبدرجة أقل سفيان بوفال، وعدم استقراره على التشكيلة الأساسية، وقيامه بتعديلات متكررة، بينما أسباب الانفصال عن المدرب الشرعي تبقى مبهمة وغامضة، نظرا للعمل الكبير الذي قام به منذ تعيينه مدربا للأولمبي المغربي قبل سنة ونصف، خلفا للمدرب الحسين عموتة، كما يحظى بتقدير خاص من قبل الجماهير المغربية.

وذهب عدد من متابعي المنتخب الأولمبي إلى أن المدير الفني لمنتخب “أسود الأطلس” وليد الركراكي كان وراء إقالة المدرب عصام الشرعي من منصبه، باعتباره مسؤولا أيضا عن المنتخب الأولمبي بالموازاة مع تدريبه المنتخب الأول.

خلاف مع الركراكي

أكدت مصادر موقع “كووورة” العالمي، أن القرار يعكس وجود خلاف في وجهات النظر بين عصام الشرعي ووليد الركراكي مدرب المنتخب الأول، وهو ما ترجمه خطاب الاتحاد الذي أعلن قرار إقالة الشرعي، وأرجعه لأمور تهم التنسيق بين مدربي المنتخبات المغربية، والذي لم يكن مثاليا.

وأوضحت وجود عناصر مشتركة بين المنتخبين، والتي انحصرت في 6 لاعبين أولمبيين شاركوا مع الأسود في الكان، قبل أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 9 عناصر، وهو ما تسبب في خلاف بشأن وجهات النظر، ومن له الحق في اعتماد هذه العناصر في معسكر مارس.

السكتيوي والركراكي

ويرى عدد من متابعي المنتخب الأولمبي أن مهمة طارق السكتيوي ستكون مختلفة عن التي خاضها مواطنه وليد الركراكي مباشرة بعد تعيينه مدربا لمنتخب “أسود الأطلس” قبل انطلاق مونديال قطر 2022.

وإذا كان كلا المدربان يشتركان في كون تعيينهما جاء قبل بطولتين عالميتين، إلا أن المهمتين تختلفان من حيث أن عصام الشرعي ترك الأولمبي المغربي في أوج عطائه ومعنوياته مرتفعة بعد التتويج بلقب كأس أفريقيا تحت 23 سنة، الصيف الماضي، ما يعني أن المدرب طارق السكتيوي لن يجد صعوبة في مواصلة المسار الناجح لسلفه، نظرا لامتلاك المنتخب الأولمبي أسماء بارزة وتلعب بشكل أساسي برفقة أنديتها الأوروبية.

من جهة أخرى، عانى المدرب وليد الركراكي الأمرّين في استعادة الأسماء المغضوب عليها من طرف المدرب السابق وحيد حاليلوزيتش، وتكوين مجموعة منسجمة في ظرف وجيز، عبر إعادة الروح إليها مجددا، وأيضا منح الثقة الكاملة للاعبين كانوا وراء الإنجاز الباهر الذي حققه منتخب “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، حين بلغ الدور نصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا المكسب.

المصدر: le12.ma+وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *