«قبل أسابيع كان لي إتصال هاتفي مع المشجع المغربي عبد الله آيت الصديق المعروف بـ”أزنزار”، بعدما كان قد سافر إلى كوت ديفوار مبكرا على متن سيارته الخاصة لمساندة أسود الأطلس في كأس أمم أفريقيا».

*سان بيدرو( le12+ومع)

بتشجيع من شركة أفريقيا، للمحروقات، يواصل عبد الله الصديق، الذي يلقب نفسه بـ”أزنزار”، الترويج للثقافة المغربية، وأخلاق المغاربة في الكوت ديفوار بعدما عبر الأدغال لمساندة الآسود الأبطال.

لقد خلق عبد الله الصديق، الحدث قبل الفوز العريض للمنتخب المغربي على تنزانيا، عندما احتفل برأس السنة الأمازيغية في محطة شركة أفريقيا، للمحروقات، الشركة المغربية ذات الفروع الإفريقية.

بحضور وجبة «تا كولا»، الطبق الرئيسي في الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، كان عبد الله الصديق، يوزع قمصان المنتخب الوطني المغربي على الايفواريين في إطار مسابقة ترفيهية ترويجية للمغرب كبلد وحضارة.

السيارة الحمراء

مرتحلا من المغرب إلى الكوت ديفوار على متن سيارته، يعد عبد الله الصديق، الذي يلقب نفسه بـ”أزنزار”، أحد المشجعين المخلصين لأسود الأطلس الذي يحرص على تشجيعهم أينما حلوا وارتحلوا.

وبلغ ” أزنزار” سان بيدرو، المدينة الساحلية التي تجرى فيها مباريات المنتخب الوطني، مرورا بموريتانيا والسنغال وغامبيا ومالي والكاميرون، في رحلة مُضنية دامت خمسة أشهر، في سيارته العتيقة التي يعود تاريخ صنعها لسنة 1982.

ويحرص “أزنزار”، ذو الـ46 ربيعا، والمتحدر من مدينة تزنيت، على التأكيد على أن هذه الرحلة، الرياضية والترويجية للمغرب، الفخور بحضارته، أن تكون بمثابة تجربة إنسانية غنية.

وقال، في تصريح ل(ومع) ” فضلا عن الشغف بكرة القدم، تحمل هذه الرحلة عدة رسائل للشباب الإفريقي، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى البلدان التي مررت بها “.

الصديق، هو صاحب مبادرة برنامج “أفريكا فوت”، الذي يتوخى النهوض بممارسة كرة القدم في القرى النائية، خاصة في جنوب المملكة. وقد استلهم تجربته الخيرية هاته في طريقه نحو الكوت ديفوار. 

وأشاد، في هذا السياق، بكرم ضيافة الأفارقة، مشيرا إلى أن غايته النهائية تتمثل في زرع حب كرة القدم والتربية والتعلم في نفوس الشباب. 

ذكرى لحاق

يتذكر عبد الله بحنين “عندما كنت لا أزال صغيرا، في مسقط رأسي، قام المشاركون في لحاق باريس-دكار آنذاك بتوزيع أقلام الرصاص في القرى التي مروا بها”، موضحا أن هذه البادرة ظلت محفورة في ذاكرته ويريد الحفاظ على هذه التجربة في المستقبل.

وقال ” أحاول أن أذكر الشباب بالنماذج التي يجب اتباعها وقصص النجاح المحلية “.

وتابع “أزنزار”، الذي سبق له السفر إلى روسيا لمؤازرة أسود الأطلس سنة 2018 وقطر بالإضافة إلى آخر دورتي كأس إفريقيا للأمم بالغابون (2017) ومصر (2019)، “أريد من خلال هذه الرحلة أيضا الترويج للثقافة والحضارة المغربية. في نواكشوط، على سبيل المثال، أهديت بعض الكتب عن التاريخ والثقافة المغربية للمكتبة الوطنية الموريتانية، على غرار باماكو، ودكار وزيغينشور (السنغال)، وكوروغو وياموسوكرو (كوت ديفوار)”.

من جهة أخرى، عبر الصديق، وهو أيضا ممثل، شارك في العديد من الأفلام الأمازيغية، عن أسفه لعدم تمكنه من متابعة دراسته.

وقال “أحاول دائما تشجيع الشباب على الجمع بين الرياضة والدراسة وعدم تفويت قطار التعلم حتى لا يشعروا بالندم في المستقبل”.

يقول المدون عبد العزيز أرجدال، «قبل أسابيع كان لي إتصال هاتفي مع المشجع المغربي عبد الله آيت الصديق المعروف بـ”أزنزار”، بعدما كان قد سافر إلى كوت ديفوار مبكرا على متن سيارته الخاصة لمساندة أسود الأطلس في كأس أمم أفريقيا».

وتابع «أزنزار حدثني عن الظروف الصعبة التي مر منها في رحلته، وعن الظروف القاسية التي يعيشها الناس هناك في البلدان الأفريقية سواء التي مر منها أو في محطته الأخيرة التي هي كوت ديفوار، وقال لي بالحرف:”ماخلانيش خاطري نصور الظروف لي عايشين فيها الناس، حشومة”.

وأضاف أزنزار في حديثه معي يقول أرجدال: “أنا جيت باش نشجع المنتخب الوطني ونعرف بالثقافة المغربية والتنوع الثقافي المغربي ونقدم صورة مزيانة على المشجع المغربي، ومابغيتش نصور الظروف لي عايشين فيها الناس حيث حشومة”.

حشومة السخرية

وأضاف أرجدال «أتمنى أن يسمح لي الصديق والأخ “أزنزار” على هذه التدوينة لأنني لم أستأذن منه، لكن مناسبة هذه الإطلالة هي أنني تابعت بالأمس مقطع فيديو لأحد الشباب المغاربة “يوتوبر” الذي سافر إلى ساحل العاج لحضور مباريات المنتخب الوطني، وقام بنشر مقطع فيديو يسخر فيه من المأكولات هناك».

الفيديو تضمن عبارات مسيئة مثل “حوت مخضر بالدبان” و”دجاجة خامجة” و”ديسير الله يجيب التيسير” وغيرها من الكلمات التي فيها إساءة كبيرة للإيفواريين الذين استقبلوا المغاربة بحفاوة وشجعوا المنتخب الوطني المغربي في مباراته ضد تنزانيا.

وخلص المدون أرجدال إلى القول «احترموا ظروف الناس ونمط عيشهم، وماتديروش “معاناة الناس” محتوى من أجل دراهم “الأدسنس”، الله يهديكم، كما أنت ماتبغيش لي يسيء للبلد ديالك لا تسء لبلدان الناس».

هدف “أزنزار”

في النهاية يبقى هدف “أزنزار” وغيره من المشجعين المغاربة صناع المحتوى المحترم، الذي أتوا من مختلف أنحاء المعمور لمؤازرة المنتخب الوطني في كوت ديفوار، هو مشاهدة زملاء ياسين بونو يحققون حلم شعب بأكمله بالفوز باللقب الإفريقي بعد استعصائه لعقود.

وسيواجه المنتخب المغربي في الجولة الثانية للمجموعة السادسة، يوم الأحد المقبل، منتخب الكونغو الديمقراطية.

وتصدر المنتخب المغربي، عقب الجولة الأولى، ترتيب مجموعته بثلاث نقاط، بعد تفوقه أول أمس الأربعاء على منتخب تنزانيا (3-0)، فيما حصل منتخبا زامبيا والكونغو الديمقراطية بعد تعادلهما (1-1) على نقطة واحدة لكل منهما، وحل منتخب تنزانيا في المركز الأخير بدون رصيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *